ومن تكاسل يوم السلم ولم ينشط في اعداده غاب يوم الطلب والزحف. وككاتب تنشر على اي منصة رقمية، في وقت فراغك او كان هذا عملك، فإن واجبك الفهم قبل النشر، بل ان تاج فروضك ان تتبنى رأي المقاومة كاملاً دون ادنى مخالفة. فهم، من يقود المعركة وهم أدرى بما يجب فعله بها وما يجب نشره

ومنهم من يتظاهر بأنه يريد الحرب الشاملة، وأنها هي الطريق الوحيد للنصر بدلًا من استنزاف العدو، وهؤلاء قال الله فيهم: "قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا". يقول لهم القرآن: يا من تنادون أين القتال؟ القتال أمامكم فلتأتوه إن كنتم صادقين

هذه الفئة التي تضم "مثقفين" وأصحاب فكر مزعومين، وكثير من العامة، يظنون أنهم يفهمون الأبعاد الاستراتيجية للمعركة بشكل أفضل من القيادات، ويتوجهون بالنصح إلى المقاتلين، ويرسمون الخطط ويحذرون مغبة عدم الاستماع إليهم.

الأولى الآن أن يعرف كل إنسان أين يقف، وإلى أي صنف ينتمي. فإن كان من المناصرين فليعلم أن للمقاومة دينٌ في رقبته ورقبة الأمة، وليعلم أن تاج الفروض في هذه الفترة هو تبني رأي ورواية وسردية المقاومة والتوقف عن الشقاق وعن الخلاف.

لا لأن المقاومة معصومة من الخطأ، حماهم الله منه، ولكن لأنهم الأقدر على الرؤية والفهم والتحليل والتصرّف بما تمليه مقدراتهم وظروف الميدان.

السيد استشهد، ومازال يُخبرنا "ماذا يحدث".

يحق لنا أن نفتخر، ليس لأن مقاومتنا تقاتل وتقصف وتصيب، بل لأنها مقاومة تقاتل بنبلٍ وأخلاق. العدو استخدم أخسّ أنواع الغدر لضرب جنودنا بمجزرتي "البيجر" واللاسلكي. أما مقاومتنا، فترفع السيف في وجوههم، وترمي صواريخها ومسيّراتها في عين قببهم وتحت رادارات الغرب. مقاومونا أنبل الفرسان.

القرآن يجري كجري الشمس والقمر في كل زمان ومكان والسنُن تصدح مع جريانه، وبهذه الحقيقة يبرز المنطق القرآني في الاحداث والمشاهد ليخبرنا أنه لا بد من دفع الثمن في هذه الحياة، الفرق ان البعض يدفعه لإعلاء كلمة الحق ونصرة أهله والبعض يدفعه لاعلاء كلمة الباطل ونصرة أهله،، ويعلمنا القرآن

القرآن معلم. سيضحكون مباشرة لانهم لا يفقهون، الفاء تفيد ذلك، لكن الضحك سيكون قليلاً، هل نكذب رب العباد؟ والبكاء، سيأخذ وقته ليستوعبوه، ليس لانهم غافلين فحسب، بل لعظم الحدث نفسه، فكيف لهم ان يدركوا عظم فعل رجال الله، وسيبكون طويلاً لأن اثر المجاهد ممتد لا ينقطع حتى باستشهاده.