الكتب الوحيدة التي أعترف بأنها
كتبي هي تلك التي ما زال عليّ كتابتها
كاليفنو
-
قولٌ يُحيي فينا لهفة البدء من جديد،
ويقين أن الكتابة لا تُنجز، بل تُسـتأنف دومًا
إيه أيها المجهول البعيد وراء الأفق..
يا للنداء الموجع المنساب من نايك"
-
لو كان للحزن آلة لكان الناي
أجل. لكأن هذا الجوف الخشبي
المثقوب بالأنين، ينفث كل ما لا يُقال
فيا ويح من حسب الناي عزفاً
ولم يسمع فيه رثاء العالم
ويا لخيبة من ظن انه مجرد قصب بري
ولم يجد فيه وثيقة وجع ونحيب
كُن حارس وعيك حين تقرأ
فالحبر ينقاد لهوى ومقاصد صاحبه
هناك كلام يُنسب لـ أمبروز بيرس
يقول: الإله وحده يعلم المســتقبل،
لكن المؤرخ وحده قادر على تغيير الماضي.
قول ساخر في ظاهره، مرير في باطنه
ليس الماضي فحسب.. قابل للتشكيل
بل الواقع أيضاً
وأمامنا شواهد لا تخيب
نعيش
وتأكلُنا أيّامُنا فكأنّما
تمرُّ بنا الساعاتُ وهي أُسودُ
-
صورة مجازية قاسية من لزوميات المعري
نكاد نتجاهلها وزعم يحدونا أننا أسياد الزمن
ولدورة الأيام أنياب وثقل ومرارة بالرغم من تآكلها
كما أن لنا على الزمن وطء وإساءة وعقوق
بيدَ أنه لا يشي ولا يغتاب أو يشتكي..
علاقة الكاتب مع اللغة
والعكس صحيح علاقة مبهمة
لا نكاد نقع على تفسير
لكأن اللغة كائن..
يحن وينادي لو نأى عنه صاحبه
بينما صاحبه إن كنت أنا وغيري ممن أصابتهم
لوثة الكتابة..
نَحِنُّ، ونشــتاق ونتلهف ونحن في عقر داره
لا نأي.. كيف بالله يتم ذلك والحبر إدام
والقلم (امتداد)..
حين نرسم أو نعزف أو نكتب، لا نُضيف إلى حياتنا شيئًا خارجيًا، بل نكشف عمّا كان مستترًا في داخلنا، ونُعيد نسج علاقتنا بالعالم. هكذا يُصبح الفن معرفةً للروح، معرفةً للقلب، معرفةً للمعنى ذاته
نبتة الـ مونستيرا
أو القفص الصـــدري
يبدو أنها تتبرعم مجددًا
لا أجد فيها مجــرد ورقـــة
إنما وعداً أخضرَ بأن في الغد متسع
وفعل صامت من الخلق الذي لا يكاد يغيب ليزهر.
تأمل أزلي في سر الطبيعة، وهمس الأبدية
عن قصة الانبعاث بعد السكون
وعن لحظة يتجلّى فيها المعنى في أبسط صور
ما أثقل شعور أن ترى في عتبة الباب مجرد هاوية
و"الخارج” ليس فسحة للحياة
بل اختبارًا دائمًا للنجاة.
هناك من قال:
“عندما أغادر مكتبي،
فأنا أدخل بلدًا أجنبيًا معاديًا.”
كم منّا يرددها دون أن يعمل في القضاء؟
السؤال هنا يستدعي التأمل في واقع
مرعب، يتنامي الخوف للحد الذي بات يشكل
من الجميل أن نورط القارئ فيما نكتب
فلا ندع له حبل التوضيح عالغارب
فليكن شريكًا يعتد بدوره التكميـــلي
يشارك.. طالما الكتابة ليســـت وصاية
بل علاقة تشاركية كما قيل.
لا يخرج الكلام المفيد
دون أن يكون معززاً ببنية تحتية.
أؤمن بقوة الصمت.. لا بوصفه انكفاء
بل بكونه حيزًا يتشكّل فيه المعنى
فالصمت لا يمحو الصوت؛ هو عامل تهــذيب
وتشذيب وإخراج الصورة على الوجه الأكمل
فلنتدارك العي
ولنتجنب الكثير من الطيش
على الأقل بدقيقة صمت
الأفضل لو
«ما لا يُقرّح جلدي لستُ أكتبهُ
فلسعة الشعر بين اللدغ والقَرصِ
إنّ الطريدة أشهى دونَ مصيدةٍ
وفي الكمائن ضاعتْ مُتعةُ القنصِ»
-
أبيات مجهولة النسب
تحاكي ما في النفس من يقين حول هذا الأمر
هي قصيدة في أخلاقيات الكتابة
قبل أن تكون في تقنياتها