يُحكى أنه عند موت الاسكندر الأكبر قال أرسطو -وهو معلّم الإسكندر-: لقد حرّكتَنا بسكونِك!

عندما لا يكون في صدرك حرج أن تُخطّئ المخطئ ولو كان مشهورًا علمُه وفضله، ولا تبالي للمشهور، كنت قد خرجت عن زمرة المقلّدين، ولم تكن من المتعصبين، وإنَّ كثيرًا ما يُعامِل المتعصبُ العالِمَ معاملة المعصوم، مع أنه يقر أنه ليس كذلك، لكنه عمل الخيال.

يقول ابن الجوزي:«إنهم أثبتوا لله سبحانه عينا، وصورة، ويمينا وشمالا، ووجهًا وجبهة وصدرا ويدين ورجلين، وأصابع وخنصرًا وفخذا وساقا وقدمًا وجنبا..، وعجبا لقد كملوا هيئة البدن، وقالوا: يحمل على ظاهره وليست بجوارح، ومثل هؤلاء لا يُحدّثون، فإنهم يكابرون العقول وكأنهم يحدِّثون الأطفال».

الخلاف فرقانٌ يفرق المقلد عن العالم، فالمقلد يُصرَع إذا رأى الخلاف ولا يقدر عليه صبرًا، والعالم يَتروّى ويعرف للخلاف قدرًا.

[شيخي لم يذكرها!] "ولقد رأيت رجلًا يناظر في مجلس، وقد استدل الخصم عليه بدلالةٌ صحيحة، فكان جوابه عنها أن قال: هذه دلالة فاسدة، ووجه فسادها: أن شيخي لم يذكرها وما لم يذكره الشيخ فلا خير فيه، فأمسك عنه المستدل تعجبا، ثم أقبل علي وقال: والله لقد أفحمني بجهله". — الماوردي بتصرف.

أحبُّ كلَ صغيرِ السنِّ كبيرِ الحِجا، وأمقت كل مُسن أَخَذَ سنَّهُ لهُ مَلجأَ.

كفى بك حُسنًا أن تُعَدّ مساوئُك، وكفى بك سوءًا أن تُعدّ محاسنُك.

مُـنـِيب ومن ذا الذي تُرجى سجاياهُ كلُّها كفى بالمرء نُبلًا أنْ تُعدَّ معايبُهْ

أما وقد خرجتَ عن زمرة المقلِّدين، ونفيت عن نفسك تهمة المتعصِّبين، فلا تظنّنَ بهذا أنك صرت من الهادين المهتدين، فإنك إما تهتدي فتصير إلى المهتدِين، أو تزيغ فتصير من إخوان الشياطين.

الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمتحدث بالباطل شيطان ناطق، والمبرر للباطل شيطان ثرثار!

إن الانفعاليات لا يُتغلّب عليها إلا بالتجربة، ألا ترى أنك لو تصورت ما يُحزنك لم تحزن كحزنك الذي تحزنه عند وقوع ما يُحزنك، ولو تصوّرت ما يخيفك لم تخف كخوفك الذي تخافه عند وقوع ما يخيفك، ولو شئت ألّا تحزنَ فيه ولا تخافَ لم يكفِ أن تتصور الأمر مرارًا، ولقد يكفي أن تجرّبه، فتغلبه.

فهمُ هذا الرجل للدّعاء واضح الفساد وهو في التكلف بمكان! ولكن ما يزعجني نسبته إلى عقل الشافعي، ثم إن المذهب على استحباب هذا الدعاء، يقول النووي -وتابعه عليه المحلي- في منهاجه: ويُعزّى المسلم بالمسلم: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك. وبالكافر: أعظم الله أجرك وصبّرك.

كم عمرك؟

أضمن لك الي حاط الاختبار عمره العقلي 4 سنوات بالكثير

قد يكون مبدأ البرهان المختص بعلم مبدأً لأكثر من مسألة، فمثلًا مبرهنة فيثاغورس يُعلم منها أن مجموع مربع الجيب ومربع جيب التمام لأي زاوية = واحد ثم يُجعل هذا مبدأً فيُعلم منه أن فرق مربع القاطع ومربع الظل لأي زاوية = واحد وبنفس الوقت كذلك يعلم أن فرق مربع قاطع التمام وظل التمام = 1

يُحكى أن إياس بن معاوية لمّا كان غلامًا خاصم شيخًا وقد تقدّمه فقال القاضي لإياس: أتتقدمه وهو أكبر منك؟ فقال إياس: الحق أكبر منه، فقال القاضي: اسكت، فقال إياس: فإذا سكتُّ فمن يقوم بحجتي؟ فقال: ما أظنك تقول حقًا، فقال إياس: "لا إله إلا الله" أحقٌ هذه أم باطل؟ فلم يعرف كيف يجيب.

وإياس أعجوبة من أعاجيب عصره في الذكاء وسرعة البديهة، فبعدما ولّاه عمر بن عبدالعزيز القضاء وقضى بين الناس قال له رجل: لمَ تعجَلُ في حكمك؟ فقال له إياس: كم إصبع لديك في كفّك؟ فأجاب بسرعة: خمسة. فقال إياس: عجلت! فقال: ليس ما تقوله بعدما قتلته علمًا بعجل، فقال إياس: فهذا جوابي عليك.

أبو النحس