في اجتماع عائلي، روَتْ إحدانا تجربة مؤلمة مرّت بها. كانت المفاجأة بالنسبة لها أنها لم تجد التعاطف من الشخص الذي عاش تجربة مشابهة لتجربتها، بل وجدته عند من لم يختبرها، وقد بدا لها الأمر غريبًا، إذ اعتدنا القول أن من عاش ألمك هو الأقدر على فهمه.
أما أنا فكان لي رأي آخر: الفهم لا
تكرر نفس السيناريو، ومن حقهم الزعل، لكن الدرس يتأكد مجددًا: ما نُعوِّل على الأشخاص في اتخاذ القرارات، لأن ما فيه شيء ثابت. اخترت الخروج من منطقة الراحة، والرهبة موجودة طبعًا، لكنها ممتزجة بحماس ضخم لكل التجارب والفرص القادمة إن شاءالله.
النضج العاطفي مو مجرد صفة أو فكرة، هو مجموع تصرفاتك واختياراتك. الشخص الناضج عاطفيًا يختار المواجهة بدل الهروب، والتواصل الصريح بدل التلاعب، لذلك النضج العاطفي ما يُقاس من وصفك لنفسك أو مدى قدرتك على فهم العواطف، النضج العاطفي يظهر في الطريقة اللي تتعامل فيها مع نفسك والآخرين.
لو من دليل وحيد على كونك على قيد الحياة فهو المفاجآت خارج النص، كل ما يخرج عن خطتك يضعك أمام مواجهة حقيقة الحياة الأهم: التغير، التغير الذي هو طريق الفناء.
تلك اللحظات المربكة على خطّ النار هي دليل الحياة، وكل تلك الأنظمة الصارمة والحماية والروتين الذي تحرص عليه، هي دليل العجز
الحمدلله على الرفقة الطيبة، اللي حتى على طول السنوات ما تتغير .. اخت صديقتي اليوم قالت لنا: صحيح الزمن غير أسلوبكم وشخصياتكم، لكن روحكم ومعدنكم ثابت .. الله لا يغير علينا إلا للأفضل، ونبقى نتشارك الأفراح وتبعد الأحزان عن وجيههم الحلوة اللي أحبها.
الحمدلله أني موجودة. أحيانًا أتخيل لو ما كنت، كيف بيكون شكل حياة الناس والأشياء حولي؟ أثري حاضر حتى عند من افترقنا، مثلما أثرهم باقٍ فيّ يصنع مني نسخًا جديدة. ممتنة لله أنه خلقني كما أنا، وبكل الدروس اللي مرّت بطريقي.