كل ما في الوجود يرقص باستثناء الإنسان ، الوجود كله في حالة استرخاء ، الأشجار تزهر و تثمر ، الطيور تحلق في أعالي السماء ، الأنهار تنساب نحو مصبها ، النجوم تسطع ، كل شيء يبدو و كأنه في قمة الاسترخاء ، لا أحد مسرعًا ،لا أحد ملحًا ،لا أحد قلقًا ،إلا الإنسان !
هل الانسان ضحية عقله ؟
انتبه للمسرّات الصغيرة خلال اليوم،كن شخصًا شاكرًا ومُمتنًا لكل النّعم حتى تلك التي تبدو كأنها جزء من اليوم، أصوات عائلتك وضحكاتهم، تلذذك بطعامك، قدرتك على رسم أهدافٍ جديدة، حواراتك الحنونة مع الأصدقاء، الشعور المُريح عند استعدادك للنوم، صحتك،كُن شاكرًا لأن أيامك مُحاطة بالنّعم
ماضاعَ منك لم يكن ثمينًا، أنت من بالغ في تقديره، والخسارات المُبكرة أرباحٌ مؤجلة، ومن بانَ سفهُه في أول الطريق أعفاك من حق العشرة وطول المسير، الكثير من الأشياء لن تعرف أنها كانت من اللطف بك إلا مُتأخرًا، تحسّس الخيرة في كل تأخيره، فـ لله تدبير خفي ورأفة بك ورحمة لا تعلمها.
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السعادة فيها تركُ ما فيها
لا دارَ للمرءِ بعد الموتِ يسكنُها
إلا التي كانَ قبلَ الموتِ بانيها
فإن بناها بخيرٍ طابَ مسكنُه
وإن بناها بشرٍ خابَ بانيها.
-الإمام علي عليه السلام.