لا تألفوا الحرب ولا تعتادوا على أخبار الشهداء وأعداد القتلى والجرحى والبنايات المدمرة والأرواح المهدرة لا نزال نفجع كل يوم بأحداث لا يستوعبها العقل، وإن نقلوا ما حدث بعدساتهم، فالواقع الذي يعيشونه أشد وأمرّ مما نتصوّر لا تفتروا عن الدعاء لأهل غزة، اللهم كن لهم جابرا ومعينا ونصيرا

هذه الليالي الفضيلة، اذكروا والدي في دعواتكم، وأشركوه في إحسانكم وصدقاتكم، سخر الله لكم من يذكركم ويدعو لكم، ورفع مقامكم في الدارين وأعلى درجاتكم. ehsan.sa/DonationCampai…

{إنا كنا من قبل ندعوهُ إنه هو البرّ الرحيم} آية يرتجف لها القلب لهفًا واشتياقًا وفرحا وهو يومٌ -بإذن الله- آت، يوم زوال الهم والخوف والكرب والمرض والشدة، وميعاد تحقيق الأمنيات، في جنة عرضها كعرض الأرض والسماوات، نتذكر أيام الدنيا ودعواتنا فيها بعد أن وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًا..

ماظنّك بمن تدعوه؛ وقد تسمَّى بالكريم، والوهّاب، والمنّان، والغنيّ، والجواد، والبَرّ، والواسع، والحميد، والمجيد؟! سؤالك -مهما عظم- عَدَمٌ أمام ملكه وكرمه..

"يا من خزائن جودِه في قول (كُن) امنن فإن الخير عندك أجمعُ.. ما لي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن رُدِدت فأيَّ باب أقرعُ؟"

من مناجاة ابن المستوفي: "…اللهم لا تجعل إحسانك إليَّ بحسب ثنائي عليك، ولا رأفتك بي على قدر تضرعي إليك؛ فتسلبَني كريم ما خوَّلتني، وتنزعَ عني جميل ما عوَّدتني، وتحرمني موهبتك أن تُفيضَها عليَّ، وتمنعني رحمتك أن تُنزلها إليَ."

لا أحد يدرك حقيقة ما يختلج في صدرك، وإن بُحت فلن يشعروا بعمقه، ولن يدفعوا عنك ضرَّا، وليس لهم إلا الدعاء. فلا تطل الوقوف على أبواب البشر، وانطرح على عتبة رحمة ربّك العالم والقادر على تبديل حالك، ارفع يديك، وأحسن الظن، وادعهِ سبحانه وأنت موقن بالإجابة. أروا الله من أنفسكم خيرا

"إنَّ الصدقةَ لتُطفئُ عن أهلِها حرَّ القبورِ، وإنما يستظلُّ المؤمنُ يومَ القيامةِ في ظِلِّ صدقتِه"

"يكفيك أول عطاياه بعد الدعاء، السكينة والطمأنينة والانشراح والخفّة، وكأن ثقل جبل على قلبك قد انهد.."

"من عظيم لطف الله أنه قد يستجيب لدعوتك وهي حبيسة صدرك، ورهينة خاطرك، ولم تتفوّه بها! كان الرسول ﷺ يصلي جهة بيت المقدس، وكان يتمنى أن تكون قبلة المسلمين مكة وكان ينظر فقط في السماء جهة البيت الحرام. كان خاطرًا، فجاءت البشرى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضاها)"

إنَّ ليلتَكم هذه - سبعًا وعشرين - هي أرجى ليالي العشر في موافقة ليلة القدر، فاعمروها قدر استطاعتكم بالصَّلاة والاعتكاف وقراءة القرآن والدُّعاء، متَّبعين هديَ نبيِّكم ﷺ؛ فإنَّ أولى الناس بشرف الليلة، وأوفرهم حظًّا فيها؛ هم أتباعُ سنتِه ﷺ.

"…فإن مدَّ الله لنا بالعمر حتى بلوغ الثمانين، فإحدى ليالي العشر ليلةٌ خيرٌ من عمرنا كله."

تتعدد أمانينا في صدورنا، ويضيق بنا الوقت أمام دعواتنا، وربما نعجز عن ترتيبها أو تسميتها أو الإفصاح بها، ورحمة الله بنا أكبر.. سبحانه من يعلمنا في جوامع الدعاء كيف ندعوه ونسأله، ويجمع لنا فيها خيري الدّنيا والآخرة، منها "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"

من كان يظن أن دماء أهل غزّة ستضيع سدى، أو أن إفساد المحتلّين وعلوهم سيدوم، أو أن كيانهم سيبقى إلى الأبد؛ فهو واهم، وظنه بالله سيء، وفهمه لسنن الله بعيد عن الصواب، بل أساس إيمانه بوعد الله ورسوله فيه خلل. هكذا كان يظن البعض في نظام الأسد أنه بعيد عن السقوط، وأن دماء المسلمين

"ورضِّنا فيما وهبتنا ووفقنا لمرضاتك، واجعلنا ممّن سار بقلبٍ ساكن ونفسٍ راضية مرضيَّة، ما خالطها جزع إلا آبت للسكون، ولا عبرتها محنة إلا اطمأنت لوابل لطفك ورحمتك وعظيم فضلك وسابق إنعامك"