« لأني أحبك أصبحت أجمل وبعثرتُ شعري على كتفِّي، طويلاً طويلاً .. كما تتخيل، فكيفَ تملُ سنابل شعري وتتركه للخريف وترحل!»

عيناً تودُّ فِي كُلِّ وَقتٍ أنْ تَرَاك و قلباً ينْبِضُ لِأجلِ أنْ يبقى بِجانِبَك أنا و كُلِّي مِثْلَ النّجاةِ نَرَاك كَغَارِقٌ كَادْ أنْ يَهْلُكْ فرأى قَارِبَك أُحِبُّكَ فما لِيْ حيلةٌ بِأنْ أنساك فَلا أقوى بِأنْ أكون لِلْنِسْيَانِ غَالِبَك

يَغِيبُ ذِهْنِي و أرانِي أنْظُر إلَى فَوّقْ فَأبكِي ومَا يَزِيدُ بُكَائِيْ إلّا وَجَعِي فأقولُ بِأنّ شُرُودْ ذِهنِي لَمِنْ الشّوقْ فآخِذُ مِنْ ألمِي إلى حُلْوّ مَضْجَعِي يُؤرِقُنِي شَوْقِي حتّى تَجَسّد فيني كطوق يَخنِقُني و كأنّهُ جوعاً يأكُلَنِي لِلْشّبَعِ

و إنِّي لُأحْسِدَنَّ هذا القمر لِأَنَّهُ يرَى الحَبِيبُ و لا أراه كَمِسْكِينٌ رُزِقْ بِمالٍ و ثمَر نهبه سارِقٌ و ما تهنّى بِهِ أخاه ليت شوقي عابِرُ سَبِيلٍ و مَرّ لكِنّهُ في كُلَّ يومٍ يُلَقِّنُنِي أَوّاه.

إنِّي أهواكِ فَمِنْ دُونَكِ ما الهوى؟ و صَوْتُ حُبّكِ فيني دائِمًا ما دَوَى يُرْهِقُنِي فِرَاقُنَا و هذا القَلْبُ الّذي بغير رِواية حُبّي لكِ قَطُّ لي ما روى قلبٌ قد عَمِيَ مِنْ فَرْط حُبِّهِ لكِ و بِالهيام لِغَيْرُكِ تَالله ما قد نوى

مابي إن تَونّس قلبي و آن إشْراقي يتساقطُ دمعي كالمطر من مُقْلَتي؟ "تَحِنُّ لكِ دموعي و روحي و أوراقي وطُرُقِي دونكِ ما وجدت بها رِحْلَتي يا الذُّ ألمٍ و ظُلمةٍ يا أجمل آفاقي يا نبضتي الأخيرة ،يا عيني و كِحْلَتِي إن رحلتي فمن بعدكِ من أُلاقي؟ وأنتِ وحدكِ ستري و زينةُ حِلّتي"

"روحكِ و روحي مِثل قِفْلٌ متين لا يُكْسِرَهُ سِوى ذكرى الرّاحلين" - أين المفرّ من هذا الحَنين ومتى التّلاقي يا سبب الأنين أتيتُكِ طِفْلًا بالأفْكارِ و الخيال أسلَمْتُكِ نفسي بِرِفْقٍ و لِين لِتجمعُنا أقدارُنا و مُعْجِزاتُنا و يلتقي شِمالِنا مع اليمين

why do you cry?

مالي أرى مدى الحزن بقلبي يطولُ وقلبي لكلِّ سُبُلِ نجاتَهُ قد سَلَكَ كأنّ شعوري هذا مثل رُمْحًا يجولُ بين أضْلُعِي وصولًا لآخر الفَلَك أحدِّثُ نفسي بأن ألمي هذا لا يزولُ عن جسدٍ حيًّا كان أم قد هَلَكَ فأقولُ لظُلمتي رِفقًا بي وإنّها لتقولُ اغرق داخلي فإنّك لي وإنّني لَكَ

يُخالِفُ وقع الأماني "أُمنيتي" فيطولُ صمتي و تدمعُ العين

العُزلة و أنا و ذاك الغائِبُ الحاضِرُ في بالي