عز وشموخ يا مال العز 🇸🇦

يتجدد العهد بنفحات الرحمة، كتب الله لنا ولكم منها أوفر الحظ والنصيب، وأنزل من شآبيبها على قبور موتانا وموتاكم وموتى المسلمين ما ينعمون به. شهركم مبارك، وأعاننا الله وإيّاكم فيه على ما يحب ويرضى وعلى ما يقربنا منه، وكل عام وأنتم بخير 🌹.

من المفارقات العجيبة للرجل: (يتضايق من رائحة الطبخ إذا دخل البيت مع أنه هو من سيأكل هذا الطبخ، وإذا دخل البيت ولم يجد طبخًا يأكله يقوم البيت كله على قدم ولا يجلس)، أنا شخصيًا كرجل لم أجد تفسيرًا لهذا السلوك!!.

كن ذكيًا بما يكفي وانظر بعمق وبعينٍ ثاقبة، حتى اقرب الناس إليك بالدم قد لا يكونوا صادقين في قربهم منك، إخوة يوسف: عندما تعلق الأمر بالعزيز وأخاهم بنيامين وطلبه شخصيًا نسبوا أنفسهم إليه فخرًا ونسبوه إليهم وقالوا: أخانا {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا}، وعندما اعترضهم أمر السرقة

مما يطمأن، ويبشر، ويجعلك مستعد لما هو قادم، أنه قال عن نفسه: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}

{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ} الموضوع كان بين إيمان وكفر، وكان مبني على الحوار والحُجّة، فأمور الدنيا من باب أولى أن تؤخذ بهذا المبدأ، الأزواج والإخوة والأصحاب والشركاء ووووو، لا على الشجار والعنف والتحدي والقطيعة والفُرقة.

{وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} ليتنا نعفوا عن بعضنا كثيرًا كما يعفو الله عنا، لكانت الحياة أجمل.

{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ} مابين ليلته الأولى والأخيره، ومابين وصوله ضيفًا عزيزًا واضعًا رحاله ومغادرًا جامعًا لها: رُفِعت دعوات، وأُقيمت صلوات، وذُرِفت دمعات، وأُنفِقت صدقات، وتوارت عن الانظار خبيئات، اجتهد المجتهدون، وتنافس المتنافسون، اللهم استجب وتقبّل واغفر وارحم

{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} ما من بعيدٍ في أي أمرٍ إلى يقترب ويقترب حتى يقع، المسألة مسألة وقت، والمتوَسّم يرى كيف أن الوقت يسابق نفسه.

مقولة أعجبتني على منصة (X) : لا تضع نفسك في مكان قد أوجعك سابقًا حتى لو بدى لك أنك أقوى.

يدعوا الأئمة في قنوت رمضان: (واصرف عنّا شر ما قضيت) والله لا تدري أيُ شرٍّ يُصرف عنك وإن كان في نظرك أنه جميل، ولكن رحمة الله تسبق لتصرفه وتصرف أذاهـ، ثم يأتيك العوض الجميل.

لن تستطيع العيش مع من لم يتعود على الكرامة، ولا تحاول لأنه عندما ستعامله بها سينفر منها ومنك.

لاتسألوا الذئب لماذا أكل ليلى، بل اسألوا ليلى لماذا ذهبت إلى الغابة فأكلها الذئب؟؟!! وبشكلٍ اخر: القصة من رواية ليلى: أن الذئب الشرير أكلها، وذات القصة من رواية الذئب: أن ليلى كاذبة شريرة والذئب لم يأكلها. الفطن من ينظر للأمر من غير الزاويتين ليعرف المظلوم منهما.

الحمدلله، الذي ما ابتدأ شيئ إلّا بأمره ولا انتهى إلّا بفضله،، أبارك لأخي الأصغر وعضيدي: مهند بن غازي القرشي، حصوله اليوم على درجة الماجستير من كلية إدارة الأعمال بجامعة دار الحكمة، جعلها الله له عونًا على الطاعة وانطلاقةً إلى الأفق الواسع.

اليوم ولله الحمد أكملت عامي ال ٤٣ ودخلت ال ٤٤، اللهم أنزل الرحمة والمغفرة على ما مضى من عمري، واكتب لي الخير والتيسير والتوفيق والبركة فيما تبقى، واقبضني إليك غير مفتون ولا مبدّل، وتوفني مسلمًا وألحقني بالصالحين.

علمتني الإدارة: التعامل بذكاء - روح النظام- بدلًا من التعامل بالنظام بشكل مباشر في بعض المواقف التي لا تتحمل المواجه وتحتاج أن تحتوي فيها الفريق بدلًا من شق الصف يدل على مقدار وعيك وكفائتك بالقيادة، فليس الكل على دراية وافية بالنظام، وليس الكل يقبل بالنظام في حال أتى عليه، وسيبدأ

{فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} ما أسوأهـ من حال أن يعيش المرء حياته في شك وحيرة دائمين، وإن أعطتك الدينا دروسًا قاسية في أشخاص أو في مواقف، فتعلم أن تكون على حذر لكي تسلم، لا أن تكون على شك فتُهلك نفسك، والعبرة في القول بعموم لفظ الاية لا بخصوص سببها.

تلاوة من سورة الذاريات بصوت الشيخ أ.د. #سعود_الشريم