حظر الملاحة إلى #حيفا يعني شيئاً واحداً: القدرة اليمنية على تطويق "إسرائيل" بحرياً من خارج حدودها… وكسر الاحتكار الصهيوني لمضيق باب المندب والجبهة البحرية.

توسيع دائرة الحظر من "أم الرشراش" إلى "حيفا" هو ارتقاء في سلم الردع… وتحويل البحر المتوسط نفسه إلى ساحة معركة رديفة لباب المندب، تشتعل من قرار يمني لا يستهان به.

لم تعد معادلة الردع اليمنية محصورة في جغرافيا "جنوب البحر الأحمر"..! بل تخطتها إلى عمق المتوسط، حيث تتحرك سفن العدو بين قبرص وحيفا تحت ظلال الصواريخ والمسيرات اليمنية.

البيان اليمني تضمن إشارات بالغة العمق: ربطت كل الإجراءات العسكرية بوقف العدوان على #غزة… ما يعني أن #اليمن يتصرف كدولة مظلة للمقاومة، ويمنح نفسه حق تعطيل المصالح الحيوية للعدو بالوكالة عن #فلسطين.

القرار اليمني جاء بعد التحقق من نجاح الحظر على أم الرشراش… وهذه ليست مجازفة، بل تقدم مدروس في استراتيجية الخنق البحري، بأدوات متدرجة، تصاعدية، ومنهجية..

من قصف السفن الإسرائيلية.. إلى فرض الحظر الجوي.. ثم فرض الحظر البحري… تتشكل معالم استراتيجية يمنية متكاملة تسمى: "الرد الممنهج الطويل النفس، الذي لا يكرر ذاته، بل يرتقي في مستوى الألم".

الهجوم على مطار بن غوريون، ثم تعطيل رحلات عشرات شركات الطيران، ثم حظر البحر من وإلى حيفا…معركة على خطوط الإمداد الجوية والبحرية، تعني عملياً: ضرب العمود الفقري للاقتصاد الإسرائيلي من صنعاء.

فرض الحصار الجوي لم يكن نقطة نهاية… بل مقدمة لفرض الحصار البحري…! والذي لن يكون نهاية أيضاً، بل مفتتحاً لمرحلة جديدة: منع الطاقة.. وقطع الإمداد الغذائي.. واستهداف السفن "المحايدة" المتورطة.

الردع الذي تحدث عنه الشهيد القائد، لم يكن تقليدياً ولا سطحياً… بل يقوم على: "تربية النفس على الثقة بالله، والتحرك المستقل، والضرب حيث لا يتوقع العدو، والرد حيث لا يريد" وهذا ما تفعله صنعاء بدقة مذهلة.

نحن لا نعيش لحظة رد فعل… بل لحظة قيادة جديدة للصراع من قلب الإيمان.. من قلب الجبال.. من قلب الحصار.. من قلب الأنين العربي.. نشأ أقوى جيش عرف كيف يفكك “أسطورة إسرائيل”

#اليمن لا يراهن على العدد ولا على العدة…! بل يراهن على وعد الله: "ولينصرنّ الله من ينصره".. فكل صاروخ لا يطلق إلا ببصيرة… وكل مسيرة لا تحلق إلا بوعي قرآني أن: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.

حين قصفت القوات المسلحة مطار اللد… لم تكن تستعرض العضلات، بل كانت تترجم موقفاً إيمانياً صادقاً.. يوقن بأن العدوان على #غزة لا يرد إلا بضرب الرأس الصهيوني لا ببيانات التنديد، والقمم الفارغة..

اليمن اليوم لا ينتظر من الجيوش العربية شيئاً… هو فقط ينفذ ما قرأه في قوله تعالى: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} ومن هذا اليقين… تولدت استراتيجية أممية تفكك جبروت أمريكا و"إسرائيل".