على أعتاب الفجر
أيقظت الليل من غفوته
وقلت:
افتح عينيك وكن صباحًا
وهلمّ نتسقّى السراب.
كانت الشمس متعبة
تذرف العرق الغزير
وأعمدة الإنارة شموع
أطفأتها نفخات "الكوس"
في عيد مولدها
وحدها النوافذ كانت
تشرق بسخاء
لأن ثمة أعينًا ناظرة
تغدو محاولة القبض على اللحظة العربية الراهنة غير ذات جدوى، إذ غدت أشبه بملاحقة السراب، و قد بلغت ذروة سرياليتها، حتى أن "اندريه برتون" سيعجز عن وضع تعريف مناسب يعين على الإمساك بتلابيب المشهد لتتبع خرائطه، وسيعجز "سلفادور دالي " عن قراءة اللوحة المعلقة على أديم هلامي شيد على
الأمة التي لا تملك من أدوات المواجهة سوى سلاح الدعاء والشعارات الجوفاء، لا تنتظر منها النصر على أعدائها، النصر يُصنع بالفعل والعلم والإعداد لا بالأماني وحدها، من ترك السيف وتمسك بالمسبحة فقط فلن يردّ ظلمًا ولا يدفع عن أرضه شرًا، الدعاء وحده لا يحرر أرضًاإن لم يسبقه وعي ويصحبه فعل
الصديق العزيز الكاتب القطري جابر عتيق يذكرني بنصي الذي كتبته إبان استشهاد الإعلامية الكبيرة شيرين أبو عاقلة، استشهادها ذاك الذي خلف جرحا عميقا وثلمة لا تُسد.
قال لي: عبرت الآن ساعة وأنت ترنو في الفراغ،
هل تنتظر أحدا؟
قلت: لا يا عزيزي، منذ زمن وأنا لم أعد أنتظر
فردا ولا شيئا ولا ضوءا.
أنا هنا لمجرد البحلقة في اللحظة
وهي ترقص كالغجر في الخلاء.