وأنت تمضي في دروب حياتك كُن واعيًا للرسائل الربانية التي تأتيك بغتة لتوقظ بؤس قلبك لتخبرك بأن الله معك .. اقرأها بعين قلبك وعقلك .. فثمة رسائل توجهك .. وأخرى تصحح مسارك .. وأخرى تشد على يدك .. ‌ الكون ⁩ بسعته و الحياة بتفاصيلها .. رسائل من العظيم الرحيم .. تدلنا عليه وترشدنا

نقضي أعمارنا معلّقين بين وهمين : (لم يحن الوقت بعد) .. فنؤجّل .. و(قد فات الأوان) .. فنندم . وما بينهما تُدفن الأحلام .. ويمضي العمر بصمتٍ لم نختَره .

يا صديقي إنّ قلوب الناس مُكتظة بأمور يجهلُها حتى أعزّ الأقرباء .. فَمُرَّ هيّناً. – جلال الدين الرومي

تجاوزت مرحلة التغافل لأجل بقاء الود منذُ زمن .. أتغافل الآن لأنه لم يعد لديّ طاقة ولا وقت للنقاش والجدال العقيم .. الذي لا يُقدم ولا يُؤخر .. أصبحتُ أتغافل لأن بعض العتب مَردُوده مُؤلم أكثر من الخطأ نفسه .. وبعض الكلام مُجرد الخوض فيه يُعتبر إهانة للنفس .

بعض الأشياء تحدث حتى تُعيد ترتيبك .. وبعضها تحدث حتى تجرب التسليم .. وبعضها تحدث حتى ترفع مستوى القبول في داخلك وبعضها تحدث حتى تؤمن بالإحتمالات أكثر .. بعضها تحدث حتى تثق .. وبعضها تحدث حتى تستيقظ .. وبعضها تحدث حتى تتوازن .. وبعضها تحدث حتى تحتوي نفسك أكثر .. لكل شيء رسالة ..

فما ابتُلِيَت الإنسانية بشيء كما ابتليت بهذا الخلاف الذي يفتح من كل نفس على كل نفس أبواب التجنِّي ويجعل النفرةَ وسوء الظن أقرب إلى الطبيعة البشرية من الألفة والثقة . - الرافعي .

نقطة انطلاقك في التغيير .. تكمن في تغيير معتقداتك عن نفسك .. فالعقل البشري لا يفرق بين الحقيقة والخيال .. فهو يقبل المعلومات التي تعطى له من قبلك بوصفها حقائق ثابتة .. ويعمل بناء عليها .. ويمدك بالسبل المختلفة لتحقيق ما تصبو إليه .. فانظر وراجع ماذا تعتقد في نفسك.

إذا أردت أن تفهم ما يجري من حولك حقًا .. فاخرج أولًا من المشهد .. وتأمّل الصورة من الخارج .. افصل مشاعرك .. دع عواطفك جانبًا .. حينها فقط سترى الحقيقة بوضوح .. قد تُدهشك التفاصيل التي غابت عنك .. وقد تكتشف أن "الجاني" كان مجرد ضحية .. وأن من بكى أمامك بمهارة .. كان المجرم

صاحب المبدأ .. لا يبدّله الموقف .. ولا تشتريه المصلحة .. في عالم يعلو فيه صوت المنفعة .. وتتبدّل فيه الوجوه بتبدّل الظّروف .. يظلّ صاحب المبدأ عملة نادرة .. لا يُساوم على قناعاته .. ولا يغيّر جلده ليرضي جمهورًا عابرًا .. صاحب المبدأ لا يقف حيث يقف النّاس .. بل حيث يجب أن يقف ..

من يراقب الناس ويبحث عن زلاتهم ويفكر في أي شيء يزعج به أيامهم الجميلة لن يعيش حياة سعيدة أبدا .. بل يظل في ضنك وشقاء .

أحيانًا نحتاج إلى هدنة مع الحياة .. لا هزيمة فيها ولا انسحاب .. فقط استراحة محارب .. نركن إلى الهدوء .. نغلق الأبواب خلف ضجيج التوقعات .. ونجلس مع أنفسنا بصمت محب .. ليس علينا أن نحارب كل شيء دائمًا .. بعض المعارك تُنهكنا أكثر مما تُثمر .. في التوقف حكمة .. وفي التقبل راحة .. وفي

وارفق بقلبك فإن كل همٍ منصرم .. واترك الأمر لصاحبه فليس لك منه شيء .. واعمد إلي أبواب ربك طارقاً .. فحاشاه أن يرد ساعٍ إليه بصدقٍ .. واسلك دروب العفو نحوه .. فإنه لطيف لما يشاء .. قريب مجيب لمن ينادى .. واغتنم ساعات قربه فإنه يحب من يناجي .

لا بأس بالإطلاع والقراءة والمعرفة .. ولكن الحياة تحتاج لبعض الخبرات والتجارب التي لن تجدها بين السطور .. فلا تنحاز بكاملك للگتاب وتترك حياتك فراغ .

لا نستطيع أن نكون مثل الآخرين .. فمعظم البشر يحتاجون من يعاملهم بمثل ما يفعلون .. رغم أننا الأقوي ومن السهل التغلب عليهم ولكن دائما تتغلب علينا أخلاقناً ونبتسم ونمرر ونعامل الجميع بلطف .. لأننا تربينا علي ذلك .

لا أحدَ سيعتذر لك عن أنه أتلف أعصابك .. فصُنها أنت .. ولا تشرح لأحدٍ كم أجهدك .. لأن الذين يُجهدون غيرهم لا يعترفون بهذا أبدًا .. فضعْ طاقتك فيما ينفعك .. واصرف عاطفتك عمّا يُشقيك .

الأوقات الصعبة قد تكون أكبر دافع للإختراع والإبتكار و الإبداع أكثر من أوقات الرخاء .. لأنها ترسل رسائل قوية للدماغ تغذيها المعاناة و الحاجة الماسّة للخروج من الأوضاع السيئة .

من تجربتي الشخصية لاحظت أن كل من يغلب على شخصيته اليُسر في التعامل مع محيطه .. فإن الله ييسّر له قضاء أغلب أموره وحاجاته .. وكل من يغلب على شخصيته العُسر ويعَسّر على من حوله .. فإن أبسط حاجاته غالبًا لا تنال إلا بشق الأنفس . اللهم اجعلنا هيِّنين ليِّنين ويسّر لنا قضاء حاجات

ستعلّمك المحاماة أن هناك ذئابا في لَبوس الضأن .. وأن لحىً تكذب .. وغنىً جاء بغش .. وفقرا سببه الثقة .. وأن الصديق يخدع .. والشريك يخون .. والذمم تشترى .. والمواقف سلعة تباع .. وأن الشخص الحذر يؤتى من مأمنه .. وأن وعود الكثيرين سراب .. وأن الضعيف يُستغل .. وألا أحد بمأمن من

ثمَّة أثقال في القَلبِ لا يُواسِيها إلا القُرآن .. مهما حاول المَرء أن يُواسِي نفسه وأن يمسَح على قلبه المكلوم .. فلن يَجِد أبلغَ مِن كلام اللّٰه لترمِيم هشَاشة القلب وإعادة ضبط بُوصلة الطريق .

كثير من الأشخاص يقف علي عتبات التغيير .. ويخاف أن يدفع الباب ويعرف ما خلفه .. ويخشى أن يبدأ بالفعل .. مع أنه يمتلك طاقات جبارة ومواهب فائقة .. ولكن المشكلة في التردد والخوف من اللحظات القادمة .. ويظل خائفا من أن يتخطي ذلك الممر الضيق الذي يفتح له أبوابا كثيرة ويمنحه ثقة أكبر .