لا يخرج متعافياً من مأساة كهذه، بل يظل جزء منه على الدوام حبيس الصرخات والنيران والدم. وربما تكون أنت قد نجوت من الموت، بيد أنك تستمر في الشعور بأنك تلوّثت، يتآكلك الشعور بالإثم، ويلتهمك الضيق الأصم، ويجتاحك السؤال الهائل الذي لن يعرف إجابة أبداً: لماذا نجوت أنت وليس الآخرون؟

عندما تنظر إلى نفسك في المرآة وترغب في أن تحطمها، فليست المرآة هي ما يجب أن يُحطم، لكن أنت من يجب أن يتغير.

"لا أحَد يعلَم ما أصابك، لا أحَد يعلم كيف هي مَعركتك الخاصّة مع الحياة، ما الذي زَعزَع أمانَك، وقَتل عَفويّتك، كَم كافَحت وكَم خَسرت، كم سقطت وتعثّرت، كم بكيت واحتضَرت، لا أحَد يعلَم حَقًّا مَن أنت،هم يعلمون فقط تلك الصلابة التى يرونها فيك، ويحسدونك قائلين : ليتنا مثله لم نحزن

أنت الشخصية الرئيسية في حياتك، لبقية الناس أدوار يؤدونها، إما يخرجون أسوأ ما فيك حتى تعلم بأنه موجود وتعالجه، أو أحسن ما فيك كي تحافظ عليه وتعتز به، أو مجرد عابرين يمرّونك لتتذكر أن كل شيء يمضي إلى زوال، الأهم أنك الأهم في حياتك… لا تنسى!

اللهم إني أستغفرك لإيثاري لذَةً زائلةً على رضاك الدائم، اللهم إني ألوذ بك من وخائمها ومنقلبها، وأستجيرك أن تكون حجابًا يمنع وصول صوتي إليك، اللهم بك التعويل وإلى ما عندك الفرار، أفر من نفسي إليك فآمنّي

لابد أن يكون الإحترام متبادلاً دون أن يتحول إلى تملق،وأن يكون الحزم في موضعه دون أن يتبدل إلى وقاحة،ليست المبالغة في القرب ولا التهوين من الحدود دليل نضج،بل النضج أن تعطى النفوس مقاماتها بلا تهويل ولا تقليل، فيبقى الود محفوظًا والكرامة مصونة والعلاقات مزدهرة على أرضٍ من الإدراك

وليكُن لك مكانٌ في بيتك تخلو فيه وتحادث سطور كتبك، وتَجري في حلَباتِ فكرك

يا اللّه امنن على جسدي الضعيف بتحمل كل هذه المشاق، وامنن على قلبي الصغير باستيعاب كل هذه المشاعر، وامنن على عقلي المسكين بالتفكير فى كل هذه الامور، وامنن على روحي الهائمة بالمضي في كل هذه الأعباء.

تتكدس أكواب القهوة بغرفتي على طاولتي ،وركني ،ورفوفي ،انظر لها دائمًا بنظرة شاعرية لكن وأنا بحالة تفكُر وتأمُل ،هل جسدي ايضًا يراها بهذه الشاعرية أم انه يستجدي للإنقاذ من هذا الإدمان!!

أتمنى أن يكون حبي مثل العودة إلى البيت، لا مثل تسلق الجبال أن يملأه سلام وتفاهم وضحكات مشتركة ومباهج بسيطة تبرهن أن العناء يستحق وأخيرًا، أتمنى أن يكون حبي هدية... لا أضحية!!

من حقي أن أستلقي على ظهري، وأضع ساقًا على ساق، وأجمع كفيَّ، مشبكةً أصابعهما من وراء رأسي، وأخلع نظّارتي، وأُغمض عيني، وأتحدث على السجية، غير مُتكلف ولا مُحتشم لا أطلب في حضرة من أحب إلا هذا القدر من الطمأنينة، أن أكون على طبيعتي، بلا حذر، ولا تكلّف

معضلتي الأساسية في كوني شخص مزاجي، لا أعرف كيف يكون حضوري كامل عندما أحس بثُقل لو في جزء بسيط منّي، لا أعطي العطاء الذي يحسّسني برضا عندما تتضاءل دوافعي، إمّا أن أنغمس بكليّتي وأفيض، أو يغريني الغياب فأنسحب من المشهد قبل أن يلتهم ملامحي !!

حتى "الخضر"، العبد الصالح، عندما كرر "موسى" عليه السلام خطؤه للمرة الثالثة قال له الخضر : هذا فراق بيني وبينك..فبعض الفراق لا يصنعه الجفاء، بل تفرضه حدود الصبر واختلاف الطريق

محاولاتي شحيحة، ومتقطعة، وخطواتي اليك بطيئة، لكنني يارب أُريد الهرولة اليك، لا أريدُ قطع الصلة التي بيني وبينك، ولا أريد خسارة في آخرتي، فصلني بك، وخُذني اليك

يارب قلة النوم اللي أنا فيه ما يكون بسبب أحد دعى علي وقال: (روح يانوم من عين حبيبي)!!

‌﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾

القليل من اللامبالاة ، تجعل الحياة أفضل بكثير .

نحن نتغير بعد الابتلاءات الموجعة، نُصبحُ أقل كلامًا وأقل استجابة وأكثر حذرًا وتعقلاً في التعامل مع الحياة والآخرين.

(اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيركلِّه عاجلِه وآجلِه ماعلِمت منه وما لم أعلم،وأعوذُبك من الشرّ كلّه عاجله وآجلِه ماعلِمت منه ومالم أعلمُ)

استراحه مستريح