معارضة الآراء؛ أسلوب الاذكياء لإطالة الحديث

بعد كل فترة أمر فيها بركود اجتماعي منغلق،تعقبها استفاقة اجتماعيّة حيّة،أحصي عدد الذين أحبهم ويستحقون العنوّة، الي يكون المسير إليهم خفيفًا كأنه الطريق للمنزل،والمرور بهم مألوفًا لو أن العالم حولك غربة؛ أشد فيهم ميثاق الوصال،أعيد الروابط بيننا، وأخلق لقاءات حقيقة يستريح فيها القلب

على شرف الأشياء التي كنا نعتقد اننا سنموت بزوالها، و الان نحيا كأنها لم تكن..كأننا لم نكن نبلغها مبلغها، و نرفعها مكانةً و نعلو بها منزلة. نعيش و نمضي قدمًا، و تمضي في مسارٍ آخر هي، و لا يزال الطريق يحتفظ بخطانا منه، ولا نزال نبصر شمسًا في آخره بأعيننا

الروتين غالب؛ لا جديد يذكر بأيامي؛ ولست مدينًا لأحدٍ بمشاركة أخباري؛ ليس حبًا بالخفاء أو ميلاً للإنطواء؛ لأنّي ببساطة شخص لا يطيل البقاء، لا يجيد اللقاء، وأشري بمالي حقّ إنسحابي.

قاومي ولا تيأسي، فما زال للمشوار بقية؛ لنخطو معًا هذه الدروب الهالكة، بين البراكين الثائرة؛ رغم صعوبة الوصول، ورغم ما يكسوك من عرق؛ ما زلتِ قادرة على أكثر من ذلك.

لاشيء أكثر سحرًا من رغبة أحدهم الحقيقة في تواجدك، رغبة أصيلة ملحّة لحضورك، لدرجة إنك لو تخلفت عن موعدٍ ما، أو أجلته، أو اعتذرت عنه.. تتم جدولته مجددًا حرصًا على تواجدك! لا أعرف شكلًا أكثر اتقانًا للمودة و الوفاء بعد هذا!

هي الحياة رحلة طويلة في درب مجهول الوجهة إليه، حملها أثقل مما تظن أنك ستحمله، لكنك عاجلًا أم آجلًا تتحمله..لا الحمل يصبح خفيفًا لينًا، إنما انتَّ تزداد صلابة و مُتنا

عن الذين لا يطالبونك انفتاحك الكليّ، مع ذلك يفهمونك حين تقول أن جزء ما فيك متعب، لا ينهالون عليك بالاسئلة التي تثقل، إنما يمنحونك تفهمًا يخفف، يرون انطفاءك دون ان تبوح به لانهم يعرفون شكل استضاءتك سابقًا، يكفيك الا تسهب في ذكر الاسباب لانهم ببصيرة المحِب يرون فيك النتيجة

لطالما أيقنتُ بأنني مميز، متفرّد عن البقية، ولا أحد يشبهني؛ هكذا كان فكري منذ نعومة أظفاري، وكان هاجسي منذ ذلك الوقت أن أجد من يشاركني المفاهيم نفسها والحوارات التي أسعى إليها.

مع مرور الوقت، أدركت أن أُنس الإنسان الحقيقي ليس ذلك الذي يأتي من وجود الآخرين من حوله، بل من اتساع إدراكه؛ فكلما اتّسع الإدراك ازدادت الأشياء جمالًا، واتخذ العالم معنى أعمق وأقرب إلى الحياة.

بقدر ما يزيد الوعي جمال الأشياء من حولك، فإنه يحمل في طيّاته جوانب مظلمة يصعب تجاهلها؛ كأن تنتبه لما كان من الأفضل ألّا تراه، وأن تقرأ ما بين السطور، وأن تُبصر هشاشة الأشياء رغم رونقها؛ فكما هو الحال مع ذات النعم، قد تكمن النقم.

إذا نسيت تصوير اللحظة، أعرف انك قطعًا حظيت باستمتاع كليّ لها

أحيانًا نتمسك بالاخرين، لا لحقيقتهم المطلقة، إنما لفكرتنا الداخلية عنهم، للشعور الذي انعكس علينا برفقتهم، لابتكارنا لهم بروعة خاصة، و انبهار كامل، بشيء في دواخلنا انجذب بشكل عصيِّ إليهم، ولم نتمكن من انتزاعه حتى الان

ماكنت أعرف أن الموضوع سيستغرق مني عشرة سنوات متتالية، حتى أصل الى التسامح، و المغفرة، الى التعاطف مع الاذى دونًا عن ارتضاءه، الى بوادر المحبّة بعدها، و بدايات الشوق حينها، إلى أن أقول بلسانٍ كامل صادق " وغفرت للأيام كل خطيئة، وغرفت للدنيا وسامحت البشر"

طالما أن قلبي أكثر انفتاحًا للغفران، معك أعذار؟

الأفكار هائجة، جامحة، لا يمكن إخضاع رياحها العَاتية؛ تتدافع في رأسي بسرعة لا يمكن إيقافها؛ وإن كنت سأنهار، فسأتشبّث بذكرى بسمة تنال محياها كل مرة تراني.

لا أعرف كيف كنّا لنكون، و لا نصمد لنقف بلا لقاءات الأصدقاء والأحبّة❣️

يخطر ببالي بين حينٍ وآخر أن أفضل ما أفعله هو أن أنسى كل ما مضى؛ أن أنزع عن روحي أثقالها التي أرهقتها، وأدفع بها نحو بداية أخرى، كأنني أُبعث من جديد..

يمكن لمشاطرة الأحزان أن تكوّن رابطة بين الاشخاص لا تستطيع تكوينه أي لحظة فرحَة

في صباح داكن يكسوه السحاب؛ أحارب برودة الطقس برشفات من قهوة سوداء، ولحاف دافئ؛ لحظات فاتنة تفيض بالسكينة؛ ديسمبر.. ورائحةُ مطر.