الكهنة والمنجمون والعرافون وأشباههم يدّعون علم الغيب تارة من طريق الشياطين مسترق السمع،وتارة من طريق التنجيم،وتارة من طريق التخرّص والشعوذة ويفعلون أشياء يشعوذون بها ولا حقيقة لها ومن صدّقهم فقد كذّب قوله تعالى:(وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لا يعْلَمُها إِلّّا هوَ)) [الأنعام:59]

تركوا العلماء الربانيين واتبعوا شيوخا ضالين مضلين فاستحوذ عليهم الشيطان حتى وقفوا عند القبور متذللين متضرعين خاشعين سائلين الأموات حاجاتهم من شفاء مريض،أو ولد، وغير ذلك مما لايقدر عليه إلا الله فوقعوا في الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام لأن الدعاء عبادة لايجوز أن تصرف إلا لله.

أيها الحاج الكريم:إن من التحدث بنعم الله تعالى الإشادة باهتمام هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها بالتوحيد الخالص لله تعالى، ومحاربة البدع والضلالات.. وها أنتَ قد رأيت بأم عينك قيامها بأعظم مأمور هو توحيد الله تعالى،وأعظم منهي وهو الشرك بالله تعالى.

التمسّح بمقام إبراهيم أو تقبليه كل هذا لا أصل له ولا يجوز فعله؛لأنه من البدع التي أحدثها الناس.

صارت البدع كأنها مشروعة حتى إن الحاج ليرى أن حجه ناقص إذا لم يفعل هذا ولا بد من توعية هؤلاء الحجاج من بلادهم .

القيام بالمسيرات والمظاهرات في موسم الحج في مكة المكرمة أو غيرها لإعلان البراءة من المشركين، فذلك بدعة لا أصل لها ويترتب عليه فساد كبير وشر عظيم، فالواجب على كل من كان يفعله تركه، والواجب على الدولة وفقها الله منعه؛ لكونه بدعة لا أساس لها في الشرع المطهر.( ابن باز)

الصعود إلى غار حراء ليس من شعائر الحج،ولا من سنن الإسلام،بل إنه بدعة، وذريعة من ذرائع الشرك بالله، وعليه ينبغي أن يمنع الناس من الصعود له،ولا يوضع له درج ولا يسهل الصعود له؛عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق على صحته.(اللجنة الدائمة)

ما يفعله بعض الزوار وغيرهم من تحري الدعاء عند قبرهﷺ مستقبلاً للقبر رافعاً يديه يدعو،كله خلاف ما عليه السلف الصالح من أصحاب رسول الله وأتباعهم بإحسان،بل هو من البدع المحدثات،وقد قال النبي ﷺ:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ..

المساجد بالمدينة حالياً فكلها حادثة ما عدا مسجد النبي ﷺ ومسجد قباء وليس لهذه المساجد غير المسجدين المذكورين خصوصية من صلاة أو دعاء أو غيرهما بل هي كسائر المساجد من أدركته الصلاة فيها صلّى مع أهلها، أما قصدها للصلاة فيها والدعاء والقراءة لاعتقاده خصوصية فيها بدعةٌ يجب إنكارها.

جلوس الحجاج في بيوتهم بعد الحج لاستقبال الناس والدعاء بدعة، ومن ادّعى أنه سنّة فقد أخطأ. وأما جلوسهم في بيوتهم لأجل هذا وتخلفهم عن أداء الصلاة في الجماعة في المسجد فلا يجوز، إلا لعذر شرعي، فهم آثمون في تخلفهم .

التمائم هي التعاليق التي تُعلّق،على الرقبة أو في اليد أو في القدم أو في أي مكان،وتكون شركاً أصغر أو شركاً أكبر بحسب ما يكون بقلب صاحبها،فإن اعتقد أن هذه التميمة تنفع وتضر من دون الله سبحانه وتعالى،أو مع الله فهذا شرك أكبر مخرج من الملة، وإن اعتبرها سبباً من الأسباب فهذا شرك أصغر.

مقتل الحسين - رضي الله عنه وبيان ضلال الطوائف بسبب ذلك:

المنَجِّمون الذين يعتقدون في النجوم،أنها تتصرف في هذا الكون،وتجلب الخير والشر،والمضار والمنافع،كذبوا على الله.وتعلّم علم التنجيم لمعرفة الحوادث،ودعوى علم الغيب هو من الشرك الأكبر؛ لأنه ادعاء علم الغيب والله عز وجل يقول:(قُل لا يَعلَمُ مَن في السّماواتِ والأرضِ الغيبَ إِلَّا الله)

من يدعو القبور والأولياء ويستغيث بهم عند الشدائد من دون الله تعالى، وقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة، قال الله تعالى:((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )) .سورة الجن 18

الدعاء هو العبادة ومن صرَفَه لغير الله فقد عَبَدَ غير الله وأشرك مع الله، روى أبو داود وصححه الألباني عن النعمان بن بَشِيرٍ عن النبي صلّى اللَّهُ عليه وسلّم قال: "الدعاء هو العبادةُ" ثم قرأ قوله تعالى:((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )).سورة غافر 60.

من صور الشرك المنتشرة بين المسلمين اعتقاد أن غير الله بيده الضر أو النفع والله عز وجل يقول: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ .سورةالأنعام17

من صور الشرك الأصغر:الحلف بغير الله، ومثل قوله:ما شاء الله وشئت،بأن تعطف مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق بالواو؛لأن (الواو) تقتضي التشريك.والصواب أن تقول:ما شاء الله ثم شئت؛لأن (ثم) تقتضي الترتيب،وكذا لولا الله وأنت،وما أشبه ذلك كله من الشرك في الألفاظ.

مَن عمل العبادة لكنّه قَصَد بها طمعًا من مطامع الدنيا، حبط عمله؛ لأن قصد الدنيا بالعمل رياء والرياء مُحبطٌ للعمل قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) فُسئل عنه فقال: الرياء. [رواه الإمام أحمد في مسنده.