فض اعتصام جامعة كولومبيا ليس نهاية أبدًا، وإنما منعطف غبي آخر تتخذه الحركة الصهونية وذيولها البائسة، البيت الأبيض سينهد فوق رؤوس مريديه ورواده، ونعمت شفيق، ذلك المنديل القذر في مرحاض إسرائيل، سيتبدل قريبًا، وإسرائيل ذلك المرحاض القذر نفسه في بنيان العالم سيذوق الويلات والله؛ ذلك
أرى غزة واقفةً في قاعة المحاضرة، فوق منصة عمرها أكبر من عمر إسرائيل بمائة عام، وبين جدرانٍ أحدث حجر فيها أقدم من أول وثيقة هوية لمستوطن إسرائيلي، تبدأ بالسلام وهي المبتلاة بالعدوان، وتصلي على النبيّ الذي علمها الرحمةَ والحميةَ معًا، وتنادي أحرار العالم بصوتها المبحوح، وبرئتين
تلك رسالةٌ من الله؛ طوبى لمن يلتقطها.. هكذا، بأبسط ما يمكن، دون حاجة إلى سلاح، ولا قصف، ولا دماء، ولا صواريخ، ولا أنفاق، ولا مقاتلين، ولا ضحايا، يمكن للأمر أن ينتهي، وبسرعة، وببساطة، وليس المستوطنون هم المعنيين فقط، وإنما رؤوس الاحتلال أنفسهم، تخيل! بيني جانتس، بن غفير، حاييم
أحيانًا أتحاشى النظر في وجوه الشهداء، أشعر بضحكاتهم تطاردني، ونظراتهم تطرح علي الكثير من الأسئلة التي لا أملك جوابًا لأيٍّ منها؛ أقول كيف لهذا الوجه أن يُقتَل؛ ربما لو منح القاتل نفسه دقيقةً واحدةً لينظر في عيني ضحيّته لعانقه ثم رمى السلاح!
خشية أنظمة عربية من تمرد الجامعات في أمريكا أكبر من خشية إسرائيل نفسها، ومساعي تلك الدول لشيطنة الحراك، ومواجهته، وخنقه، أكبر من مساعي إسرائيل نفسها؛ وهذه هي طبيعة الغابة، أن تتوتر الظباء حين تركض الفهود خلف الخنازير.
حتى الآن أُعلنت دعوات لمظاهرات طلابية حاشدة في جامعات المغرب وتونس والأردن والكويت، ودعوات أشمل وأعم لكل الطلاب في العالم بيوم 1 مايو، كل ذلك استلهامًا من ذروة التمرد الطلابي منذ أسبوع في أمريكا، الذي كانت شرارته بجامعة كولومبيا ووصل اليوم حتى نحو 80 جامعةً أمريكية، على رأسها
لم تكن فلسطين قضية عالمية في أي حال من الأحوال؛ وإنما على أقصى تقدير كان 'أمن إسرائيل' مسألة دولية مهمة؛ ولا ذكر لهذا الذي تخطف إسرائيل أرضه إن كان فلسطينيا أو أرجنتينيا أو إثيوبيًّا؛ نجحت تل أبيب طوال مئة عام في تدشين وترويج سرديتها وفرض أجندتها على العالم كله بالمال والسياسة