العمامة تتعامل بازدواجية واضحة؛ وجهٌ يحرّم إقامة الحفلات باسم الدين، ووجهٌ آخر يغضّ الطرف عن الفساد الذي دمّر العراق، بل وتفرح بسرقات الأحزاب التي خرجت من تحت عباءتها. لم نرَ معممًا واحدًا يخرج بتظاهرة ضد هذه السرقات فصارت الأولى حرامًا عندهم، والثانية حين تخدم مصالحهم حلالًا.

الإطار التنسيقي يدين استهداف حقل كرمور في السليمانية ببيانات مصطنعة، بينما الجميع يعرف أن المسيرات التي تطلق على المصالح الاقتصادية والأمنية في العراق تنطلق من تحت الغطاء الذي يوفره هذا الإطار نفسه. من يقف وراء إطلاق هذه الطائرات هو جزء من الحكومة، ويتنعم بسلطة وحماية الإطار،

مدوّنو الإطار التنسيقي الذين يخرجون كل يوم على الشاشات لتمجيد إيران والدفاع عن نفوذها ، كشفوا أنفسهم بأنهم ليسوا للعراق ولا لقضاياه. هؤلاء باعوا القلم والضمير ، وصاروا مجرد أدوات تُحرّكهم أجندات خارجية . من يفضّل مصلحة غير بلده على مصلحة شعبه هو خائن للكلمة والوطن .

على ما يبدو أنّ الإطار التنسيقي يسير مُكرهاً نحو نزع سلاح الفصائل والمليشيات ، بعد أن مرّغت أمريكا أنوف قادته في الوحل . فكرسي الحكم عندهم أهم من المبادئ التي يتاجرون بها ، وأهم من الدم الذي سفكوه ، وأغلى عندهم من كرامة العراق التي باعوها بثمنٍ بخس .

لو تشلعونهم .. لو تخلونهم ..