علمتنا الدروب
المحطات البعيدة
و المدن التي لا نعرف عنها شيئاً
ان الحياة، مجرّد لحظة
و كلما ظننت أنك تموت،
أنك تلفظ أنفاسك الأخيرة
سيحدث شيء ما
و سيقتلك اكثر.
لا تنسَ، هواء الخرطوم
صباحات الخرطوم
مساءات الخرطوم
أعياد الخرطوم
أصدقائك في الخرطوم
حبيباتك
أماكنك المفضلة،
كلماتك السريّة
صوت امك كل صباح
لا تنس من أين أتيت..
لا تنس شعورك
تذكّر.. من انت!
من أين تأتي الحقيقة؟
كيف يموت الأصدقاء وهم على قيد الحياة؟
لماذا تسافر المدن نحونا؟ اما كان علينا أن نبذل كل تلك الخطوات لنصل؟
هل كل الاشياء تأتي حقاً في الوقت المناسب؟
متى ألقاك؟
إن الشعر
أوجعُ ما يكونُ الآن
ولا قاموسَ للأشواقِ
لا إيقاعَ للتَّحنان
بياضٌ قاتلٌ
ورقي
وقافيتي
بلا عنوانْ!
أُخَاصَمُ فيكِ:
مَنْ لَيلَى؟
لماذا باسْمها أذَّنْتْ؟
أتذكُرُها
وقد رحلَت
تعيشُ حياتَها؟
عِشْ أنتْ
إذا كفروا بحبِّكِ لي
فحسبي
أنِّني آمنتْ!*
عندما هممت بالرحيل،
لم أودّع أحداً
و لم اذهب لأرى النيل لآخر مرة
كنت أظن، أنني "حتماً" سأعود
و لم اعلم
ان البلاد
كل البلاد
ستصبح صوراً في هاتفي و قصصاً احكيها.
لم نسأل الله سوى الحقيقة،
و ان يرزقنا الخطوات الوفيرة
الأجواء المعتدلة،
و القدرة على المشي و الثرثرة.
و ان يُحلّ علينا طمأنينته. و يغمرنا بأمانه، ويجعلنا تحت حمايته ورعايته حتى نهاية الطريق.