” لم يكُن مُجرد رحيل كان إقتلاعًا هادئًا لرُوحي من جذُورها كأن الرحيل هذة المرّه لم يأخذ أحدًا بل أخذني أنا” — اللهم اجعله لمحّتي الأولى في الجنّة وارزقني حُضنه وسمّاع صُوته وضحكاته يا أكرم الأكرمين .

اللّهم إجعل لعبدالله جبالاً من الحسنات لا يُرى أولها من آخرها لكثرتها .

أدركت أن الفقد لا يظهر في لحظته فقط بل في كُل صباح كنا ننتظر فيه إستيقاظهم في كل مرّه كنّا نبحث عن حضُورٍ بين الزحّام ولا نجدّه/ في كل لحظّة فرح تمّر دُون أن نشاركها معهُم كما اعتدنا .

مرّت محطات كثيرة وجُوه كثيرة / ودَاعات كثيرة لكن لا شيء يُشبه هذا الفقد كأن الحُزن اختار هذة المرَه أن يسكُن للأبد أن يترك أثرًا لا يُمحى أن يُعلم الرُوح معنى الإنطفاء الحقيقي —“ « ولكن جعل من خلاك بالبال حيّ يخليك بجنته متوسد الراحه .

بكيت يوم رحيلك كما لم أبكي من قبل،بكيت في حين الصلاة عليك،و بكيت بعد السلام منها،و بكيت بعد تقبيلك،و بكيت و أنا اشاهدهم يحملونك لطريق اللا عودة،بكيت بكل حواسي و قوتي و ضعفي،مضت سبع سنين و سيمضي عمرًا كامل ولا زلت أبكيك بذات البكاء، رحمك الله و غفر لك و جعل لنا لقاءًا في جناته .

سبع سنيّن نعّد أيامها بالدمُوع نحمّل فيها غيابك كجبّل فُوق صُدورنا و نحيّا و كأننا غُرباء في بيتٍ كان لا يُضيء إلا بوجودك “— جعلتك كل يوم ركنًا ثابتًا في دعائي رحمك الله و غفر لك .

كان مُوتك خسُوفًا لضياء الدارّ و إنكسارًا في رُوح كل فردٍ في عائلتنا كنّا نظُن أن الأيام ستُخفف فإذا بها تُعمق الوجع — حصنتّك و حصنت قبرك بحصّن الله المتُين في قلبيّ واستعذت بالله مّن يومًا ألهوا عن الدعاء لك و أرجُوه أن يجعل لك الجنة مقرًا يا حبيبي .

أمضي أيامي كلها في التفكير بك،منذ وفاتك و أنا تحت وطأة الشوق،أتذكرك تارة، و أشتاق إليك تارةً أخرى،منذ أن رحلت و هاجس الفقد يلازمني فالأبشع من فكرة رحيلك ، هي فكرة إستحالة عودتك، رحمك الله وجعلّك لمحتي الأول في جنته .

في حياة كلٍ منّا شمسٌ لا تُرى وجُوه غابت — لكن دفئها لا زالّ يسكُننا لا نراهم دائمًا لكننا نلمّح أثرهم في تفاصيل الأيام في لحظة حنيّن / في دعوّة عابرّة / في ضُوءٍ خافت يمرّ بنا دُون أن ندرك سببه —” يارب ارحمهُم و اغفرّ لهم و ناوّلنا لقائهُم في جنّات الفردُوس الأعلى .

يرحلُون ويأخذون قطعّة من أرواحنا معهُم رحيلهم يهزّ أماننا و يُربك اتزاننا و يُؤلمنا كل ما حدث في رحلتنّا المُشتركة سويًا و يُتعبنا أكثر كل ما كان يمكن أن يحدث كل ” الضحكات/و النجاحات / و النقاشات/و الرحلات اللهم ارحّمه و اغفر له و اجبر قلُوبنا و صبّرنا على فُراقه .

اللَّهم أغِث رُوحه التي فاضت إليك بنعيمك و عفوّك و رحمتك إلى يوم يُبعثون يارب أسألك أن ترحمه رحمة الأبرار و أن تُسكنه مساكن الأخيار و أن تُعيذه من النار و تدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار.

تقطّعت كبدي من الحزن والخوف حزني على روحي ، و خوفي عليها بكيت حتى خفت لا يطلع الشوف مع الدموع اللي غدا الشوف فيها اشعر بـ نارٍ تلتهب داخل الجوف ما يقدر الماء لو شربته — يجيها — خالد مبارك

« غابّ وجهٍ عسى منزلَه فالجنه ساقت الاقدار فرّقاه وانا مقوَاه » — عسىّ مسكنك جنة و ملبسك الحرير .

اللهم جنة موعُودة تجري من تحتها الأنهار نلتقي فيها بمن سبقُونا إليك ومساكن طيبة وغفران من الخطايّا والذنُوب.

لا زال ألم تفاصيل ذلك اليُوم تراودني و تتكرّر المشاعر المُوجعة ذاتها تعاودني الصدمّه و يخذلني الإدراك نعم الرُوح لا تصدق فراق الأحبه و ترفض فكرة ألا نراهم مجددًا لكنها تجد عزائها في أن الله أرحم و أن هناك لقاءًا أخر ينتظرنا في دارٍ لا يفارق فيها أحدٌ أحد – يارب ارحمهم و اغفر لهم

« أشتاق لك في كلّ الأيام و أتُوق للقاك و أنا بكِل الأوقات ألقاك ما عوّض غيابك من الناس مخلُوق أطرّد سرابك بينهم و أرجع أضمّاك » — يا مالّ الجنة و نعيمها.

يأخذني الحنين إلى كل تلك الأيام التي استيقظت فيها على صوتك و رؤية وجهك الحنُون الذي يشّع بالطمأنينة كل تلك اللحظات التي عشتها معك كانت أغلى من أي شيء في هذه الدُنيا لا يمكن تخيل مدى الألم الذي أشعّر به عندما أُدرك أنني فقدتك إلى الأبد —جعلّ الله لقاءنا في جناته حقًا يا حبيبي .

مرارّة الفقد لا يُعادل ألمها شيء جميعنا نتظاهر بأننا بخير ولكن جميعنا نعلم أنه لا شيء بخير منذُ أن رحلوا منذ أن أصبحنا نتحدث معهُم في الخيال و نحتضنهم في الأحلام و نقصّد غُرفهم ولا نجدهُم و نشتاق لهم دُون لقاء “/وحدكّ اللهُم ترى فينا ما لا يرُون فأكتب لموتانا رحمه و مغفرة و سعّة.

كم من يُوم مرّ بعد وفاة من نُحب لكنه لم يمّر فينا لا زالوا في تفاصيلنا الصغيرة حتى بعد أن تظاهرنا بالإعتياد نجدهُم فكرة قبل النُوم / في الدُعاء في الأغاني التي نتجاوزها كيّ لا نبكي في ليلة عاديه هادئه — “ اللهُم رحمتك التي لا يعادلها شيء أقسم لهُم منها – و أرحم قلوبنا بعدهم .

ياربّ اجعل كل ماندعو به لأمواتنا حقًا واجعل دُعائنا لهم كالغيّث على دارهُم اللهم اجعلهم من أسعد السُعداء و ممَن بُشروا بالجنه ونعيمها واجعلهم في ضمَانك وأمَانك و إحسَانك يارب العالمين .