ذكر الإمام الآجري في أخلاق حامل القرآن: «إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه ولا بصيرة، كسب هو القليل بفقه وعلم، إن لبس الناس اللَّين الفاخر، لبس هو من الحلال ما يستر عورته، إن وُسِّع عليه وَسَّع، وإن أُمسك عليه أَمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه».
«بحسب العاقل العالم من العلم أن يسمي الأشياء بأسمائها التي سماها الله بها، ومن لم يرض بالله ولا بما سمى به، كان من الضالين، وعلى الله من الكاذبين».
الإمام ابن بطة العكبري.
«اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء»
خير المسألة، لأني فقير جاهل بنفسي وبما يصلحها، ضعيف أمام هواها الذي ربما قادني إلى سؤال ما لا خير لي فيه في دين أو دنيا.
وخير الدعاء، لأني جاهل بك وبصفاتك، وبمفاتيح بركاتك، يجرني الطمع إلى المجاوزة والاعتداء، واليأس إلى الإقلال والتبرم.
من أسباب بركة الدعاء وإجابته: الدعاء لغيرك بخير
قال رسول الله ﷺ: «من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل».
وفي رواية: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل».
لا تنسونا من دعائكم.
من الحيَل التي اتبعتها مؤخرا لتقليل استخدام وسائل التواصل: القراءة في المجلات العلمية وانتقاء الأبحاث والمقالات القصيرة واعتبارها منشورات مثلا، ووجدت لذلك أثرا جيدا؛ فهذه المقالات لم يكتبها أصحابها عفو الخاطر أو ارتجالا لتأثرهم بموقف عابر أو ترند، بل بعد جهد وتفكير ومراجعة.
كلما قرأت دعاء من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وفهمت معناه ظننت أن الخير لا يأتي إلا به، ولا يتعلق الخير إلا بتلك الألفاظ، وما تمنيت إلا أن أسمع الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بصوته، وأن أرى حاله وافتقاره إلى ربه .. أكرم الخلَق يفتقر إلى ربه العزيز، أيُّ بهاء وجلال كهذا!
ما أحسست بركة للعلم وفضلًا له كإحساسي بذلك حين يوفقني الله لبيان أمر من مُحكمات الدين وأصوله العامة لمن حولي، تلك الأمور التي يحتاجها الناس في عامة شؤون حياتهم، بعيدا عن مسائل الجدال واللجاج، وأحسب أن من سعادة العالم بعلمه أن يهيء الله له نشر محكمات الدين وأموره العامة طول حياته.
يعز عليَّ أن أرى طالب علم يريد فهم حقيقة الدنيا، وطبيعة النفس، والسبيل إلى السلامة منهما، ولم يعطِ السلف حقهم في معرفة أقوالهم والنظر في حكمتهم، ثم هو يتهافت على الكتب الحديثة هنا وهناك .. ومن لم ينظر في عقل أئمة السلف لم يدرِ ما الذكاء والفطنة بعد، ولو استغنى بهم لأغنوه.