تنتظر أمريكا أسم سيد البيت الأبيض ومعها ينتظر العالم المتأرجح نتائج الولايات المتأرجحة، الهِجاء لا يلغي الواقع، الخيط الأمريكي عابر للقارات.. مع تقارب الحظوظ، إشتدَّ القنص بين دونالد ترمب وكامالا هاريس ولكلٌّ مواقفه أو مفاجآته مع صيانة الثوابت السياسية وتزايد مخاوف الأمريكيين.

عاد دونالد ترمب إلى شُرفة الرئاسة، لم يغب عن الواجهة ! هذا قدر أمريكا وقدر العالم أيضاً، طوى فصلاً لم يعرف الهدوء.. كسبَ الإنتخابات، ألقى خصومهُ أسلحتهم، ما ألطف الديمقراطيون ! وضعَ الإقتصاد والهجرة وفرض السلام على دُرج الوعود، أتوقع ترمب آخر أكثر معرفةً بالقضايا، نوعاً ما.

بعد فترة عنيفة من الصراع، إستيقظ اللبنانيون هذا الصباح على وقف إطلاق النار، تضررت إسرائيل من حرب الإسناد وتكبد حزب الله خسائر هائلة يصعُب تعويضها.. إن الإلتزام بإتفاق الهدنة يعني عمليّاً طيّ صفحة لبنان كساحة، يعني خروج إيران من على خط التماس مع إسرائيل في الجنوب اللبناني.

هذا الشرق الأوسط، حربٌ تسرق الأضواء من حربٍ أخرى، فصائل المُعارضة السورية تُسيطر على حلب وحماة وقبلها على إدلب، كأنَّ عقارب الساعة تعود إلى الوراء ! خانت تركيا إتفاقية سوتشي واستغلت ضعف نظام دمشق المنبوذ وانشغال حلفاءه.. سوريا المجهولة خطر على نفسها وعلى المنطقة. #امارجي

سقطَ نظام الأسدين وبزغَ فجر الحرية في سوريا بعد أكثر من نصف قرن من الدكتاتورية، هربَ بشار دون صمود من جيشه وحلفاءه وإنتهت حِقبة مُظلمة.. يُستحسن على المُعارضة أن تتعلم الدروس، أن تتجنب العنف ولغة الإنتقام وأن تتمسك بمفهوم الدولة، إن كانت تُريد وطن يليق بالسوريين. #امارجي

يتأثر ويحذر العراق من العواصف السورية، نتذكر صراع البعثين أو الشكوى من بشار الأسد ثم الدفاع عنهُ (صوناً للحدود وحمايةً للمقدسات من المتطرفين).. اليوم، ما زالت بغداد مُترددة رغم تطمينات دمشق الجديدة ولا بد من خطوة تُبدد المخاوف نحو علاقة طبيعية بين جارين في جو مُتغيّر. #امارجي

في لبنان، صار للدولة عنوان، قائد الجيش جوزيف عون رئيس في قصر بعبدا بعد سنوات الفراغ الصعبة.. المتغيرات الإقليمية فرضت توافقاً حذراً بين الفرقاء اللبنانيين وأيقظت آمال بيروت في السيادة بعد عقود الإستخدام الخارجي لهذا البلد الصغير والمتنوع والمحوري.

أُسدل الستار على حرب غزة، حربٌ لم أشهد مثلها، غيّرت ملامح الدول وموازين القوى ومنظور الشعوب.. أطلقت حماس الطوفان، أضاعت الأرض والتنظيم أما إسرائيل فقد استعادت الردع، أبعدت الأعداء عن حدودها وباتت منبوذة في العالم.. في غياب السلام العادل تذهب الحرب ثم تعود ! #امارجي

بعد عقود الصراع وفي ظل تغيّر خريطة النفوذ الإقليمي، تُشكل دعوة الزعيم الكردي عبدالله أوجلان لإلقاء سلاح حزب العمال خطوة تُمهد لعلاقة سلمية بين تركيا والكرد في المنطقة.. حققت أنقرة ما تُريد والمهم أن تتعامل قيادة قنديل بنضج للإستفادة من لحظة السلام وإلا تعقدت المسألة الكردية.

غير صحيح ! لا يُمكن أن يتلاشى التحالف الأمريكي الأوروبي بعد حلقة تلفزيونية واقعية ومثيرة.. قلق أوروبا مُبرر لكن المُبالغة خاطئة، لن تتخلى واشنطن عن أوكرانيا، يُريد ترمب إنهاء الحرب والإعتماد الأطلسي وربما يريد استمالة روسيا لإبعادها عن الصين وكما نقول، المزاجات لا تشرخ الشراكات.

يرحل الشخص ويبقى أثره، كان البابا فرنسيس صوتاً للتسامح ورفض الحروب، بتواضعه ولفتاته.. سعى للتقريب بين الأديان وكسر الحدود البابوية مُتحدياً المتطرفين داخل الكنيسة. أتذكر زيارته إلى العراق، إن الأصرار على مد الجسور بدلاً من بناء الجدران هو شهادة على الإيمان الذي لا يخشى الحقيقة !

قرأتُ رواية (مزرعة الحيوان) للمؤلف الإنجليزي جورج أورويل الذي يقول (الحياة هي الحياة سواء شُيدت الطاحونة أم لم تُشيد) ! حيث أعادَ قادة الثورة إنتاج الطغيان السابق مستغلين الشعارات الكبيرة وخوف أو جهل الطبقة الكادحة.. أحببتُ الأدب السياسي وإسلوب الرمزية في تصوير روسيا قبل وبعد

في نظرة إلى الأمام، ستُحدد الحرب -قصيرة أو طويلة الأمد- بين إيران وإسرائيل ملامح وقواعد اللعبة في المنطقة خلال الحقبة القادمة، شنت إسرائيل ضربة استباقية، إستهدفت المنشآت النووية وقتلت قادة حرس الثورة ولم تترك لإيران خياراً آخر لإستعادة الهيبة سوى أن تُطيّر الصواريخ نحو تل أبيب

عانى بلدي العراق كثيراً، عقود من الانقسامات والتكلفة والمرارة، وطنٌ تتشابك فيه الولاءات والانتماءات، من الجيد أن ينأى بنفسهِ عن الحرب بين إيران وإسرائيل. التزمت الحكومة الحياد، يدرك محمد شياع السوداني وقادة الإئتلاف الحاكم -منذ سنتين- أن إقحام العراق سيؤدي إلى رد إسرائيلي مباشر

إنتهت حرب الـ12 يوم، إنتهت وانجلى غبارها، أظهرت إيران -كعادتها- مرونة سياسية غير مألوفة في الأنظمة الراديكالية، ردت على الضربات الأمريكية لمنشآتها النووية بإستهداف رمزي لقاعدة العديد في قطر ولم تُقفِل -في وقت المعركة- الباب للدبلوماسية والتسويات ويكفي طهران أنها خرجت بسلامة

حين أطلق الحسين ذلك النداء (هل من ناصرٍ ينصرني !) كان يعلم أن لا ناصر في ذلك اليوم لكنهُ كان يوجه نداءه إلى أجيال المستقبل، إلى هؤلاء الذين يواجهون الظلم على مر العصور.

ما علاقة دروز سوريا بإسرائيل ؟ لطالما شكلت طائفة الموحدون الدروز جزءاً من النسيج السوري، لعبت دوراً سياسياً وإجتماعياً ولم تقبل -دائماً- بالتدخل الخارجي أو التقسيم، برز الدرزي سلطان باشا الأطرش قائدًا للثورة السورية الكبرى 1925 ضد الانتداب الفرنسي، سعى إلى حماية الهوية الوطنية

اعتقال لاهور طالباني بعد ليلة عنيفة وقبلها اعتقال شاسوار عبدالواحد، كلها مؤشرات تؤكد أن تقدم الزمن وتبدل الأجيال لا يعني بالضرورة تغيّر العقليّة القبليّة أو التخلي عن عقدة إستخدام القوة بدلاً من الديمقراطية. يحاول بافل طالباني تحجيم معارضيه في السليمانية، نجح لحظياً في الهيمنة