أحببتُ حتى ضاقَ صدرِي من الهوى وسِرتُ غريبًا في المودَّةِ صَابرا سألتُكِ وصلاً فازدَجرتِ مشاعري فزدتِ فؤادي بالصدودِ كسائرا فإنّي وإن أبقيتِ جرحي ولوعتي سأبقى على عهدِ الغرامِ مُثابرا أجاهدُ في دربِ الوفاءِ مُمزَّقًا وأحملُ حُبًّا لا يزولُ وآثرا

لاعِج وكيف أنساك وأنت مُنيتي وروحُ الفؤادِ وغايةُ الآمالِ سأبقى على درب الغرام مُعذَّبًا وإن جرتِ عني يا ضياءَ الليالي أحببتُ حتى لم يَبقَ فيَّ سوى الهوى وما كنتُ يومًا بالهوى ذا مبالي فإن متُّ شوقًا فاذكُري أنَّ مهجتي تفانت هواكِ بصدقِها غير سالِ

وكيف أنساك وأنت مُنيتي وروحُ الفؤادِ وغايةُ الآمالِ سأبقى على درب الغرام مُعذَّبًا وإن جرتِ عني يا ضياءَ الليالي أحببتُ حتى لم يَبقَ فيَّ سوى الهوى وما كنتُ يومًا بالهوى ذا مبالي فإن متُّ شوقًا فاذكُري أنَّ مهجتي تفانت هواكِ بصدقِها غير سالِ

ألا يا سائلي عن حالٍ قد مضى ذكراه في القلب مثل العطر يُزهَد قد غابت عن ناظري سِنينوها لكن الحنين في الصدر يُشهد أرى أثرها في كل موضع وفي خافقي صوتها يُسمَع ليت الزمان يعيد لقاءنا فترجع الروح حيث الفؤاد يُهد سأظل على الوعد مهما طال والأمل في قلبي كالنجوم يَشرُقُ

تركتَ فؤادي في لظى الهجرِ تائهاً كأنك ما عاهدتَ عهدَ الوصالِ غدرتَ بوعـدٍ كنتَ تُقسم صادقاً فكيف انقلبتَ على خِلافِ المقالِ؟ أعطيتُ عمري علّ قلبك حافظٌ فكان جفـاكَ الخاتمَ المِنهالِ فيا ليتَ شعري هل تعود مودّةٌ تداوي جراحاً قد غدت في الخيالِ

وَدْهَاءُ ماذا أقولُ إذا أتيتَ مُعاتباً وقد خذلتَ القلبَ بعدَ رجاءِ؟ أأقولُ إنّي ما نسيتُ مودّةً أم أشتكي دمعي وطولَ عناءِ؟

بالفُـصحى أيا عينُ جودي بالدموع السوافحِ فقد بانَ خلّي عن ديارٍ نَوازحِ تولّى وترك القلبَ في حَرقةٍ كأنّ فؤادي في لهيبِ الجوامحِ فيا ليتَ أيّامَ اللقا لو تعودُ فنحيا صفاءً دونَ دمعٍ فاضحِ ⸻

ألا إن فقد الحبيب مريرٌ كنصلٍ يشقّ الفؤادَ الغريرُ وداعٌ يمزّق صوت الربى ويترك في الصدر جرحًا كبيرٌ أقول لها والفؤاد يذوبُ أبعدَ الوصالِ يكونُ المصيرُ ؟ سقاني الهوى كأسه المرّ حتى غدوتُ أجالدُ دمعًا غزيرٌ أحدث طيفك في ليل صمتٍ فيخذلني الحلمُ ثم يسيرُ

ألا إن فقد الحبيب مريرٌ كنصلٍ يشقّ الفؤادَ الغريرُ وداعٌ يمزّق صوت الربى ويترك في الصدر جرحًا كبيرٌ أقول لها والفؤاد يذوبُ أبعدَ الوصالِ يكونُ هذا المصيرُ ؟ سقاني الهوى كأسه المرّ حتى غدوتُ أجالدُ دمعًا غزيرٌ أحدث طيفك في ليل صمتٍ فيخذلني الحلمُ ثم يسيرُ

لاعِج الستَ تدري كم تعذبتُ في حبك وكم ذابَ قلبٌ في الهوى من لهيبك؟ بنيتُ رجائي فيك صرحًا من المنى فهدمتِ بالصّدودِ ما كان من قربك أأُخفي جراحًا أو أُجاهرُ بالبكا؟ فكلُّ الدروبِ تنتهي نحو دربك فإن كنتَ تنسى، فالهوى ما نسيتُه وأقسمتُ أني لا أعيشُ بغيرك

تكفيني ذكراك وما زدتُ في دربِ الكرامةِ خُطوةً إلّا وجدتُ النورَ فيهِ دليلا ورفعتُ همّي فوقَ هامِ جبالِها فلم تُرهق الأحمالُ قلبي طويلا صبرتُ على بؤسِ الزمانِ فلم ألنْ وما كنتُ في وجهِ الخطوبِ ميلا أحبُّ اعتزازَ المرءِ بالعزمِ شامخًا وأبغضُ مَن يَرضى الهوانَ ذليلا

لاعِج أطلَّ الصبحُ يَسألُ عن مُحيّاكِ فزهرُ الفَجرِ قد غارَ من سِناكِ نسيمُ الصبحِ قد وافى مُبكرًا يُحيّي الكونَ من طِيبِ شذاكِ

أطاردُ ظلَّكِ المفقودَ شوقًا فأُخذلُ في ليالٍ من ظلامِ أما آنَ الفؤادُ يذوبُ قهرًا أما آنَ الحبيبُ يفي بسلامِ؟ تركتَ القلبَ في جرحٍ عميقٍ وأسقيتَ المحبَّ مرارَ آلامِ فيا ليتَ الزمانَ يعودُ يومًا لنحيا الوصلَ في صبحٍ دوامِ

أَيا مَن زَيَّنَت عَينَي حَياتي وَيا مَن في هَواها لي دَليلُ أَحِبُّكِ، لا يَزولُ الحُبُّ عَنّي فَحُبُّكِ في الفُؤادِ هُوَ السَّبيلُ فَيا عُمري، أَما تُبصِرُ جُروحي؟ أَما يَكفيكَ أنَّ الحُزنَ لوعةُ؟ سَأَبقَى في هَواكِ وَإِن تَنَاءَت بِنَا الأَيّامُ، وَاشتَدَّ الرَّحيلُ

أُحادِثُ طَيفَكِ البادي بِلَيلٍ فَيَخذُلُني الوَفاءُ وَيَستَحيلُ تَرَكتِ جُروحي تَنزِفُ صَمتًا وَمَا بَعدَ الجِراحِ سِوى ذُبولُ أَأَنسى مَن بَنَيتُ الحُلمَ فِيهِ ؟ أَأَمحُو مِن خَيالِي ما هو جَميلُ ؟ فَلا، وَاللَّهِ، مَا لِلقَلبِ نِسيانٌ وَإِن طالَ المَدى، حُبّي أَصيلُ

تَشكو جُفـوني والفؤادُ مُعذَّبٌ ولِسهمِ عينيكَ القتيلُ يُسَلَّمُ ما كنتَ تدري أنَّ قلبيَ موطنٌ لولاكَ ما نزلَ الغريبُ وأَحكَمُ أعطيتُ وعدي في الغرامِ صراحةً فجَحدتَ عهدي، والوفـاءُ مُكرَّمُ ولقد بَقيتُ على الصدودِ مُكبِّراً لكنْ حنيني في الضلوعِ يُترجَمُ

كَخُسوفِ بَدْرٍ غاب نورُ وِصالِنا فَأَظلم ليلٌ كانَ يَزهو وَيَسطَعُ وكُنتُ أُحِبُّكِ حُبّ من لا يرى سِوى جمالكِ بدرًا في السّماءِ يُلمّعُ فلمّا جَفا حُبٌّ توارى بريقُهُ تَرَكتِ فُؤادي في الدُّجى يَتَصَدَّعُ فيا ليت عين البدرِ يسطعُ مرةً ويمحى مِن القَلبِ الجَريحِ التوجُّعُ

أَرَاكِ إذا ما أطبَقَ النَّومُ مُهجَتِي تَسَلَّلتِ فِي حُلمٍ يَشُدُّ المَناظِرَا وَحَتّى إذا ما جَنَّ ظُهرٌ وَعَصرُهُ تَزُورينَ طَيفاً لا يُفارِقُ خَاطِرَا فَمَا النَّومُ إلّا بَابُ شَوقٍ مُؤرَّقٍ يُعيدُ إلَيَّ الوَصلَ وَيُبقِي الجَوَائِرَا

لاعِج تَرَكتِ فُؤادي واللّيالي شواهِدٌ فمَا بَعدَ عَهدِكِ في الحَياةِ بقاءُ أأَنتِ التي كُنتِ الوَفاءَ بِعينِها فَكيفَ غَدا في الوَصلِ مِنكِ جَفاءُ؟ فيا من نسِيتِ العهد بعد تعمُّدٍ أما خُنتِ عهدًا كان فيهِ رَجاءُ؟ تركتِ دِماءَ الشوقِ تجري حسراتٍ وغابت رُؤى الوصلِ، وعمّ الفناءُ