وفي الفراغ… لم أسمع شيئًاإلا رجع أنفاسي وهي تتكلم باسم الله،بلا لغة ومشت روحي، لا للأمام،ولا للخلف،بل إلى الداخل… إلى عمقٍ لم أكن أعلم أنه يسكنني. رأيتُ ألمي يتجلّى كصورة،وحزني كضوءٍ باهت،ورغباتي القديمةتتساقط مثل أوراق الخريف،بلا ندم.

قل لي، يا صاحب التجلي، أما شعرت يومًا أنك لست هنا؟ أنك في مكان ما "أقرب" من القلب، وأبعد من الفهم؟ أن الكون يومًا ما، أنحنى ليسلّم عليك، لأنه عرفك قبل أن تعرف نفسك؟

نتجلّى عن مكيالين واحدٌ يُوزِنُ به الطفل حين يُرمى بالحجارة، وآخر يُمَجِّدُ دبابةً تجوب الزرع والضرع، يكيلون للضحية درسًا في الأدب، وللجلاد وسامًا باسم الأمن.

فلا تسأل عن مواقفهم… اسأل عن الميدان، من فيه؟ عن الحجر، من يرميه؟ عن العهد، من أوفى؟ ثمّ سل نفسك… أأنت من القوم، أم من الجمهور؟

الريح تعبرني، كأنني الناي في يد الوقت، أغني كي لا أموت، وأصمتُ كي لا أُباع على قارعة الغيم. يا قلبُ، أَدلِك بين مقامات الحنين، فليس للغريب سوى عناق التجلي، حين يضيق المكان، ويفيض الحضور.

نهيتُ نفسي عن الهوى... لا خوفًا، بل شوقًا.ما حرمتها، بل دعوتها لما هو أبقى. قلتُ لها: يا نفس، إنكِ ما خُلِقتِ لتَتبعي ظلّك...بل لتسجدي لنور ربك.الهوى يُسكر،لكن ذكره يُفيق.والشهوة تُثقل، لكن القرب منه يُحرّر.سأمضي بكِ إليه... ولو بكيتِ،ولو ضجرتِ،فما عرفتِ بعد لذّة الوقوف بين يديه.

هو تجلٍّ… حين تمحوك المحبة لا لتفنى، بل لتظهر في هيئة الروح وقد لبست جسداً من سُكون..

أطوفُ حول الوحدة كأنّها الكعبة، وأحملُ وجهي كأنه وطنٌ لا يعترفُ بالخريطة. أنا ظلّ القصيدة حين تتوضأ بالحزن، وتهجعُ في حضن اللغة.

ماذا عن لحظةٍ لا تُقاس بالساعة، ولا تُركض فيها الأحلام لتلحقَ بالوهم؟ العالم… صار مثل الضوء، يمرّ فلا يُرى،ولا يُلامسُ شيئًا سوى ظلّه.

لو التصميم فن… فإحنا بنرسم احساس instagram.com/pskavor?igsh=M…

كل فقد ليس فقدًا، بل استعادة للأصل. كل نقص ليس عجزًا، بل مساحة لم يُكتب فيها النص الأخير بعد. والقلب لا يحيا إلا إذا ترك نصفه في جهة الغيب ليظل مشدودًا إليه، كظلّ الشجرة الممتد نحو شمس لا تراها العيون.

أعلى درجات التعافي أن يصبح المرء مُعالجاً ذاتياً لنفسه، وكما يُقال : من لم يكُن نوراً لنفسه لن تسعفه كُل أضواء المدينة.

أكتب لأشهد أنني لم أمت تمامًا، بل إن بعضي ما زال يلوّح للغيب من بعيد.

سرتُ بلا وعد، ولا انتظرت يدًا تمسك بيدي، فاليد التي أبحث عنها… كانت في جيبي.

📌

كنت اظن وخاب ظني..