لا بد أن تعتبر المعركة في غزة مصيرية بالنسبة لك، ولفلسطين، وللمنطقة، فالعدو لن يرحمك إذا قضى على إخوانك، ولن يتركك مهما ظننت أنه سيفعل.

هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين،

أنس كان يعرفُ جيِّداً أنَّه مشروع شهادة أرسلَ لي صورةً تجمعنا وقال لي: خليها للذكرى إن استشهدت! عندما زرتُ وسعادة الفاضلة والنبيلة وزيرة التربية والتعليم في دولة قطر السيدة لولوة الخاطر فادي الوحيدي في المستشفى اتصل فادي بأنس وأجرينا معه مكالمة كان أنس قد التقط صورة للشاشة

منذ شهرين بدأنا المسير في برنامج #جيل_الأمل_الصيفي، بخطى راسخة، وبوصلة واضحة، ففتح الله لنا الأبواب، ويسر لنا الأسباب، فكان ما تحقق أعظم مما تخيلنا .. وما تم بناؤه خلال هذه الفترة، ما هو إلا محضُ فضل من الله، وتيسير من عنده، فله الحمد أولاً وآخراً .. بالأمس، كان الختام في #الشام،

نسأل الله أن يحفظ غزة وأهلها وأن يرد كيد الصهاينة في نحورهم وأن يجعل مدينة غزة -التي يهاجمونها الآن- شوكة في حلوقهم. حسبنا الله وحده ونعم الوكيل

أصعب شيء على المجاهد في سبيل الله أن يعيش عمره مجاهدا بين الخنادق والجبهات ثم يموت على فراشه وليس في المعركة شهيداً. وأجمل ما ينتظره المجاهد بعد مسيرته العظيمة: أن يكرمه الله بالشهادة في سبيله. والنبي ﷺ بنفسه تمنى أن يُقتل في سبيل الله مراراً كما ثبت عنه في صحيح البخاري أنه قال:

ليست سهلة.. لكنّها تَسهُل باليقين والثّبات والدّعاء، تسهُل بالجِدّ والجهد والعمل، تَسهُل بتحمّل المسؤوليّة، والوقوف أمام العثرات، بالصّدق في الحركة، بالاستمرار رغم كلّ شيء، بالإلزام دون مزاجيّة، بتوطين النَّفس على الصَّبر، بطول النَّفَس رغم انقطاعه! بالصّدق في كلّ خطوة، أعلم

(تَرْكُ أهلِ العلم لتبليغ الدين كتَرْك أهل القتال للجهاد، وتَرْكُ أهل القتال للقتال الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم: كلاهما ذنب عظيم) ابن تيمية