وداعًا إلياس خوري..
دخلَ باب الشمس، وغادرنا بينما غزة اليوم في غيتو الصمت والتخاذل.
"ما يستحق أن نموت من أجله، هو ما نريد أن نعيشه".
وهو ما نموتُ من أجله، لأننا طويلًا أردنا أن نعيشه، كما نرغب وكما ينبغي.
وداعًا من غزّة.
الأخبار من #غزة خلال 24 ساعة:
- قصف سيارة مياه في النصيرات
- قصف بائع فلافل في غزّة
- قصف مخبز للنازحين في خانيونس
- غرق الخيم في دير البلح بسبب المطر
نموت ونحنُ نفعل أبسط الأشياء بديهيةً في الحياة. نأكل ونشرب.. ويتحوّل هذا الأمر إلى حدث طبيعي، عادي، يومي، بالنسبة للعالم!
خبر عادي جدًا من #غزة صباح اليوم:
مجزرة جديدة في مُخيم البريج، قصف منزليْن لعائلتي الترتوري وأبو شوقة، أكثر من 20 شهيدًا!
شهادة من زميلي في المكان: قصفوا حزام ناري، في لحظة براميل مُتفجرة وجدناها تنهال علينا.. المنازل المستهدفة فيها عشرات النازحين، وأعداد الشهداء رُبما غير
هكذا تمّ نقل الشُهداء والجرحى في مجزرة #البريج صباح اليوم. لا سيارات إسعاف، لأن الاحتلال يُطلق النار تجاهها كُلّما حاولت التحرّك.
لا زالت أكثر من 50 شخصًا تحت الأنقاض في المكان.
20 شهيدًا تم انتشالهم فقط.. منهم 4 أطفال.
نحملُ مُسمّى "أحياء" ككلمة فقط، لا حقيقة:
- تعيش وقد يسقط صاروخ قُربك، يُفتت لحمك وتموت، أو يُبتر قدمك، في أي لحظة.
- تعيش داخل خيمة، قد تغرق في أي ساعة، نتيجة المطر.
- في أي وقت تنقطع المياه ولا تستطيع توفيرها بسهولة، لتنهار "الحياة الآدمية".
المُهم بالنسبة للعالم "أن تدخل
تخيّل نفسكَ مكان هذا الشخص.
أنا لا أستطيع منعَ نفسي من تخيّل هذا السيناريو، لذلك في كُلّ صباح أصحو وأعرف أنّ الحرب مُستمرّة، وأني داخل خيمتي، كُل لحظة تسقط فيها قذيفة ويحدُث انفجار، لا أستطيع تحمّل قلقي وخوفي على طفلتي.
يبكي هذا الرجل طفله الذي فقده، حتى لا يستطيع أن يصل إلى
خبر عادي آخر من #غزة، امتدادًا لسلسلة الأخبار العاديّة اليوميّة:
قصف مدرسة "ابن الهيثم" التي تضُم النازحين في حي الشجاعيّة. لُقمة مغمسة بالدم، وأطفال نازحين لا مكان لهم، يموتون ببساطة.
سعر الشادر في الأصل: 50 شيكل، سعرُه الآن: 700 شيكل. ماذا يفعل النازح الذي مضى على إقامة خيمته سنة كاملة، اهترئت مع الشتاء الأوّل، ثم من شدّة الحرارة في الصيف، ولا عملَ لديه أو مُعيل؟
هل الحل فقط في أن يعيشوا بمنطقة تُسمى "إنسانية"؟ هل فقط الحياة هي الحل؟
بلينكن بقول إن وقف إطلاق النار حيساعد بعودة النازحين إلى بيوتهم شمال غزّة.
لكن، لا يُوجد بيوت!
إسرائيل دمّرت كُلّ شيء.
الناس تتمنّى فقط العودة لمكانها كي تؤسس خيمةً هُناك.
بدلًا من جحيم الضيق.
الشتاء نعمة، لكنه نقمة على أهل #غزة،
عندما يهدد غرق الخيام وطفح مياه الصرف الصحي، في ظل ظروف منعدمة الإنسانية يعيشها النازحون، ممن يفترشون الرمال والطرقات، بعد حجز قرابة ربع مليون خيمة عند المعابر ومنع الاحتلال دخولها إلى القطاع.
وقّفني بياع في سوق دير البلح- البلد، وحكالي: عارف انتَ بتشبه مين؟ أحمد دراوشة.
أنا: مش هاد تبع التلفزيون العربي؟
البيّاع: أه هو.. خلق الناطق بتشبهه..
أنا: ما هو صاحبي وبعرفه
البيّاع: جد؟ يعني في حكي بينكو..
أنا: أه، قلتلو أهل غزة بحبوك
البياع وهو بضحك ومصدوم: طب احكيله كلنا