كل شيء يتأخر في حياتك له حكمة من الله، وفيه رحمة عظيمة لك، تأمل في هذا الدعاء الذي كان يقوله النبيﷺ: ((أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)) رواه البخاري ومسلم. افعل الأسباب وتوكل على الله اطمئن ولا تقلق وتفاءل وأحسن ظنك بالله والخيرة دائماً فيما يختاره الله لك ولو تأخر.

يؤخر الله استجابة دعائك كي يختبر إيمانك ويختبر صبرك فإذا نجحت في هذا الاختبار وصبرت وأحسنت الظن بالله جاءتك الإجابة وجاءك الفرج ويعوضك الله فتنسى كل أيام الألم وتعرف أن الله أرحم بك من نفسك فلا تتوقف عن الدعاء استمر بالدعاء وستأتيك الإجابة قريباً بإذن الله لا تتوقف عن الدعاء.

سامح نفسك وقم وانهض وتب إلى الله الماضي انتهى ولن يعود وربك غفور ودود كلنا نخطئ ونحن لسنا ملائكة وباب التوبة مفتوح وإذا غيرت نفسك: غيرك الله للأفضل والأجمل

قد يأخذ الله منك شيئاً غالياً على قلبك كي يبدلك خيراً منه كما أن الله أمر الخضر بقتل الغلام كي يعطي والديه غلاماً خيراً منه فكن متفائلاً وأحسن ظنك بالله وإذا فقدت شيئاً عزيزاً على قلبك فتوكل على الله فهو الذي سيعوضك خيراً منه وأكثر من الدعاء وقل يارب عوضني وأبدلني خيراً.

المؤمن يستحي أن يتوقف عن الدعاء، حتى لو كانت المؤشرات كلها ضد توقعاته، لأنه يعلم أن الله على كل شيء قدير، ويعلم أن الأسباب كلها بيد الله، وينظر للماضي ويتذكر كم مرة أجاب الله دعاءه وأعطاه أشياء كانت صعبة المنال، المؤمن يحسن الظن بالله في أصعب الظروف، المؤمن لا يفقد الأمل بالله.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ((اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها)) رواه أحمد. هذا من أعظم الأدعية التي ينبغي عليك أن تكثر منها وتكررها دائماً، لعل الله أن يجعل عواقب أمورك وقراراتك خيراً حتى لو كانت في بداية الأمر مؤلمة وصعبة، لكن الله يدبرها ويجعل النتيجة خيراً.

المعاصي والذنوب تمنع عنك التوفيق فتتخبط في حياتك وقراراتك وكلما زادت ذنوبك زاد الضنك والضيق في حياتك قال الله: ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً)) وليس هناك علاج إلا التوبة والرجوع إلى الله كي تعيش حياة طيبة مطمئنة ويمتلئ قلبك بالراحة والسكينة وترى التوفيق في حياتك وآخرتك.

الله خلق الحياء في المرأة والحياء هو أعظم صفة في المرأة والحياء من الإيمان وهو من الصفات الواضحة جداً وخصوصاً في طريقة الكلام قال الله: ((على استحياء قالت إن أبي يدعوك)) وكلما زاد تواصل المرأة مع الرجال نقص حياؤها وزادت جرأتها حتى ينعدم الحياء تماماً والمرأة بلا حياء لا قيمة لها.

كم دعاء دعوته ولم يحققه الله لك لكنه دفع عنك بلاء عظيماً بسبب دعائك وهذا الجانب إذا فهمته سوف تكثر من الدعاء هناك شرور ومصائب ومشاكل دفعها الله عنك بسبب دعواتك التي تعتقد أنها غير مستجابة لا يوجد دعاء ضائع أبداً أبداً كل دعوة تدعوها سوف تجد ثمرتها في الدنيا والآخرة.

الفرج يأتي أسرع من لمح البصر فلا تقلق ولا تيأس ولا تقنط ولا تنظر إلى صعوبة المشكلة التي تمر بها ولا تنظر إلى طول المدة التي تعاني منها ولكن انظر إلى قدرة الله الله قادر أن يفرج همك بثانية واحدة ولذلك استمر بالدعاء والإلحاح على الله مهما كانت ظروفك صعبة الله قادر أن يفرجها بلحظة.

إذا جاءك ابتلاء عظيم، وصبرت صبراً عظيماً، فالفرج من الله سوف يكون عظيماً، هذه حقيقة ستراها في حياتك، وقد ذكرها الله في قصة أيوب عليه السلام: ((فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين)). بعد البلاء العظيم: يأتيك العطاء العظيم، اصبر واستمر بالدعاء.

أكثر الأشياء التي تخاف منها في المستقبل: لن تحصل لك بإذن الله، وإذا حصلت سوف يعينك الله على تجاوزها، فلا تتعب نفسك بالتفكير، ولا ترهق قلبك بالمخاوف، رزقك صحتك أهلك مستقبلك كلها بيد الله، املأ قلبك بالإيمان والتوكل على الله، واستعذ بالله من وساوس الشيطان، وعش حياتك بطمأنينة وهدوء.

من أسباب كثرة الخوف وكثرة القلق: ضعف الإيمان بالله وأعظم وأنفع علاج لهذا الأمر: التعلق بالله والتوكل على الله وأن تتفاءل وتعلم أن الخيرة فيما يختاره الله وتكثر من الدعاء خصوصاً في السجود وكلما زاد اقترابك من الله زادت طمأنينتك وراحتك وهدأ قلبك وكلما ابتعدت عن الله زاد خوفك وقلقك.

أجمل علاقة في الحياة هي: علاقة الزوج الصالح بالزوجة الصالحة، والنبيﷺ كان خير الناس لزوجته، أول ما نزل عليه الوحي قال لخديجة: زملوني زملوني، وفاضت روحه ومات وهو في حضن عائشة، الزوجة الصالحة نعيم عظيم، الزوجة الصالحة هي أكبر سبب لسعادتك، الزوجة الصالحة سند ودرع في الدين والدنيا.

الصدمات التي تتعرض لها في حياتك: هي جزء من الابتلاء في هذه الدنيا، وأنت مأجور إذا صبرت ورضيت بالقدر، ولا تعتقد أن هذه الصدمات هي فشل منك، بل هي اختبار من الله، وأعظم وأنفع وأقوى علاج للخروج من الصدمات: هو الدعاء وحسن الظن بالله وانتظار الفرج وفعل الأسباب وأن تعلم أن الله معك.

المؤمن ينتظر الفرج لأن قلبه مملوء بالإيمان، ومهما طال عليك البلاء: كن على يقين بأن الفرج قادم، انتظارك للفرج عبادة تؤجر عليها أجراً كبيراً، لأنك محسن الظن بالله فاستمر بالدعاء ولا تتوقف والفرج سيأتيك قريباً بإذن الله، قال النبيﷺ: ((أفضل العبادة انتظار الفرج)) رواه الترمذي.

متى ينتهي البلاء؟ وكيف سينتهي؟ لا تشغل نفسك بهذه الأسئلة، لا يتعبك الشيطان بكثرة التفكير، هذا ليس مطلوباً منك، المطلوب منك هو: أن تفعل الأسباب وتحسن ظنك بالله وتكثر من الدعاء والاستغفار ليلاً ونهاراً وسوف ينتهي الابتلاء بإذن الله ويعوضك الله خيراً عظيماً فلا تقلق استمر بالدعاء.

إذا اشتد بك البلاء وأحاطت بك الهموم وصار اليأس يسيطر على قلبك هنا يجب أن تعلم: بأن الفرج قريب جداً جداً وسوف يخرجك الله من هذا البلاء ويعوضك عوضاً عظيماً ويسعدك سعادة تُنسيك كل الآلام والأوجاع قال النبيﷺ: ((واعلم أن الفرج مع الكرب)) استمر بالدعاء الفرج قريب بإذن الله لا تقلق.

يا من طال عليك البلاء وضاق صدرك: عليك بهذه الكلمة: ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) كررها كثيراً كثيراً كثيراً ولا تيأس ولا تحزن ولا تفقد الأمل بإذن الله سترى الفرج قريباً قال النبيﷺ عن هذه الدعوة: ((لم يدعُ بها مسلم في شيء إلا استجاب الله له)) رواه الترمذي.

تخاف من أمر، ثم تمضي الأيام ولا يحصل، وترجو أمراً ثم تمضي الأيام ويحصل أجمل وأفضل مما كنت ترجو. هنا تدرك وتعلم علم اليقين أن الله أرحم بك من نفسك، وتدرك أن كثرة التفكير والتشاؤم والقلق ليس فيها فائدة. عود نفسك على إحسان الظن بالله في كل أحوالك حتى تعيش بطمأنينة وهدوء.