نشاهد كثيرًا من الناس ينتقدون بعض الحكام من دول غير دولهم بسبب أمور تنطبق على حكام دولهم بل قد تكون أشد ولكنهم يسكتون عنها، ثم لا يتركون مساحةً لإعذارهم في ذلك فيبادرون لمدح حكام دولهم والدفاع عنهم إذا انتُقدوا.
(أَكُفَّارُكُم خيرٌ مِّن أولٰئكم أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ في الزُّبُر)
كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلّم هما المرجع والحكم في أمور حياة المسلمين كافّة، وبمعاييرهما يتحدد الصواب والخطأ، فإن صوّبا شيئًا فهو الصواب وإن بدا خلاف ذلك وفقًا لمعايير أهل الأرض جميعًا.
قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}
مما يغيظ في خضم هذه الأحداث إصرار بعض المتصدرين من "العلماء" على دعوة الجيوش العربية إلى التحرك من أجل غزة، ومن يفعل ذلك إما جاهل أو منافق أو مدلّس جبان، ألم يظهر بعد أنّ هذه الجيوش هي المشكلة؟ وأنّ دعوة الناس لحربها وإسقاط الحكام العملاء هي الخطوة الأولى في الإتجاه الصحيح؟
لم يخلق الله الإنسان في هذا الكون سدى، إنما خلقه لغاية عظيمة، قال الله تعالى:
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
وإنّ من صميم ما يعبد الإنسان الله به أن يكون مستخلفًا لإقامة الدين في الأرض، فمسؤولية الإنسان ليست فردية، قال سبحانه:
وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة
إنّ من صميم ما يعبد الإنسان الله به أن يكون مستخلفًا في الأرض، فمسؤولية الإنسان ليست عن نفسه فحسب، إنما عليه العمل من أجل إقامة الدين في هذه الأرض، قال الله تعالى:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
قصّرنا في الدعوة إلى الحجاب فكانت النتيجة أن نشطت الدعوة ضدّه، وهكذا في سائر أمور الدين، تقصير المؤمنين في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر يُجَرّءُ الفاسقين على الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.