المجازر التي ترتكب في غزة، وأهلها الذين يموتون جوعًا الآن...نعم الآن...تم نسيانهم، وصاروا في ذيل الأخبار.
صدر الأخبار وأذهان الناس صار في مجازر سوريا واحتلال العدو لجنوبها.
يا فرحة الصهاينة بالأمة الخائبة.
ذلك ليس لقوتهم، بل بسبب تشرذم الأمة وتنازع أبنائها وغبائهم.
إثارة العصبية القبلية لتصفية الحساب مع الدروز، إنما هو تضييع للبوصلة، وتقديم الناس على منحر البطش الصهيوني، بلا طائل.
ادخروا قوتكم وعصبيتكم للتخلص من الكيان الصهيوني، وتحرير الأرض المحتلة، وليس لتفريغ الغضب بقفزة إلى المجهول.
لا يستخفنكم الشيطان الذي يستفزكم بصوته إلى العصبية.
من الحيل الدفاعية اللاشعورية عند فرويد، حيلة الإزاحة، وتعني أن يكون لديك انفعال تجاه شخص، كالغضب منه، وتعلم أنك لا تستطيع مواجهته، فتقوم بإزاحة هذا الانفعال إلى جهة تستطيع تنفيس غضبك عليها.
قديما عبروا عنها عندنا هكذا "أبوي ما يقدر إلا على أمي".
وهي حيلة تنتقص من مروءة الرجل.
المنصات الأخبارية في النت حملتنا اليوم مسئوليات أخلاقية وشرعية تفوق طاقتنا.
في السابق، إذا وقعت فاجعة لم يدر بها الناس إلا بعد مرور ردح من الزمن.
الآن نحن نعلم أن أهل غزة يموتون جوعًا، ونحن نموت معهم لوعة وكمدًا.
يا رب ألهمنا ما العمل؟!
اللهم إنا نشكو إليك شدة الفتن بنا.
إبادة أهل غزة بالموت جوعًا، جريمة بشعة لن يغفرها العالم للصهاينة، ولن تغفرها الشعوب لأصحاب القرار، ولن تغفرها الأمم للغرب، ولن تغفرها سنن الله التي ستعاقب كل متخاذل.
ألا يستحون؟ صدعوا رؤوسنا بحقوق الإنسان عقودًا طويلة، وها هم أطفال ونساء غزة الشرفاء يموتون جوعًا وهم يتفرجون.
ألا لعنة الله على أي حضارة أو ثقافة أو دين أو مذهب أو فلسفة أو مدرسة فكرية تقبل بقتل أكثر من مليوني بريء جوعًا.
أحداث غزة لم تبق عذرًا لأحد للقبول بهذه الإبادة الجماعية الموثقة بالصوت والصورة لأول مرة بتاريخ البشرية.
وقادة العالم "المتحضر" يتفرجون ويلعبون!
بالنسبة لي، الإمام علي (ع) روحي فداه هو العدسات التي من خلالها أرى الله عز وجل وأرى نبيه (ص) وأنظر إلى الحياة بأسرها وإلى نفسي لأعرف قدرها.
أحاول أن أرى ذلك بعيون علي.
شبه الأعمى ماذا تمثل له العدسات الصحيحة؟ تمثل له النور والفرقان.
"يا علي...لا عذَّبَ اللهُ فؤادًا أنتَ فيه".
فرق بين من يزور الإمام الحسين(ع) ويخدم زواره تواضعًا وتربية لنفسه حتى لا تطغى، وذاك العاشق الذي يشعر بأنه يتشرف بالزيارة والخدمة.
إنه شرف والله وليس تواضعًا، فمن هي هذه النفس الأمارة بالسوء أصلًا لتتواضع؟
النفس الطاغية لا تستحق الاحترام، ما يستحق الاحترام هو فطرة عشق الصالحين.
صدر من العتبة الحسينية المقدسة:
١. شرح خطبة فاطمة الزهراء (ع)/الطبعة الأولى.
٢. أحداث واقعة كربلاء ومقتل الإمام الحسين (ع)/الطبعة الثانية.
الطبعة الثانية للكتاب الثاني أفضل من الأولى من حيث اختيار حروف الطباعة وهندسة الكتاب والتجليد.
بانتظار وصول الكتابين إن شاء الله.
ينبغي عدم الخلط بين الحياء والخجل.
الحياء فضيلة أخلاقية (علم أخلاق).
الخجل مشكلة نفسية (علم نفس).
الحياء هو التحرج من قول أو فعل ما لا يليق بالفضيلة والمروءة.
الخجل هو الخوف دون موجب من تقييم الآخرين.
تحرر من الخجل، ولا تنزع لباس الحياء فإنه لباس التقوى.
قد كان بعدَكَ أنباءٌ وهنبثةٌ
لو كنْتَ شاهِدَها لم تكثُر الخُطَبُ
إنا فقدناكَ فقدَ الأرضِ وابِلَها
وإختلَّ قومُكَ فإشهدْهُم فقد نكبوا
فليْتَ قبْلَكَ كان الموْتُ صادَفَنا
لمَّا مضيْتَ وحالَتْ دونَكَ الحُجُبُ
فسوف نًبْكيكَ ما عِشْنا
ومابقيَتْ من العُيونِ بتهْمالٍ لها سكَبُ
إلهي لماذا تكون البدايات أنقي وأطهر، ثم تتلوث النفوس والمشاريع بالتدريج؟
لماذا الأنهار تنحدر من الجبال نقية صافية، ثم تزداد تلوثًا كلما مضت في طريقها؟
يا رب اجعل نهاياتنا أنقى وأطهر وأصفى من بداياتنا.
خذ بيدنا فنحن فقراء إليك.
من العدل والمروءة إنصاف المظلوم والانتصار له.
لكن من السفاهة أن تجعل من المظلوم أيقونة للطهر والبطولة والعبقرية لمجرد أنه مظلوم، كتعويض نفسي واجتماعي عن مظلوميته ما لم يكن متصفًا فعلًا بهذه الصفات.
تحويل المظلوم، أي مظلوم، لأيقونة وأسوة هو بتقديري تضليل وسفاهة وليس انتصارًا له.