🔥The 9th Round of Easy Loan, Earn $40 Reward is in progress❗️ ⏰ Promotion Period: January 15th - Feburary 15th, 2025 👉 Register now and check more details at gate.io/campaigns/358

أن تكون مُحسِنًا، هي مرتبة عالية من الصدق في العطاء، ولا يبلغها إلا ذوو النفوس المُخلِصَة، الذين لا يتوانون عن تقديم الأفضل، ويُزيّنون أعمالهم بالإتقان، الذين يستحضرون الله في أقوالهم وأفعالهم، ويبذلون الخير لحبّهم للخير، أولئك يدركون معنى التوفيق والبركة حقًا.

لأنّ رحمتك وسعت كل شيء، وعطاؤك لا حَدّ له، وكرمك نَبعٌ لا ينضب، وقُدرتك تتجاوَز أُطُر المُعجزات والمستحيلات؛ نحن نُقبِل عليك بقلوبٍ مؤمنة، واثقة، تستمدّ منك النور يا نور السماوات والأرض، وندعوك أن تُؤتي كل قلبٍ سُؤله يا وهّاب يا كريم.

في عيد الأضحى المُبارك قبل أن تنحروا أضاحيكم؛ انحروا كل حُزن وكدَر وضغينة وكراهيّة، واستبدلوها بالسعادة والنقاء والتسامُح والمحبّة، فقلوبكم الطيّبة موطنٌ للسلام والصفاء، وما أجمل قول المُتنبّي في مثل هذه المُناسبة: هنيئًا لك العيدُ الذي أنت عيدُهُ وعيدٌ لمن سَمّى وضَحّى وعَيَّدَا

نحمد المولى سبحانه وتعالى أن أنعم علينا وشرّفنا بخدمة الحرمين الشريفين، داعين الله سبحانه أن يتقبل من حجاج بيته حجهم ونسكهم وطاعاتهم، وأن يحمل عيد الأضحى المبارك الخير والسلام والمحبة لأمتنا والعالم أجمع. وكل عام وأنتم بخير.

جمال المظهر يتلاشَى إذا كان الجَوْهر هَشّاً، أو فارِغًا، أو رديئًا، وتكتمل منظومة الجمال للإنسان حين يجتمع فيه جمال الخُلُق، والخَلْق، والفِكر، والمنطق، والأسلوب، وصفاء السريرة، وطِيب السِيرة؛ وبذلك يُعانِق أسمَى معاني الحُسن والجمال.

إذا أردت أن تستكشف مكامن الخير في شخصيّة الإنسان فابحث عن صفة الرحمة فيه، فإذا اتّسَم بها فكُن مُطمئنّاً له، فهي صفة أصيلة يتفرّع منها خِصال عديدة؛ كالإحسان، والعطاء، والإيثار، واللِين، والعفو، وإنّ الرُحماء في هذه الأرض رحمةٌ من ربّ الرحمة، وبهم تطيب الحياة.

ما تعالَى إنسان وتكَبَّر إلّا من نقصٍ يحمله في أعماق ذاته، أو مُواراة لعَيْبٍ خَفِيّ يحاول مُداراته، أو فراغ داخليّ وهشاشة نفسيّة يُلبسها ثياب الخُيلاء تغطيّةً لها، وإنّ العُظماء من البشر حقًا هُم الأكثر تواضُعًا، وانبساطًا، وسماحةً، ولُطفًا، وقُربًا من الناس.

هذا الصِدق الكامِن فيك، المُحرّك لأفعالك وأقوالك، الدافِع لك في كل خطوة ومسير؛ هو طَوْق نجاتك، وهو الذي يمضي بك -دون أن تشعر- إلى الأقدار الطيّبة، والخيارات الصالحة، والحياة المُباركة، فتشَبّث به ما حييت، فإنّهُ أثمَن ما تحمله بين جنبيك.

أؤمنُ أن للبشر طاقات محسوسة تنبعث منهم، هناك أشخاص عندما تجالسهم تشعر بالانشراح والبهجة والسرور، وكأن النور يعانقك، وهناك أشخاص عندما تجالسهم تشعر بالضِيق والكدر والضنك، وكأن الظلام يخنقك، وما ذلك إلا انبعاثات لما يستقرّ في نفوسهم، لأجل ذلك؛ اختر جُلساءك بعناية.

هناك أشخاص عندما تلتقيهم لأوّل مرّة تشعر بأنّك تعرفهم منذ زمنٍ طويل، ليسوا بغُرباء على أرض قلبك، كل ما فيهم مألوف بالنسبة لك، هناك راحة تستشعرها معهم، وطمأنينة تنبعث منهم، وسلام يغمر النفس بقُربهم، هي الأرواح جنودٌ مُجَنَّدَة "ما تعارَف منها ائتلَف".

بشاشة الوجه تزرع لصاحبها القبول والمودّة، فهي تحمل بين طياتها معاني الطِيبة واللِين والأُلفة والأُنس، وإن النفوس بطبيعتها تُقبِل أو تُدبِر مما تراه من ارتسامات على الوجوه التي أمامها، فطوبى لكل وَجهٍ هاشّ باشّ ينطبق عليه وصف الشاعر "تراهُ إذا ما جئتهُ مُتهلّلاً"

كم هو مريح للفؤاد حين تُسلّم زمام أمره إلى خالقه وفاطِره الذي هو أدرَى به، وأكثر علمًا بالدروب ومآلاتها، حين تبرأ من ضعفك إلى قُوّته، ومن محدوديّة علمك إلى سِعة معرفته، فيختار لك من الأقدار أطيَبها، ومن المسارات أكرَمها، ويعطيك حتى يرضيك، وذلك هو غاية المُنَى.

يُؤتَى الإنسان على نواياه، فإن كانت صادقة، نقيّة، خالية من الأكدار والأدران وأمراض القلوب؛ أصبحت الثِمار طيّبة ومُباركة، وإن تلوّثَت النوايا عادَت على صاحبها بالعواقِب السيئة، لذا يحرص العاقِل دومًا على مُراجعة نواياه، وتهذيب دوافعه، لتأخذه إلى المآلات الطيّبة.

تعرف أنّ معدن الإنسان أصيلاً إذا كان يتّسم بخُلُق الوفاء، فمَن تشرّبَت نفسه بهذا المعنى السامي تجدهُ صادقًا في مودّته، مخلصًا في شعوره، حافظًا للعهد والمعروف، كما تجدهُ مخلصًا للأشياء، والأماكن، واللحظات، فوفائه يتعدّى البشر إلى كل شيء ترك في أعماقه ذكرى طيّبة.

قارِب السُعداء تسعَد، وقابِل المُفعمين بالحياة لتسري في أعماقك أحاسيس حُبّ الحياة، وافتح نوافذ قلبك على المناظر التي يسرّك رؤيتها، وابتعد عن المتشائمين والمحبطين، واصنع سدّاً منيعًا بينك وبين الأكدار والنكد، فإنّ شعور السلام والهناء يستحقّ أن تبذل لأجله الكثير.

حقيقة الحياة

يظفرُ بالحياة الطيّبة ذلك الإنسان الذي يحمل نفسًا طيّبة، لا يعرف الكُره، ولا الغِلّ، ولا الحسد، يتمنّى الخير لغيره كما يتمنّاه لنفسه، يؤمن أن الحياة واسعة، والفُرَص كثيرة، والأبواب عديدة، والخيرات مديدة، مُنعّم بالعيش بشعور السلام، فيغمرهُ السلام من كل جانِب.

تظهر مروءة الإنسان عند افتراق الطُرق، وعند الخلاف، وعند انتهاء أسباب الوصال، وعند انقطاع المودّة؛ فتجد ذو المعدن الأصيل يحمي ظهر صاحبه الغائب، ويصون سِرّه، ويحدّد رقعة الخلاف فلا تتجاوزه إلى أمور أخرى، ويتسامى عن الدنايا، ولا يدرك هذه المعاني إلا النُبلاء حقًا.

ما أجمل الإنسان حين يجمع الأخلاق الحِسان في شخصيّته؛ سلامة النفس، ورحابة الصدر، وكرم الروح واليَدّ، وحلاوة اللسان، وبشاشة المُحيّا، كما قال الشاعر: "السِنُّ ضاحكةٌ والكَفُّ مانحةٌ والنفسُ واسعةٌ والوَجهُ مُنبسطُ" ذلك الذي يأنس به كل جليس، ويسعد به كل قلب يعرفه.