يبقى بعد هذا أن النصر قيمةٌ فردانيّةٌ بحتة، لا يفرح به إلا من كان له شرف المشاركة، أدناها بقلبه.
وبعضهم بالطبع مخلص، لكنه لم يستكمل قراءة المشهد بعد، بعضهم لأنه يستعجل الثمار كاملة، وبعضهم لأنه يغفل عن ألطاف الله، ولا يتخيل حجم الإنكسار الذي كان ليحدث، وغطرسة كيـ.ـان القاذورات
الناس حمقى كفاية لاعتبار ابن بنت رسول الله، وسيد شباب أهل الجنة، وبضعة قلب الرسول،
الإمام الحسين عليه السلام، خارجًا عن القانون وناكثًا للبيعة!
بينما سكيرٌ فاسقٌ هدم الكعبة، واستباح المدينة، وسبى حفيدات رسول الله محمد، وقتل أحفاده، ومثَّل بجثامينهم
كيزيد بن معاوية، ولي أمر أو
اكثر ما يكشف وساخة الصهاينة وانحطاط نفوسهم هو عدم تورّعهم عن الكذب والنفاق وقلب الحقائق والرياء الرخيص واتهام خصومهم بما هو فيهم٬ لأن هدفهم ليس "الحق" بل عبادة الذات٫ الثورجي السوري فيه صهيوني صغير بقلبه.
أذكر جيدًا تلك الحقبة من عمر المقاومة الإسلامية في لبنان. كان لدينا فقط بضعة منصات صواريخ غراد بعضها مهترئ، بضعة آليات مدفعية ومحمولات لم يكن بالإمكان تحريكها معظم الوقت بسبب السيطرة الجوية ومن المرتفعات التي يحتلها اليهود. عملاء في كل مكان، مواقع وحواجز للحديين والعدو.
استهداف الجولاني للدروز لا علاقة له بارتباطهم بإسرائيل، فنظام الجولاني لم يترك فرصة لإثبات انبطاحه لإسرائيل إلا واستغلها بأفضح صورة ممكنة.
ما يجري في سوريا هو تدمير لها ولنسيجها في إطار مشروع طائفي إجرامي وسخ يراد تصديره إلى كل المنطقة.
يترافق مع كل هذا هجوم إعلامي فاجر بدون خطوط حمراء. هم يريدون لشعب المقاومة تصديق الفكرة ولو لم تتم قريباً. انتم ومشروعكم انتهيتهم. وتصديق شعب المقاومة لهذا الأمر هو نهاية المشروع. لا تسخفوا الخطوات، هو مسار لسلطة تأتمر من عدونا.