من غير المنطقي أن تطالب الآخرين بالالتزام في تعاملهم معك ، بينما ترى لنفسك حق الاستثناء. لا مكان للمزاجية أو الهوى؛ إما أن يلتزم الجميع ، أو يُستثنى الجميع..
المثالية صفة هُلامية ، تفتقر للمعيارية.
فهي تتشكل بتشكل الأهواء ، وتتماهى مع المصالح و المنافع ، و تختلف باختلاف العقول و الذوات. و من أراد أن يكون مثاليًا في نظر الجميع ، لزمه أن يكون إمعةً ، يتلوّن و يتناقض ، ليُرضي كل من يجالسه.
لاحظت أثناء تصفحي للحسابات العربية التابعة لدول غير عربية ، أن الخطاب المستخدم فيها يتسم بلغة تثير العواطف و الانفعال، على نحو يختلف تماماً عن خطابهم في اللغات الأخرى. فهل العرب عاطفيين و تسهل استثارتهم؟ أم أنهم يرون في هذا النوع من الخطاب متنفساً يخفف عنهم و لو قليلاً؟
لكونه يمتلك ملاءة مالية هائلة، يعمد ذلك التاجر إلى بيع بضائعه بهامش ربح منخفض، بهدف التسويق أولاً، ثم للضغط على التجار الصغار و دفعهم للخروج من السوق ليتفرد به مستقبلاً. على الجانب الآخر سنجد محدود الأفق يصور لنا هذا التاجر كبطلٍ يحارب جشع التجار و يسعى لرفاهية العملاء و رضاهم.
المثالية الزائفة أو الخوف من الوقوع في مسمى العنصرية جعلنا نتجنب مناقشة سلوكيات ذوي البشرة السوداء حتى لو كان ذلك في سياقٍ علمي. و مع ذلك ، لا يمكننا أن ننكر ارتباط بعض السلوكيات بهم في مختلف المجتمعات ، سواءً تلك التي يُمنحون فيها التقدير أو تلك التي يُعانون فيها من الاضطهاد.
مثلما هناك وهم المعرفة ، هناك أيضاً وهم العنصرية. فكيف نُسلّم بأن النمط Pattern مؤشر لوجود علاقة ، و نقطة تُبنى عليها الفرضيات في مختلف المجالات ، ثم نرفض ذلك و ننكره إذا ارتبط بقضايا يراها البعض عنصرية بينما هي علمية اجتماعية!
أعتقد أن مشاكل النسوية العربية تتمحور حول نقطتين :
• غياب المرجعية الواضحة
• ممارسة الزندقة الحقوقية
لا تستطيع النسوية أن تبني فكراً و هي تتأرجح بين المرجعيات لتأخذ من كل واحدة ما يخدم حقوقها دون النظر لما يترتب عليها من واجبات..
تدعو الله ليكفيك من تترفع عنهم ، ثم تعتز بنفسك و تستغني عنه مع من تراهم أكفّاء لك! اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..
ألا ليت اللحى كانت حشيشاً
فنعلفها خيول المسلمينا..
صحيح و قد لاحظت أثر ذلك عليّ قبل بضع سنوات ؛ إذ كنت مهتماً بكل ما يدور حولي في نشرات الاخبار و الصحف. عشت فترةً من التوتر و الترقب ، إلى أن قررت اعتزالها. و في النهاية لم يحدث شيء مما كنت أنتظره و أرقبه😅
لا تقرأ لتنقل إلينا ما كتبه الكاتب أو المؤلف، فلو أردنا النقل لقرأنا بأنفسنا. اقرأ لتنمّي أفكارك، و تصقل شخصيتك، و توسّع مداركك. أرِنا انعكاس القراءة على فكرك وشخصيتك. و كما قال مونتين: "من الأفضل أن تمتلك رأساً جيداً على أن تمتلك رأساً مليئاً"
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا}
الكراهية لشخص لا تبرر ظلمه ، ولا تبيح الجور عليه ، أو الافتراء عليه و تشويه سمعته. و الخصومة لا تُسقط ميزان العدل ، و المشاعر لا تُجيز الخروج عن حدود الحق. و تذكّر أنّ ما تقدّمه اليوم، ستلقاه غداً..
أسأل الله أن يفرّج عن كل مهموم، و أن يرزق كل محتاج؛ لكن الظروف الأسرية -مهما كانت- لا تبرر التصرفات الإجرامية. و إن غلبتنا العاطفة معك ، ستغلبنا مع سائر اللصوص و المجرمين و القتلة ، فلكلٍّ منهم دافعٌ و مبررٌ يراه موجباً للتعاطف من وجهة نظره!