إنّي أتساءل اليوم بعد كل هذه الرسائل التي كتبتها لك وربما قرأتها أنت ؛ متى يأتي الوقت الذي تأخذ فيه رسائلي على محمل الحبّ؟.. متى يأتي الوقت الذي يخيفك فيه أن أغيب هكذا فجأة دون مواعيد مسبقة؛ دون أن أخبرك أو أكتب لك؟.. كلما كتبت رسالة وتجاهلتها أنت.. كلما زادت مساحة الغياب في قلبي
وأعترف لك .. في كلّ مرّة أكتب لك رسالة .. وتتجاهلها .. أكتب رسالة حبّ لغيرك .. في كلّ مرّة أشعر بالحزن .. ولا أجدك .. أبحث عن كتفٍ غير كتفك .. في كلّ مرّة أفرح فيها .. ولا تأتي لتشاركني .. أراقص غيرك .. شاركني اللحظة .. و تفاصيلي الصغيرة .. كن حائطي .. و موسيقاي .. وصندوق بريدي .
ثم تعود الأسئلة لرأسي . الحقيقة أنها لم تخرج لتعود . حسنًا إنها تنشط في رأسي من جديد . لماذا أنت تملك الاختيارات دائمًا : تختار أن تحبني . أن تكتب لي . أن تتصل بي . أن تتحدث لي .. أن تقرأ لي . ثم أنت تختار ببساطة أن لا تفعل شيئًا من ذلك . وتغيب . وأنا لا أغيب . ولا أختار شيئًا .
ثم نتساءل : هل كنّا بحاجة لكل هذا البكاء .. لنعرف أنه لم تخلق الأشياء لتبقى .. حتى المشاعر .. لم توجد لتظل كما كانت في البدايات .. كل الأشياء .. تمرض .. تضعف .. وربما تموت .. كل شيء قابل للفراق .. للغياب .. كان علينا أن نعيش اللحظة .. وكأنها آخر لحظة قد نكون فيها معًا .
ثمّ إنني أتعجب من قدرتك على مواصلة الحياة دون أن تشاركني أشياءك .. تفاصيل يومك .. حزنك .. فرحك .. انتصاراتك .. وهزائمك .. خطوط يومك الكبيرة .. وتفاصيلك الصغيرة .. وأنا رغم خيبتي العظيمة بك .. لا أستطيع أن أخطو خطوةً واحدة في الحياة دون أن يعبرني فيها صوتك .. يديك .. ووجهك .
لكننا نخاف الأسئلة كثيرًا .. نخاف من الإجابات أكثر .. نخاف من الأسئلة لأنها ربما قادتنا إلى الحقيقة .. نخاف من الإجابات لأنها ستؤكد لنا أن مخاوفنا كانت في محلها الصحيح تمامًا .. وأن كل الذي صار يجمعنا مجرد ذكريات .. وبعض موّدة قديمة .. وأنه لا شيء حقيقي الآن سوى أننا نفترق ببطء