لا شيء أهمّ عندي مِن الراحة، فإنّي لا ألبس لباسًا إلّا إذا أراحَ نَسيجُهُ جِلْدي، ولا أصاحِب إنسانًا إلّا إذا أراحتْ رفقتُهُ عقلي، ولا آكل طعامًا إلّا إذا أراحتْ لذّتُهُ بَدَني، ولا أقصد مكانًا إلّا إذا أراحتْ طبيعتُهُ نفسي، ولا شك أن الراحة ليست دائمة، لكني أحاول صنعها لنفسي.

معلومة لُغويَّة: تُسمِّي العربُ غمَّازةَ الذقنِ «نُونة».

من الأدعية الشائعة: «الله لا يبيِّن غَلاك» أي أسأل الله ألّا يأتي اليوم الذي أفقدك فيه فأستشعر حجم المحبة التي أكنها لك! الفكرة اللُغويَّة هنا أنَّ العرب تُسمِّي الفراق «البَيْن» لأنه يبيِّن الحالة الشعورية للإنسان حين يفارق إنسانًا عزيزًا، فالفراق يذيب جليد الصمت ويكشف المقامات.

أقسمُ لك، لا توجد قوَّة دنيويَّة تستطيع أن تأخُذ منك ما كتبه اللهُ لك، فتمهَّل؛ ربما غاب عنك أنَّ حياتك مكتوبة، والخير باقٍ، والعوض آتٍ، فالتشاؤم يضعف النفس ولن يغيِّر من الواقع شيئًا بل يزيد غمَّك غمًا، في حين أنَّ التفاؤل يقوِّي النفس ويُريك مواطن الأمل في كلِّ حدثٍ.

لا بُدَّ للإنسان أن يستشعر المناقب قبل استشعار المثالب، فإنَّ ذلك أدنى لسلامة القلب.

إن كنت كاتبًا أو شاعرًا فلا تكتب عن أشياء مُحزِنة لم تحدث؛ ذلك بأنَّ الأفكار قد تؤثِّر في مجرى حياتك وصِحَّة عقلك، فمِن دلائل صحَّة العقل ألَّا ينظر صاحبه إلى الواقع بمنظار الظنون السيِّئة. هذه مَشُورة دافئة أهديها إليك، ولك الحق في تقبُّلها أو رفضها.

يظلُّ الإنسانُ ضعيفًا حتى يبلغ نزعته التوحيديَّة، فيشهد بها الرفعةَ في منزلته، والسُموَّ في فكره، والمعقوليَّةَ تجاه مساعيه الدنيويَّة، بحرارة التقوى يتفوَّق على هيبة هذه الدار، فما يرونه عسيرًا يراه يسيرًا، وما يرونه نفيسًا يراه بخيسًا، ما أغلى تعويد النفس التعبُّد بخفاء.

- إذا لم تصهرك نار التجارب، وترتطم بما يخالف رغباتك، وتثور من قسوة النقد، وتنتفض خوفًا من الخَيبة، وتستشعر الوَحدة في مرحلةٍ من حياتك، فإنَّك لن تكتسب ما يستوجب عليك اكتسابه، فالتجربةُ جُزءٌ لا يتجزّأ من التعلُّم. اقتباس لِـ نورا الطوالة

معلومة لُغويَّة: تُسمِّي العربُ المرأةَ التي يكون صوتُها ضعيفًا وبكاؤها ضعيفًا «مُهرنِفة»، كذلك يُقال: «هَرنَفَ الرجلُ» حين تكون ضحكتُه ضعيفة.

أصلح نِيَّتك فإنَّ قيمةَ المرءِ بجوهرِه، فحينَ يغيبُ المرءُ يشعّ جوهرُهُ في الذاكرةِ كالمصباحِ في جوفِ المشكاة، وإنْ ظُلِمْت أو خُذِلْت لا تُغيِّر مسار نواياك الصالحة حتى يأتي رزقك مماثلًا لجوهرك وإن تأخَّر إتيانُه.

بعد معاناة من البحث عن الإيمان الحقيقيّ، يقول تولستوي: إنَّ البحثَ عَنِ الله، لم يَكُن بـ«العقلِ» إنّما بـ«الشعور»؛ لأن هذا البحث لم ينشأ عن تسلسُل الأفكار عندي، وإنما نبعَ من القلب، ولقد كان شعورًا بالخوفِ واليُتمِ والعُزلةِ في بلدٍ غريب، وأملًا في العونِ من جِهةٍ ما!

من الأحرى ألَّا تُظهر دهشتك حين تعرف كيف تجري بعض الأمور التي لم تكن تعرفها من قبل، فقد رأيت أنَّ إظهار الدهشة يُفقِدك الجاذبية، ومَن يكثُر اندهاشُه يوحي بالسذاجة حتى إن لم يكن ساذجًا، وقد رأيت أن النفس البشرية تنتبه للإيماءة المُحْكَمَة، فكلَّما حكَّمت أفعالك مالوا إليك.

لا تكن جبانًا فتخشى حدوث الأحداث التي تخافها، عوِّد نفسك الفأل الحَسَن فإنَّ الفأل مدعاة للقوة، وإنَّ الشُّؤْم مدعاة للضعف، كلنا نمتلك عقلًا واحدًا لكنَّنا قادرون على بذر الفكر السامي في جذوره، فلا تجبُن أيُّها الإنسان فما عاش مَن جَبُنَ.

أعشق اسم «فهدة» مع أنِّي لا أعرفُ أحدًا في حياتي بهذا الاسم، إلَّا أنَّ له وقعًا في قلبي لا يوازيه وقعٌ، فكيف لا يكون له هذا الوزن الثقيل وهو اسمٌ سعوديٌّ أصيل.

الصِّلَةُ بين اثنَيْن لا تَتَحقّق بقُرْبِ المَسافةِ، إنّما بقُربِ الشُعُورِ؛ فالقُرْبُ الحَقيقيُ هو انتباهُ النَّفْسِ لِلنَّفْسِ.

أوَّل ما يسترعي انتباهي الجانبُ اللُّغوي في أيِّ مشهد؛ ومن ذلك أنّي حين أرى في الأماكن العامَّة اثنين يتحدثان لساعات طويلة أوَّل شيء أقوله في نفسي: ما الدافع الذي جعلَ كلامهما المُتبادل مستمرًا؟ أظنُّ أنَّ التفاعل اللُّغوي دليل على أصالة الرابطة.

ثمَّة شيء مُخجِل في عادة الإكثار من الأكل أمام الآخرين، المخجل ليس في العادة نفسها، بل هي علامة تكشف سلسلة مرتبطة ببعضها تتعلَّق بنمط حياة الشخصيَّةِ ذاتِها.

أَلَا أخبرك عن أسعد مراحل حياتك؟ مرحلة معرفة ذاتك؛ تلك المعرفة التي تأنس بها أُنسًا لا مثيل له، فمَن عرفَ ذاتَه عرفَ مذاهبه ومشاربه، فتجده يعرف ما يُلائِمه من أسلوبٍ لفظيٍّ، وملبسٍ ظاهريٍّ، ومجتمعٍ إنسانيٍّ، حتى إذا رأى شيئًا أو خاض تجربةً لا يستغرق زمنًا في التحقُّق من ملاءَمته.

من علامات حُسن التدبير، الصبر على النفس لبلوغ مرادها وتقويم اعوجاجها.