قال ﷺ: "بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان : لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه" يتعجب نبينا ﷺ من كلماتٍ يسيرة، سهلة في النطق، ولكن شأنها عظيم في ثقل الموازين. فلنطلق بها ألسنتَنا، ولنُكثر منها ونذكِّر بها غيرَنا.

"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة؛ كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك". خمسة كنوز اغتنموها!

بعد أذان المغرب وحين تبتل العروق ويذهب الظمأ ويحل الريُّ والشَّبع، يتساوى مَن صام يومه ومَن هو مفطر. ولكن الفرق بينهما كبير، والبون شاسع في الأجور والعطايا والقُرب من الله. فإنما الحال توفيقٌ وحرمانٌ نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممَّن يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال: "الصيامُ جُنَّة، وحِصنٌ حَصينٌ من النار". حديث صحيح. الصوم مدرسة تربوية تزكِّي النفْس، وتقوِّم السلوك وترتقي بالعبد في درجات التقوى. وهو حِصنٌ مَنيع، ووقايةٌ متينة من المهالك في الدنيا والآخرة، يُقرِّبك إلى الله فتفوز بجنته ورضاه.

خسارة كبرى ... أن تنقضي الساعات ولم نغرس غرسًا في أفضل بقعة بكلمات سهلة يسيرة ويحبهاالله ويعطي عليها عظيم الأجور فلنتذكر ولنجاهد ليسهل الغرس.. هاكم غراس الجنة(سبحان الله والحمدلله ولاإله إلاالله والله أكبر) اللهمّ أعِناووفقنا.

من السنن الفعلية:نفض الفراش يقول عليه السلام:( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه فإنه لايعلم ماخلفه بعده) رواه البخاري عناية ورعاية وحرص في جميع أحوالنا كما وصفه سبحانه... (حَرِيصٌ عَلَيْكُم )

﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا ﴾ وهو هذا القرآن الكريم، سماه روحا، لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين ، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير اللهمّ أحيي قلوبنا بالقرآن ، وارزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا..

من دعاءِ رسولِ اللهِ صلى اللَّه عليه وسلمَ: اللَّهم إنِّي أَعوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعمَتِكَ، وَتَحَول عَافِيَتك، وَفُجَاءَة نِقمتِك، وجَمِيعِ سخطك. كم من نعم ظاهرة وباطنة نتقلب فيها ولانستشعر قيمتها أو نقدّر قدرها فلنشكر المتفضل بها للمحافظة عليها والزيادة منها ولنحصنها بأدعيتها.

من قرأ آية الكرسي حين يأوي إلى فراشه لايزال عليه من الله حافظ ولايقربه شيطان حتى يصبح. حماية وعناية ربانية بقراءة أعظم آية قرآنية ! علموها أبناءكم ومن تحت أيديكم ، ليشبوا و يعتادوا عليها..

يقول النبي ﷺ: "أُحُد جبلٌ يُحبّنا ونُحِبه" أحبّه ﷺ حتى الجبل الأصمّ. ألسنا الأَولى بهذا الشعور الطيب الصادق؟ ولن يكون إلا بمعرفة سيرته ﷺ معرفةً تدلنا على الاقتداء به، والإكثار من الصلاة عليه ﷺ. نسأل الله الإعانة على تطبيق سنته واتباع هديه وأن يرزقنا شفاعته في جنات النعيم.

في ساعة الجمعة الثمينة وأوقات الإجابة لا ننسى أمرًا مهمًا هو: الدعاء لبلدنا الحبيب الغالي أن يحفظه الله بالأمن والأمان والإيمان، وأن يزيد نعَمه ظاهرة وباطنة. ولولاة أمرنا الأوفياء أن يديمهم الله عزًّا للإسلام والمسلمين، وأن يحفظهم بعنايته ويكلأهم برعايته، ويرزقهم الهدى والسداد.

من دعائهﷺ: "رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولاتمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي. رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطيعا إليك مخبتا إليك أواها منيبا. رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي واهد قلبي وسدد لساني وثبت حجتي واسلل سخيمة قلبي"

ربّ إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾. بعد أن أحسن موسى عليه السلام إلى الناس، دعا ربّه يشكو حاله، مفتقرًا متذللا؛ ففتح عليه من كل خير: دقيق وجليل وخاص وعام وقليل وكثير، من أمن ووظيفة وزوجة، ثم أعطاه نعمة الرسالة أعظم من ذلك كله. أظهر فقرك لله مهما ترادفت عليك النعم؛ تزدد خيرا.

من جوامع الدعاء قوله سبحانه على لسان نوح عليه السلام : رب اغفِر لِي وَلِوَالِدي وَلِمَن دَخلَ بَيتيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمؤمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظالمينَ إِلَّا تبَارا ادعُ لنفسك، ولوالديك، ولكل مؤمن ومؤمنة من لدن آدم إلى قيام الساعة..

-"ينزلُ الله كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ، فيقولُ: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه،من يستغفرُني فأغفرُ له" رواه البخاري فرصة ثمينة لايفرط فيها عاقل! فرصة لإجابة الدعوات. فرصة لفيض من العطايا والهبات فرصة فرصة لمحو الذنوب والخطيئات. فلنغتنم!

يقول النبيُّ ﷺ: "لخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك". إذا كان الخلوفُ -وهو رائحةُ فم الصائم- أطيبُ عند الله وأرفع من المسك، فما منزلةُ عبادةِ الصيامِ نفسِها؟ فلننضمّ إلى رَكْب الصائمين يا موفّق. #صيام_الاثنين #صيام_الخميس #صيام_الأيام_البيض

قال أبو بكر الصديق لرسول الله ﷺ: علمني دعاء أدعو به في صلاتي. قال:"قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا،ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك،وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم". لا ندري أنعجب من سؤال الصديق أم من إجابة محمد ﷺ. فإذا كان أبو بكر قد ظلم نفسه، فما نحن قائلون !

قال ﷺ: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده؛ حتى تخرج من تحت أظفاره" صحيح مسلم لتذوق هذه العبادة العظيمة عند الوقوف بين يدي الله تعالى؛ علينا أن نحسن الوضوء ونتمه كاملا دون خلل أو تقصير؛ مستشعرين كرم العطايا بخروج الخطايا، حتى من أخفى الأماكن وأدقها ألا وهو من تحت الأظفار.

لو لم يكن للسواك فضلٌ كبير، لما قال الحبيب ﷺ: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". اغنموا الطُّهر والأجر.

جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه يقول: "اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك" (الحرز): الحفظ والصون (جوارك) أي: المجاورة أو القرب (تحت كنفك) أي: في حمايتك ورعايتك وسترك حصنوا أنفسكم وذرياتكم من شياطين الإنس والجن.