إدراكُ حكمِ أي نازلة شرعية يعتمد على أمرين:
- الأول: تحريرُك للباب الفقهي الذي تتعلق النازلةُ به، تحريرا ناتجا من خلال المتون الفقهية.
- الثاني: التصور الصحيح لصورة النازلة.
وكثير ممن يُخطئ في حكم النوازل، إما لأنه قد أَحكم الأول ولم يُحكم الثاني، أو أَحكم الثاني ولم يُحكم الأول.
إنك ترى بعينك كيف أن الله يحيي الأرض بعد موتها، فتنبت الأرض -بأمره- زرعا مختلف ألوانه بعد أن كانت جُرُزا، وإنَّ مَن هذا شأنه -وشأنه أعظم- لن يُعجزه أن يُبدِّل شِدّتك إلى رخاء، وعسرك إلى يسر، فعليك بالدعاء، ومِن الله الإجابة.
واغتنم يومك الشريف هذا، فإنه حريٌّ أن تُستجاب فيه دعوتك
التوسعة على النفس والأهل في أيام التشريق بالمباحات عمل مشروع، بل إنَّ الشارع قد أذن في اللهو فيها بما يحرم في غيرها عندما أباح فيها ضربَ الدفِّ والاستماع له، كما في الصحيحين: (أن أبا بكر رأى جاريتين تدففان عند النبي ﷺ، فانتهرهما. فقال ﷺ: "دعهما فإنها أيام عيد". وكانت أيام منى).
الطرائق العلمية والمسالك المعرفية الموصوفة بأنها من "تسهيل العلم وتقريبه" غايتها أن تُفضي بالطالب إلى قدر يَصلح أن يكون معه من جملة المبتدئين في العلم، ثم عليه بعد ذلك بالجد والصبر على مشاقِّ العلم إن أراد الظَّفَر بالرسوخ والإمامة فيه، فليس في طُرُقِ الرسوخِ طريقٌ سهلٌ أو قريبٌ.
صح عنه ﷺ وصفُه من لم يطلب العلم الذي جاء به بأنه: (لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل الهدى الذي جئتُ به).
فاحذر أن تكون ممن وصفهم النبي ﷺ بأنه لم يقبل العلمَ الذي جاء به، فتكون بذلك من المُعرضين، وقد حكى الله جزاء المعرضين بقوله: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا). أي: قبره.
لا يستحضر مُتكلِّمٌ في دين الله أنَّه بكلامه هذا يُخْبر عن الله مرادَه؛ إلا هاب هذا المقام، وأحجم عن كثيرٍ من الكلام والقول.
قيل لمالك: هذه مسألة خفيفة. فغضب وقال: (ليس في الدين خفيف).
ورضي الله عن الإمام الحبر ابن مسعود؛ سأله عثمان عن مسألة في الطلاق، فقال: (كيف يفتي منافق!).
لن يبقى معك مما حفظتَ إلا ما فهمتَه وحفظتَه وكررتَه ثم أدمت مراجعتَه، قال الإمام الماوردي: (والعلوم وحشيَّةٌ تنفر بالإرسال، فإذا حفظها بعد الفهم أَنِسَت، وإذا ذكرها بعد الأنس رَسَت. وقال بعض العلماء: "من أكثر المذاكرة بالعلم لم ينس ما علم، واستفاد ما لم يعلم").