أعدُ نفسي بالصبرِ حين يضيقُ الفضاءُ،
وأرفعُ عينَيَّ نحو السماءِ، أبحثُ عن ضوءٍ جديد.
رغمَ الألمِ، أُقنعُ قلبي أنَّ الفجرَ آتٍ،
وأنَّ الليلَ مهما طال، لا بدَّ له من زوالٍ.
بكيتُ دهورَ عمري وانطوى أملي
وضاعَ صبري بين همّي والكرى
تكسّرتْ في مقلتيَّ مراكبي
وأنا السقيمُ ولا أرى من يَبرى
ناديتُ صمّ الليل لم يسمع نداي
وسكبتُ وجدي في السكوت مُحرّرا
أخفي الجراحَ كما يخبّئ شاعرٌ
بين الحروفِ صراخه المستَعرا
توقفت عن العد بعد الليلة ٤٣.
لكن لا تقلق، أنت لم تتغير كثيرًا.
ما زلت تحك رقبتك حين تكذب، وتحدّق في اللاشيء حين تحاول الهروب من نفسك.
كل التفاصيل محفوظة ... حتى تلك التي أنسيتها عمدًا.
ما زال الباب يصدر صوتًا حين تدخل بعد منتصف الليل،
وأنا أسمع كل شيء."
لم يفتني كيف عدّلت مسارك في اللحظة الأخيرة ذلك اليوم. ولا كيف توقفت فجأة لتتأكد أنك غير مُلاحق.
تأكدت… لكنك كنت مخطئًا.
ابقَ يقظًا. ليس كل من يبتسم في وجهك، يُحبك.
وليس كل من يصمت، غائب.
"البداية كانت هنا… والنهاية؟ أنت من يحدد سرعتها."
نراك قريبًا.