أمي : تسَحَّرتِي ..؟ _ سمعتُ صوتَ فضل شَاكِر ألا يَكفِي ..!

في وجهِكَ مرحُ الأطفال ،. وعُيونِي لكَ من المُتعَة مَلاهِي ..

أيُجدِي ..؟ إن قشَّرتُ عن ليلكَ حُلكةَ المواجِع .! ومسحتُ عن هدبكَ المُبلَّلِ .. حديثَ جرحٍ فائِض ..! وثقبتُ السَّماء لـ يسقُطَ مِنَ المجرَّة على قلبكَ نجمٌ شارد ..! أيجدِي .. إن قبَّلتُ شفاهِكَ .. أنتزعُ الحُزنَ من فمكَ البارد ..!

للَّه تُتَلى ،. نِداءاتُنا العَجْلى ،. واِبتِهالاتُنَا الخَجْلى ،. ودعَواتُنَا المَلْأَى ..

كانت تتضوَّرُ سَمْعًا أُذني ،. لولا أنَّي اِلتهَمْتُ أحادِيثهُ الشَّهيَّة بـ إنصَاتٍ نَهِم ..

لو أنَّ الحُبَّ يُحسَبُ بـ الرَّمادِ ،. كم لهفَة مُحتَرِقَة يمكِنُ أن تَسُدَّ جوعَ قلبٍ مُتَّقِد ..!

اِرفَعنِي أقتَطِفُ نجمَة ،. ليلُنَا الطويلُ السَّاخِن يبدأُ بِـ تعريَة النُّجوم أولأ ..

في الحُبِّ : لو قرَّرتُ التَّصويبَ عليك ،. حتَّى الرَّصاصَة ستَنْسى كيفَ كانَ طعمُ البَارُود ..

أنا القاربُ الذي مُذ رأى ساحِلكَ ،. لم تُبحِر في بالهِ فِكرةُ الثَّبات ..

أَلْبِسْنِي لُغَةً بِلا أكمَام ،. ألا تُحِبُّ كيفَ تنكَشِفُ المَعانِي على كَتفِي ..!؟

أنتَ لا تُدرِكُ كم تجوَّلتُ داخِلي مِرارًا .. باحِثَةً عنكَ ،. لـ أُطفِئكَ .. لكنَّكَ تعود علَى هيئَةٍ رعشَةٍ في أطرافِ اللُّغَة .. لأنَّني لا أكتُبُ عنكَ .. بل أكتبُ بِكَ ..

أعرِفُكَ مِن نُدبَةٍ تركتُها على قَفصِكَ الصَّدريِّ ،. أظننْتَ أنَّ حُبِّي يُمْكِنُكَ أن تُشفَى مِنه .!؟

أن أُحِبَّكَ أيّ أَنْ أقومَ بـ خيانةٍ نبيلةٍ للمَنطِق ،. أن أضعَ عَقلِي في كفِّ قلبِي ،. وأرضى أن يُلقى فيما يُشبِهُ الفجوَة ،. التي تسحبُني إلى الداخِل ،. كأنَّكَ نداءٌ بدائيٌّ كنتُ أعرفه دائِمَا قبل أن يُخلقَ للحُبِّ صَوت ..

حينَ يُقَبِّلُني ،. ينفثُ هواءَهُ في ثُقوبِ رِئَتيَّ ،. كأنَّني ناي وهو لهفةٌ غامِضَة في أنفَاسِ الرِّيح ..

الحُبُّ أن أختَنِق ،. فـ تفتَح نافِذةً في حنجَرتكَ كي أتنفَّس ..

تَمضي كأنَّ اللَّيلَ يَسقُطُ طَيفُهُ ،. والكُحلُ نارٌ في الدُجى تَتَوَقَّدُ ،. يا رَبَّ رِمش قد جُرِحتُ بِظِلِّهِ ،. وأنا الَّذي مِن حُسنِها أتَدفَّق ،. يا جَفنَها المَسحورِ إنِّي راكِعٌ ،. بالسُّهدِ تَجتَمِعُ السُّيوفُ وتُغمَدُ ..´ ❥ `

أنا لا أكتب حين تتعطَّلُ عند عينيَّ كلُّ اللُّغات ،. أنا أُمسِكُ الطرفَ المُوجِع من اللَّيل ،. وأطبَعُ بـ جَفني المُبلَّل أحاديثَ طوِيلَة من التَّأوُّهاتِ ،. علَّ الحرفَ النَّائِمَ يستَيقِظ ..

تموَّج نَحوِي ،. شَاطِئِي مُذ بلَّلتَني إعتادَ الغرَق ..

الصَّباح .. صبَّحنا علَى بعَض ،. وإنشغَل كُل واحِد فينا بـ شغلُه ،. قلبي الآن بعد كَم ساعَة : 👇🏻🎶..

لم أكتبهُ لكنَّ الورقَ كان يرتَجِف ،. والحُروفَ كانت تَخلَعُ أصواتهَا ،. كأنَّ بيننا لُغة لا تحتاجُ لِـ فَم ،. وضعتهُ بين قوسَينِ من الشكّْ ،. وألقيتُ بـ النَّصِّ إلى عُمقِ الصَّمتِ ،. فـ هدأَ كلُّ شيءٍ ،. عدَا قلبي ،. دائِمًا يبدأُ حِينَ أكفُّ عن الكِتَابة ..