✍️..
سمو الرّوح لا يُشترى..
إنه منحةٌ ربانية يختص بها من يشاء من عباده..
قد لا يراها أقرب الناس إليها..
وربما التمسها أبعد الخلق عنها.
يبعثُ الله من يفقهون سُمُوَّها بدون تكلُّف.
الأرواحُ النقيّة لا تحتاج إلى مقدِّمات لدخول القلوب.
وإن اختفت يبقى بريقها في العين وشذاها في القلب.
قال الأصمعي :
سمعت أعرابياً يتضرّع إلىٰ الله ، بكلمات فقأت عيون البلاغة ، و أيتمت جواهر الحكمة، سمعته يقول:
كفىٰ بي عزاً أنْ أكون لك عبداً ، و كفىٰ بي فخراً أنْ تكون لي ربّاً ، أنت كما أحب فاجعلني كما تُحب.
"فتبَيّنوا" من أعظَم الوصايا الربّانيّة.
كُن مُتأنيّاً، مُترويّاً، مُتعَقِّلاً؛ قبل أيّ خطوة، أو حُكم، ولا تأخذ كل ما يأتيك على محمل الجَدّ دون تمريره على مصفاة التمحيص والنقد، ولا تُطلِق الأحكام أو الأقوال أو الأفعال جزافًا؛ دون تفكير، حتى لا تميل مع كل ريح، أو تغدو إمّعة!