اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد وعاملنا بعفوك وإحسانك لا بعدلك وميزانك إنك أنت الغفور الرحيم

العلم الحقيقي هو الذي يقربك من الله جل وعلا، ليس الشأن في طلب العلم أن يرفعك درجة في الدنيا، أو الحصول على الشهادات، أو الترقي في المناصب فكل هذه أمور زائلة، إنما الغرض من العلم أن يوصلك إلى الله، والتعرف على ما يحبه ويرضاه. وما له من الكمالات، ولا يمكن ذلك إلا بصلاح القلب

في معاملات الناس يشعر الإنسان بالسعادة عندما يكون قريبا ممن يحبهم ويحبونه، فما بالكم بالقرب من الله جل وعلا!! القرب من الله سعادة، القرب من الله نجاة، القرب من الله سرور، القرب من الله راحة تغنينا عن كل شيء، القرب من الله خير في الدنيا والآخرة. اللهم ارزقنا عملا يقربنا إليك.

أفضل الدعاء أن تسأل الله تعالى الإعانة على الطاعة. قال معاذ بن جبل رضي الله عنه أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : (( إني لأحبك يا معاذ)) فقلت وأنا أحبك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( فلا تدع أن تقول في كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)).

الدعاء مفتاح كل خير إذا اقترن بالرغبة والرهبة والخشوع. والمقصود بالرغبة فيما عند الله من الثواب والطاعة وما يسعونه إليه ويطلبونه. والرهبة من عذاب الله ومعصيته وأن يدفع عنهم كل شر. والخشوع هو التواضع لله سبحانه وبحمده. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

لا إله إلا الله هي كلمة النجاة، بها الفوز في الدنيا والآخرة، من قالها مخلصا من قلبه نجا من النار وفاز بالجنة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)). جعلنا الله وإياكم من أهلها

إذا تخلى الله عنه العبد تمكن منه الشيطان، فتجده يتخبط في مواقعة الذنوب واقتراف السيئات ، وهذا دليل على أن الله تخلى عن العبد، فلو كنت عند الله على منزلة يكرمك بها لعصمك ولمنعك وما تركك تقترف السيئات وتتخبط في الذنوب دون الرجوع إليه بالتوبة وسؤال الله العصمة والسداد.

شكر الله على النعم التي أنعم بها على العبد، يكون بالقلب إقراراً، وباللسان ذكراً وثناءا، وبالجوارح طاعة وانقياداً. فبالشكر تدوم النعم الموجودة، وتستجلب النعم المفقودة. الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة.

قال الشيخ يحيى الصرصري رحمه الله إذا انقطعت أطماع عبد عن الورى * تعلق بالرب الكريم رجاؤه فأصبح حرًا عزةً وقناعةً * على وجهه أنواره وضياؤه وإن عَلُقت بالخلق أطماع نفسه * تباعد ما يرجو وطال عناؤه فلا ترج إلا الله للخَطْب وحده * ولو صح في خِلّ الصفاء صفاؤه. الآداب الشرعية (٤ /٢٥٨)

عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها » وعن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال « إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ». أي ما لم تبلغ الروح إلى الحلقوم يعني ما لم يتيقن بالموت.

عن الحسن البصري رحمه الله قال: (( اكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة))

لم يكن لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقت معين ينام فيه، فكان ينعس وهو قاعد. فقيل له يا أمير المؤمنين: ألا تنام ؟ فقال : " كيف أنام! إن نمتُ بالنهار ضيعت أمور المسلمين، وإن نمت بالليل ضيعت حظي من الله عز وجل".

الخسارة ليست في مصيبة تصيبك، ولا في خير يفوتك، ولكن الخسارة الحقيقية أن تكون الجنة عرضها السموات والأرض وليس لك فيها مكان اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل

مما ينبغي الحرص عليه في هذه الأيام المباركة تحري ليلة القدر

عن بريدة الأسلمي عن النبي قال(بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) فيه فضيلة المشي إلى المساجد في الظلم سواء في أول الليل كصلاة العشاء أو في آخره كصلاة الفجر. قال إبراهيم النخعي:كانوا يرون أن المشي إلى الصلاة فِي الليلة الظلماء موجبة يعني توجب لصاحبها الجنة

قال الجنيد لرجل :" جماع الخير كله في ثلاثة أشياء: إن لم تمضي نهارك بما هو لك، فلا تمضه بما هو عليك. وإن لم تصحب الأخيار فلا تصحب الأشرار. وإن لم تنفق مالك فيما لله فيه رضا، فلا تنفقه فيما لله فيه سخط".

اعلموا أن الموت آتٍ لا محالة، فلا دافع له و لا محيص عنه, وأن الجزع لا يجدي نفعاً، وأن البكاء لا يرد هالكاً , فعليكم بالصبر الجميل، والرضا بقضاء السميع العليم، واحتسبوا كل عزيز لديكم عند الله عز وجل ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة.

قال الله تعالى :{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }. في هذه الآية وعيد لكل ظالم أنهم سيعلمون يوم القيامة أي مصير يصيرون وأي مرجع يرجعون ، لأن مصيرهم إلى النار، وهو أقبح مصير، ومرجعهم إلى العذاب وهو شر مرجع . حفظنا الله وإياكم من كل سوء وشر.

في "صحيح مسلم" عن عبد الله بن عمر قال: كان من دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ».

عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه : أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به؟ قال :" لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله". فلا يضيع وقتك وأنت لم تزدد فيه عملا صالحا.