أيامُ أمرحُ لا ألوِي على أحدٍ
ولا يعاودني في النومِ طراقُ
ولا يُكدّرُ عيشي في ملاعبِها
من اللذاذات مهما كنّ إغراقُ
فقلْ لمن يدّعي إني ابتغيتُ بها
أخرى لأنتَ وأيمُ الحقّ آفاقُ
لهف قلبي على الصبا وزمانه
ولَيالٍ مضين في ريعانه
-
كان ليل الصبا ضياءً لعيني
ونهارُ المشيب في عكس شانه
-
ويح ذاك البياض سوّد قلبي
عندما زارني بغير أوانه
ومذ الماسةٌ ذرَّت بنورٍ
ففاقت كل شارقةٍ صباحا
وإذا حازت زمرّدةٌ سناها
تمازجتا إلى الأرواح راحا
وخلنا في الدجنَّة بدرَ تمٍّ
على كلٍ من الفرقينِ لاحا
وهل أن الزمرد صار ماساً
أم الأماس صيَّرهُ وشاحا
أُطاعِنُ الهَمَّ و الرزايا
و أَخلقُ العَزمَ في احتِمالي
و أُشعِلُ النارَ مِنْ رَمادي
و أَبعَثُ النُّورَ منْ خِلالي
و أَكتُبُ الشِّعرَ و الأَغاني
و أُنشِدُ الحُبَّ في الخَيالِ
ذاك الذي كان نعمان الزمان ومن
من بحره فقهاء الشرع تمتار
ذاك الذي كانت الدنيا تضيء به
كأن آثاره في الكون أقمار
لقد مضى وأنطوى في طيّ بردته
زهد ونسك وأفضال وايثار