هل يثاب الإنسان على الصبر على الهم والاكتئاب؟ #أحمد_السيد

الحقّ لا يُمهَد له طريق مفروش بالورود، إنما تُعبّد له السبل بالمجالدة والمصابرة، ومَن ظنّ أن للحقّ أنصارًا من غير ثمن، فقد جهل السنن.

ما المُراد بفقه النَّوازِل ؟

لمن يتشبثون بالقومية ويظنون أن المجد يُورّث بالعرق…لعل نظرة متأنية في كلام ابن خلدون تُذكّركم أن الاجتماع والمُلك لا يقومان على الشعارات، بل على وعيٍ ودين… قليل من علم الاجتماع قد يُخفف وطأة الوهم.

ما بعد الفجر لحظةٌ لا يدرك سرّها إلا من ذاق طعم الخلوة مع الله… هواءٌ نقي، وكونٌ ساكن، وقلبٌ لم تُثقلْه بعدُ شواغلُ الدنيا وجالساً وحدك تقول: ﴿رَبَّنا مَا خَلقتَ هذَا باطلًا سُبحانكَ فَقنا عذابَ النَّار﴾ فالغدوة بعد الفجر زادُ القلوب، ومن ضيعها ضيع بركة يومه، وربما بركة عمره.

قال ﷺ : «ما قال عبدٌ لا إله إلا الله مخلصًا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر» [ صحيحُ الجامِع ] .

يثور الغرب إن قُتل من يدينُ بدينهم، أو انتُهِك عرضُ مَن خلع ربّه وعبد حضارتهم. فلا تعجب من صمتهم… فهم لا يرون في المجاهد إلا “متطرفًا”، ولا في الغازي المحتل إلا “شريكًا حضاريًا”. وما غُيِّبَت البراءة من الكفر وأهله، إلا وارتفعت رايةُ النفاق على أعمدة الإنسانية الزائفة.

قال الإمام إبن القيّم رحمه اللّٰه : لا تيأس من حياة أبكت قلبك .. وقل يا اللّٰه عوضني خيرًا في الدنيا والآخرة .. فالحزن يرحل بسجدة .. والفرح يأتي بدعوة .. لن ينس اللّٰه خيراً قدمته ، وهمًا فرّجته ، وعينًا كادت أن تبكي فأسعدتها !

"..ثم تكونُ خلافةٌ على منهاجِ النبوة"، ثم سكت.

مواقع التواصل غدت سوقًا لكل ناعقٍ وهاوٍ، يُلقي بهواه رأيًا فيُلمَّع بالمنطق، ويُلبَّس لبوس الشرع، حتى يُظنَّ أنه وحيٌ يُتلى، ويُقدَّم للناس كأنه الحق المحض، وما سواه باطل. وما أعظم الفتنة إذا لبس الباطل ثوب الحق، وظنّ صاحبه أنه على صراطٍ مستقيم وهو يهوي في دركات الهوى.

أجل، وكيف يخشع من نسي المآل، وكيف تُذلّ النفسُ وقد غاب عنها ذكر الرحيل؟ إنما تخضع النفوس إذا أُشرِبَت خشيةَ يومٍ تتقلب فيه القلوبُ والأبصار، ويُخبِت القلبُ إذا تذكّر قيامَ الأشهاد، ونُصْبَ الموازين، وسؤالَ الواحد القهار. اللهُمَّ إنِّا نعوذُ بك من قلبٍ لا يخشع …

﴿ أَمَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيلِ سَاجدًا وَقَائمًا يَحْذرُ الْآخِرةَ وَيرْجُو رَحْمةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتوِي الَّذِينَ يَعْلمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعلمُونَ إِنَّمَا يَتذكَّرُ أُولُو الألبَابِ﴾