تعبتُ كثيراً من الفوضى، كغيمةٍ تُمزّقُها عواصفُ الريح، تُبعثرُ أفكاري كأوراقٍ في عاصفة، وأنا أبحثُ عن دربٍ يُهدئُ الروح. أغلقُ البابَ، وأتنفّسُ سلاماً.

الذي لا يحسبُ للنعمةِ لديه، يُعميهِ بريقُ الذهبِ عن الخبزِ، يُطاردُ السرابَ ويتركُ الينبوعَ، فيُصحّرُ قلبهُ ويُجفّفُ الروح. يبقى جائعاً، وسطَ حديقةٍ من الورد.

"نحاول نكون طيبين، نزرع ورداً في صحراء القلوب، لكنهم يدوسون الزهر، ويحبون الشوك والعتمة.الطيبة نورنا، يضيء دروباً لا يسلكها إلا الضالون، في عالم يعشق الخنجر، تذوب الابتسامة في دموع الغدر. نبقى طيبين، رغم الجراح، فالطيبة انتصارنا الأبدي."

في قلبي نارٌ تشتعلُ بحبٍّ كاذب، شخصٌ خبيثٌ يبتسمُ ويخفي سمّاً. أعطيته روحي، فمزّقها بغدرٍ، لا أسوأ ! من حبٍّ يغدو جرحاً دامياً.

لا تزرعْ شوكاً في قلبٍ طيّبٍ يغفرُ، ولا تضغطْ على روحٍ تجودُ بالنورِ. دعْ الوردَ ينبتُ من يديكَ حناناً، فالقلبُ الطيّبُ يذبلُ إنْ جرحتَهُ بالغدرِ.

نارُ الكبدِ ..! تُشعلُ صدري لهيباً، غيظٌ يغلي في الجوفِ كالبركانِ. كتمتُ الغضبَ حتى احترقَ صمتي، فصارَ الجرحُ رماداً يطفئُ الروحَ.

صباح الخير .

أُناديكِ ! في ليلٍ يُغلقُ أبوابه، صوتي يخدشُ جدرانَ الفراغِ، وأنتِ خلفَ ستارٍ من ضوءٍ مُنكسر، لا تُجيبين، ولا يُجيبُ الصدى. أمدُّ يدي، فتُمسكُ أصابعي الريح، وأهمسُ اسمكِ، فتُذيبهُ الظلمة. كأنّي أُلقي حجرًا في بحرٍ أعمى، لا موجةَ تُردُّ، ولا شاطئَ ينتظر..

متي تعودين؟

ضاقَ الصدرُ حتى صارَ قفصًا من حديدٍ، يضمُّ قلبًا يخفقُ في فراغٍ صارخ. الهواءُ ..! يدخلُ كسيفٍ بارد، يخرجُ دخانًا من رمادِ الانتظار. أُمسكُ الجدرانَ "بأظافري" فتنزفُ أصابعي دمَ الصمت، والبابُ يضحكُ من بعيد، مغلقًا على سرٍّ لا يُقال…

"لا حاجة لي بشخص يستكثر نفسه علي وكأنني لا أملك من البشرية إلا رفقته ."

صباح الخير، يا نور الصباح يشرق بين أزهار الندى والأمل قهوة ساخنة، ابتسامة واسعة يوم جديد يهمس: ابدأ بالحب!

يَغيبُ الوجهُ عن عيونهم.

لا نحتاج ! منكم شيئًا سوى التقدير، كالنسيم يمرّ على وردةٍ في الصحراء، يُحييها بلمسةٍ خفيفةٍ، دون سؤالٍ أو عطاء. تقديرٌ صامتٌ، يُضيء الظلام بضوءٍ داخلي، يكفينا، ويبقى.

عندما انشغلتُ بهم، تغيّروا كالريح في ليلةٍ عابرة، تاركين ظلّي يجلس وحده على جدران الذاكرة. وعندما انشغلتُ بنفسي، نبتتْ في صدري جذورٌ من نور، فصرتُ أنا السماء، وهم مجرّد نجومٍ سقطت…

الذي يدّعي الحقَّ دائمًا، لا ينظر إلى السماء، فيظنّ أنّ الشمس تدور حوله، وينسى أنّ الظلَّ يتبعه. أعمى البصيرة، يحسب أنّ صوته صدى الكون، لكنّ الصمت يعلّمه: الحقُّ يُرى، لا يُسمع.

سرعان ما يُساء فهمك إذا كانت الغاية -اصطياد زلة- لذلك لا تبرر.

البعض يزرع…

الخُصوصيّة قُوّة ، أنت سيّدُ ما تُخفيه ، وأسيرُ ، ما تُفشيه ."