من يظن أنه سيبقى في مأمن من بطش مليشيا الحوثي فهو واهم وأخبل، والشاهد أن عدوان وبغية هذه المليشيا يطال حتى من عمل في خدمتها. التغلب على الإرهاب الحو.ثي يكون بمواجهة هذا الإرهاب دون إكتراث، والاستعداد الحقيقي لدفع ثمن ذلك، ومهما كانت النتائج. اليمن تستحق أن نفديها بأرواحنا.

كان رجلاً شجاعاً ويستحق جنازة محترمة

أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية، راح أثيوبيا، وأدلى بتصريح مساند للأخيرة ضد مصر؛ دون الحد الأدنى المطلوب من الحساسية السياسية، أو اكتراث بمصالح اليمنيين! والنتيجة كانت القرارات المصرية الأخيرة التي أغلقت المتنفس الخارجي الوحيد أمام اليمنيين.

وزير الخارجية يفترض به خدمة بلاده ومصالح مواطنيه، واليمن، في وضعها الحالي، تحتاج وزير خارجية رصين يملأ موقعه، ولديه وعي سياسي حقيقي؛ بعيداً عن القنفزة والفهلوة والمراهقة السياسية. إصلاح علاقة اليمن بمصر تبدأ أولاً بإقالة "بن مبارك"، والاعتذار بشكل رسمي لمصر؛ كمدخل لتدارك الأمر.

منذ تشكل مجلس القيادة الرئاسي طالبناه بإجراء تغييرات عاجلة في ثلاث وزارات على الأقل بينها الخارجية، لكنه سَوَّفْ وأَجَّل، فكانت "الضَّفْعة" الأخيرة حق "بن مبارك" التي أضرت وستضر بملايين اليمنيين، وعدد أكبر منهم في اليمن؛ لهذا فمسؤولية ما جرى تقع، أولاً وقبل كل شيء، على المجلس.

كل اليمنيين الي راحوا، أمس، يشتوا يجددوا إقاماتهم في مصر تم رفض تجديد الإقامات لهم، واُشترط عليهم احضار ما يؤكد أنهم يملكون شقة سكنية في مصر، أو تقرير طبي يفيد باحتياجهم البقاء للعلاج، أو إفادة دراسية.. لو أعضاء مجلس القيادة محترمين، حرام ما يمسي وزير الخارجية ليلة في منصبه.

مهما كانت الأيام قاسية وموحشة فاليمن ستظل أقوى من عواصف الزمن. اليمني الذي لا يهزه حب اليمن فهو بدون ضمير. على أن الانتصار على مليشيا الحو.ثي هو الأهم من بين كل التحديات. لا معنى لليمن والوحدة دون القضاء أولاً على الردة الإمامية التي تريد أن تعيدنا إلى زمن العبودية..

الشعب اليمني وحده من سيخلص نفسه من مليشيا الحو..ثي. لا تراهنوا على غير الشعب. كل شيء واضح اليوم، والشعب اليمني لم يعد جاهلاً كما كان في عهد الإمام أحمد. القطران لم يعد مجدياً، والكذب كذلك.

الجو.ثي دمر اليمن ونهب كل شيء فيها، وأوقف صرف رواتب الموظفين، والآن دخل مرحلة إرسال أتباعه إلى المدارس لأخذ المصروف اليومي الخاص بالأطفال بحجة التبرع لمحمد بن عبدالله! جوع تاريخي وبجاحة وقلة حياء

تطالبوا الخو.ثي يدفع رواتب الموظفين، والقيام بالحد الأدنى من مهام الدولة التي اسقطها، وهذا ضد قناعاته ومعتقداته؛ فالدولة لديه هي أداة للجباية والهيمنة، وليس عليها أي مسؤولية أخلاقية أو اجتماعية.

أي شخص يقول إنه يتحدث باسم شعب بعينه، هذا شخص دعي وغير طبيعي، فما بالك بالي يقول إنه يتحدث باسم الكون. هذه حاجة جديدة لا يفعلها إلا شخص تربّبى في حضيرة "الإخوان". ما فيش "إخواني" مثقف، هذه هي الحقيقة الي ما رضى يفهمها أصحابنا منذ ٢٠٠٤. بعض "الإخوان" حاولوا يقَلِّدوا اليساريين

لليوم الخامس على التوالي، تشهد مدينة السويداء السورية مظاهرات احتجاجية تطالب برحيل بشار الأسد. امتدت المظاهرات إلى درعا. مظاهرات. هل هذه بداية الموجة الثانية من الربيع العربي؟

كيف تسيطر على الدولة، وتستولي على مواردها (ضرائب وجمارك وغير ذلك من الرسوم والجبايات)، وما تشتي تدفع رواتب الموظفين؟! الدولة منظومة متكاملة من السلطات والمسؤوليات، لكن الخو.ثي لا يراها إلا "ديولة" على رقاب الناس، وأداة للهيمنة ووسيلة للنهب والإثراء.

الخو.ثي يغالط بشكل ساذج ومكشوف عندما يتنصل من مسؤولية دفع رواتب الموظفين الحكوميين (سيما الواقعين تحت سيطرته)، ويقول إن السعودية هي من يجب أن تدفع رواتبهم. وهذه المغالطة الخو.ثية لا يمكن أن تمر على عاقل. ما قد حدث، ولا سيحدث، أن دولة دفعت رواتب موظفي دولة أخرى.

الخو.ثي يتنصل من مسؤولية دفع رواتب الموظفين الحكوميين الواقعين تحت سيطرته، لأنه يعتقد أن اليمنيين "قُرَاشْ" يمكن الضحك عليهم بسهولة. الخو.ثي لا يتعامل بعقلية الدولة بل بعقلية السارق الذي يريد أن ينهب كل شيء قبل أن يتم القبض عليه.

يظن الخو.ثي أن الشعب اليمني شعب جاهل وساذج يمكن الضحك عليه. الخو.ثي يتنصل من مسؤولياته في دفع المرتبات لأنه يعتقد أن اليمنيين "قُرَاشْ" يمكن الضحك عليهم بسهولة. الخو.ثي لا يتعامل بعقلية الدولة بل بعقلية السارق الذي يريد أن ينهب كل شيء قبل أن يتم القبض عليه.

عدم الوفاء بالالتزامات الأساسية للدولة هو أوضح تعبير عن قرب سقوط الاستبداد. مليشيا الخو.ثي أيامها معدودة، لكن ذلك يحتاج إلى رجال وشعب حي.

أوكرانيا فيها حرب أيضاً، ونم فيها إقالة وزير الدفاع بسبب صفقة في شراء بدلات الجيش. عندنا، في اليمن، الفساد بالجملة منذ سنوات وما حدث شيئ! الفارق أن رئيس أوكرانيا رجل قوي وشريف، والرجل الأول عندنا فاسد وبلا ذمة وبلا ضمير.

"ما تأتي به الرياح تأخذه الزوابع"

لا يمكننا الانتصار لثورة ٢٦ سبتمبر وثوارها العظماء إلا بكنس مخلفات الإمامة والقضاء عليها إلى الأبد.