"لم يَعُد في العمر متّسَع للفَواصِل! مِن الآن فصاعِدًا سنكتب بالنقطة ونغلق الأقواس المفتوحة، ونطوي صفحات أرهقَتنا بمحاولات التجميل. لقد ضحينا أكثر مما يَنبغي وتنازلنا حتى فقدنا أنفسنا في مُنتصَف الطريق."

اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد.

كنتُ أعلم أن الفقد يبدأ خفيفًا، كخطوة غير مقصودة باتجاه الباب، كصمت صغير يمرّ دون أن نلتفت إليه، كرسالة لا تصل، ككلمة تُختصر، كحديث يُؤجّل إلى أجلٍ غير مسمّى. وكلما شعرتُ بك تميل ناحية الرحيل، شددتُ يدي على الحافة أكثر، حتى تعبت يدي من الإمساك، وتعب قلبي من المراهنة.©️ح.م

كنتُ أترك لكَ مساحة العودة دون أن تُشعرني أنك رحلت، وكأنني أطلب من الأقدار أن تعيدك إليّ بطريقة لا تجرحني، ولا تجرحك، لكنني كنت أعرف، وأقسم أنني كنتُ أعرف… أن الذي يُتقن الغياب، لا يتقن العودة، وأن الذين يتأخرون كثيرًا… لا يعودون كما كانوا. ©️ح.م

ولأنني كنتُ أعرف، صمتُّ طويلًا، ليسَ ضعفًا ، ولا جهلًا، بل حُبًّا ظلّ أكبر من أن أخوض حربًا لتثبيته، ظلّ أكبر من أن أجبره على البقاء، ظلَّ أكبر من أن أقول له: ابقَ إن لم يكن البقاء خيارك الأول.©️ح.م

أعرفُ أنكَ لم تجهل هذا يومًا، أعرف أنك رأيت يدي الممدودة، وعرفت أن قلبي كان يفتح لك مساحات أكبر مما يليق، وأنك رغم ذلك، لم تملك الشجاعة لتبقى، ولا الشجاعة لترحل بصدق، بل ظللت هناك، عند منطقة رمادية لا اسم لها، ولا عنوان.©️ح.م

لعلَّ في دعائنا لقاء .. ولعلَّ الصّادقين مهما تاهوا يجتمعون في الطريق✨.

من أجمل تأملات ابن القيّم: ''إنما يُصدّقك من أشرَقَ فيه ما أشرَقَ فيك'' وهو معنى عميق، من أبلغ ما قيل في وحدة القلوب وائتلاف الأرواح، وهو الذي يُفسّر كيف أنه قد يفهمك ويتيقّنك شخصٌ واحد من دون سائر الناس.

لقد كنتِ في بدني طوال الوقت .. كنتِ عذابي وشوقي والشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود ..حين أرى منظراً أو أسمع كلمةً أسمعُ جوابَكِ في أذني، كأنكِ واقفةً إلى جواري ويدكِ في يدي. غسّان كنفاني.

لو أعيش العُمر كله .. ما انسى حُبك أو أملّه💫

تحدّيت جور الوقت ياضامر السرجوف لو ان اللقى شحّ الزمن به وعاندنا واذا الله كتب لك عمر باذن الولي بتشوف وتدري بوفاي بوقت عيّا لا يسعدنا -سعيد الدفين.

وأعرفُ أيضًا، أنك حين مضيت، لم تمضِ عن قلبي… بل عن نفسك، عن رجلٍ لم يعرف كيف يكون ظلًا يقي امرأة أحبّته بقدر ما أحبّت الحياة التي كانت تراك جزءًا منها. أعرف أنك حين رحلت، كنت تسمع صوتك الداخلي يهمس لك — وأنت تتظاهر أن لا شيء يحدث — أنني المرأة التي أحبّتك كما لن يحبك أحد — وكنت