في حالة رفض قيادة الجيش الذهاب إلى جنيف علينا أن نسلك الطريق الثالث والنظر في الإجراءات العملية لنزع الشرعية من مجموعة بورتسودان الرافضة لوقف الحرب

الوضع الإنساني الكارثي والمجاعة التي ضربت مساحة واسعة من البلاد تتطلب مجهودات كبيرة وعملًا جبارًا متصلًا ومخلصًا حتى تصل المساعدات الإنسانية لجميع المواطنين وفي كل الولايات بدون تمييز. وإنه لفأل خير، بالرغم من أن الطريق ما زال طويلًا، إلا أن تأكيد أطراف النزاع بعدم وضع العراقيل

موقفنا واضح وثابت من وقف الحرب، إلا أنه جدير بنا من أن نأكد موقفنا ورؤيتنا للحل السياسي المستدام الذي يخاطب جذور الأزمة السودانية بشكل حقيقي، ويضع حد للحروب في السودان على نحو مستدام، وكذلك تغيير يقود إلى نهضة اقتصادية وسياسية وتنموية شاملة، يغير حياة المواطن البسيط في معاشه

تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، أكبر تحالف مدني عريض رصّ صفوفه، وتواثق، وتعاهد على مناهضة الحرب منذ إنطلاقتها الأولى. بذلت وما زالت تبذل كل ما في وسعها لوقف هذه الحرب، والعمل على إستعادة المسار المدني الديمقراطي، وفي سبيل الوصول إلى حل سلمي متفاوض عليه، ويوقف، وينهي

كارثة الحرب والموت المستمر والمعاناة الدائمة جعلت المجتمع لا يعير بالًا للسيول والفيضانات الأخيرة والآثار التي ترتبت عليها. نعلن تضامننا ووقوفنا مع كل المتضررين. إلا أن حادثة انهيار سد "أربعات"، الذي يبعد عن بورتسودان عشرين كيلومترًا، أدت إلى فقدان أرواح عزيزة، نترحم عليهم

إن الأعداء الحقيقين لوحدة السودان، وكيانهِ الوطني المتماسك هم الذين يطالبون بإستمرار الحرب، وعدم الرضوخ لخيار السلام. حقاً بأن المؤتمر الوطني، والفلول، ومن حالفهم، أو دعمهم هم أعداء الوحدة الوطنية، و الخطر الحقيقى لوحدة السودان هم الذين طردوا جنوب السودان، ولنا في التاريخ القريب

يمكننا تصنيف قائد الجيش الفريق الأول ركن عبد الفتاح البرهان أنه إختار جانب الهوى، وغلب على نفسه الشر، لهذا لا يستطيع أن يستجيب لكل الصرخات، والآهات، والآلام. إن منظر السيدة التي وقفت بتلقائية، وهي تقول "يا البرهان، إحنا تعبنا، وكفانا حرب"، لقد عبرت بحق عن كل نساء السودان. ردة فعل

خائر مسعاه، وهدفهُ كل من ينصب نفسهُ فيصلاً، ومدعياً حق توزيع الألقاب، والتهم، مستخدمًا الإبتزاز الإعلامي كأداة من أدوات التهديد ضد كل من يتحدث عن تشكيل حكومة وطنية عريضة من القوى المدنية المؤمنة بوقف الحرب، والمسار المدني الديمقراطي بأنه يعني تقسيم السودان، وهذا إدعاء باطل، لأن

على خلفية توصية بعثة تقصي الحقائق بنشر قوات أممية لحماية المدنيين، وكذلك توسيع ولاية المحكمة الجنائية لتشمل كل السودان، يُعد هذا التفاتًا مهمًا من المجتمع الدولي لهذا الصراع الدموي، وللكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني باعتبارها أسوأ كارثة إنسانية في العالم. ولمغادرة

حديث الفريق أول ياسر العطا بأن الفريق أول البرهان سوف يظل بسلطاته السيادية حتى بعد الفترة الإنتقالية، لعدد ثلاث، أو أربع دورات متتالية، أراح الشعب السوداني، وذلك بإعادة تأكيد الهدف من إشعال الحرب وإستمرارها. و رغم ذلك، يصر دهاقنة المؤتمر الوطني، والفلول، وكتائبهم على تكرار

إن تصورات القوى السياسية المدنية المؤمنة بوقف الحرب، والتحول المدني الديمقراطي، ورؤيتها السياسية، وخارطة طريقها لوقف الحرب ليست مستقلة من حيث التنفيذ وآلياته، إذ تعتمد على قبول، أو رفض أطراف الحرب. لذلك، على القوى السياسية، والمدنية، وكل الجموع التي ساهمت في صناعة ثورة ديسمبر

فُجعت الساحة السياسية والإعلامية اليوم برحيل الأستاذ والصحفي القدير الفاتح جبرا، صاحب العمود المشهور "ساخر سبيل". الأستاذ الفاتح، منذ أن عرفناه كاتبًا، شمر قلمه ووجهه لخدمة الوطن ومحاربة الفساد والدكتاتورية، ودعم ونافح من أجل حقوق الشعب السوداني في الحرية والعدالة والمساواة

هناك عدد من الدوائر تحاول تصنيف الحرب الغاشمة، والمدمرة الدائرة في السودان بأنها حرب جنرالين من أجل السلطة. إن هذا التوصيف تبسيط للصراع على نحو مخل، وتوصيف غير صحيح، لأن هذا التصنيف إذا قُبل به سوف يُبنى عليه الحلول ساعة تسوية القضية. لذا، على كل الدوائر الدولية، والإقليمية،

استيقظ المواطنون الذين ما زالوا في الخرطوم، والخرطوم بحري على إستئناف القتال بين الجيش، والدعم السريع في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم. هذه الأجواء القتالية قد شهدت انتقاصاً كبيراً في الشهور الفائتة، وإرتفعت آمال السودانيين بوقف الحرب على نحو عالٍ جداً. ولكن ظاهر هذه المعارك

كلما اشتدّ القتال بين السودانيين، واستعر القتل، وذهبت أرواح بريئة مُغرّر بها في معارك غير معترك، كلما اشتدت دعوتنا للسلام، والجنوح لصوت العقل. ندعو كل السودانيين للانضمام لهذه الدعوة، ولهذا الصوت الذي ينادي ضمير الأمة الحي، ويستنهض فيهم نوازع الخير: أن أحقنوا دماء الشعب

الذين خانوا السودان، وخانوا الشعب السوداني هم الذين أشعلوا الحرب من أجل العودة إلى السلطة، وفي سبيل ذلك فليحترق كل السودان. الذين خانوا كرامة وعزة الشعب هم الذين يرفضون دعوات النساء والأطفال لوقف الحرب فورًا والاتجاه إلى الحوار. الذين مرغوا أنف الشعب في التراب هم الذين باعوا