في عوارف المعارف : قيل: أوحى الله تعالى إلى بعض الأنبياء: إذا دخلت الصلاة فهب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينك الدموع؛ فإني قريب.

يا عبد: كم شيء دفعته بيدك جعلته رزقك، وكم ثبتت يدك على رزق هو لغيرك فكن عندي وانظر إليً كيف أجرى القسم ترى العطاء والمنع اسمين لتعرفي إليك. الإمام النفري قدس الله سره

من توكل على الله تعالى فى جميع أموره ووالاه أتاه برزقه من حيث لا يحتسب وتولاه. سيدي محي الدين بن عربي قدس الله سره

في التنوير : ألم تسمع قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي ليس لك عليهم سُلْطَانٌ﴾؛ أي: لأنهم قد صححوا العبودية لي، فلا هم لحكمي منازعون، ولا في تدبيري متعرضون، بل عَلَيَّ متوكلون وإِلَيَّ مستسلمون؛ فلذلك قام لهم الحق بالرعاية والنصر والحماية، ووجهوا هممهم إليه، فكفاهم مَنْ دُوْنَهُ.

إذا لم تصبر على آلام المجاهدات والبلايا متى تكون عارفاً؟ یا فقير يا صابر عن قريب ينظر إليك الحق فيرفعك و يتوجك ويلبسك لباس العظمة والملك والجلال؛ اللهم عنهم بعداً، واليك قرباً، اللهم عنهم غنى، واليك فقراً. سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره

أَجْهَلُ النّاسِ الْمُغْتَرُّ بِقَوْلِ مادِحٍ مُتَمَلِّقٍ يُحَسِّنُ لَهُ الْقَبيحَ، وَيُبَغِّضُ لَهُ النَّصيحَ. الإمام علي عليه السلام

ما قام به الحي القيوم عنك لا تقوم به أنت عن نفسك، وغالب ما تدبره لنفسك لا تساعده رياح الأقدار، وتعقبه الهموم والأكدار. قال رسول الله ﷺ: (إن الله جعل الروح و الراحة في الرضى و اليقين). سيدي احمد بن عجيبة رضي الله عنه

قال بعض العارفين : المتوكلون على الله تجري أرزاقهم على أيدي العباد بلا تعب منهم وغيرهم مشغولون مكدودون فالعبيد كلهم في رزق الله تعالى لكن بعضهم يأكل بذل كالسؤال، وبعضهم بتعب وانتظار، وبعضهم بامتهان، وبعضهم بعز يشهدون العزيز فيأخذون رزقهم من يده ولا يرون الواسطة.

قال سيدي إبراهيم بن أدهم: مررتُ براعٍ فقلت له: هل عندك شربة من الماء أو من اللبن؟ قال: أيُّهما أحبُّ إليك؟ قلت: الماء، قال: فضرب بعصاه حجراً صَلداً فانبجس من الماء، فشربتُ منه وهو أبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وبقيتُ متعجباً، فقال: لا تتعجب فإن العبد إذا أطاع الله أطاعه كل شيء.

يقال: بقدر إقبالك على الله يكون قرب القلب منه، وما اطلع الله على قلب عبد فرأى فيه غيره إلا عذبه الله به، ووكله إليه. قال يحيى بن معاذ: القلب إذا وضعته عند الدنيا خاب، وإذا وضعته عند العقبى ذاب، وإذا وضعته عند المولى طاب. سيدي احمد الرفاعي رضي الله عنه

روي عن موسى عليه السلام قال: يارب ممن الدواء والشفاء؟ قال: مني، قال: فما يصنع الأطباء؟ قال: يأكلون أرزاقهم، ويطيبون نفوس عبادي، حتى يأتي شفائي أو قبضي. "قوت القلوب"

سُنَّةُ الحقِّ سبحانه مع أحبائه وخواص عباده أن يُدِيمُ لهم افتقارهم إليه، ليكونوا في جميع الأحوال مُنْقادين لجريانِ حُكْمِه، وألا يتحركَ فيهم عِرقٌ بخلافِ اختياره. الإمام القشيري رضي الله عنه

في التنوير في إسقاط التدبير : قال الخضر عليه السلام: ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا﴾ الكهف-79، وقال: ﴿فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا﴾ الكهف-82، ولم يقل الخضر: فأراد ربك أن يعيبها، كما قال فأراد ربك أن يبلغا أشدهما، فأضاف العيب إلى نفسه والمحاسن إلى سيده.

قال بعض المشايخ: صحح عملك بالإخلاص، وصحح إخلاصك بالتبري من الحول والقوة. وسمعت شيخنا يقول: ما دام العبد يراقب الناس ويهابهم لا يتحقق إخلاصه أبدا، وقال أيضا: لا تجتمع مراقبة الحق مع مراقبة الخلق أبدا، إذ محال أن تشهده وتشهد معه سواه. سيدي احمد بن عجيبة رضي الله عنه

لايقدر أن يتصرف فى الأكوان إلا من كان له الحق السمع والبصر واللسان. سيدي محي الدين بن عربي قدس الله سره

يا عبد: قم إلىّ أعطك ما تسأل، لا تقم إلى ما تسأل، أحتجب ولا أعطى. الإمام النفري قدس الله سره