أتى الصباحُ فارغاً من صوتك،
كفنجانٍ نسيَ طعم السكر،
وغيمةٍ تاهت عن سمائها.
هل لازلتَ على الوعد؟
أم كنتَ وهماً
أقام في صدري ليلةً،
ثم رحل مثل طيفٍ يُخفيه الفجر؟
أبحث عنك في تجاعيد الضوء،
في رائحة البنّ،
في ارتجافة الموج على نافذتي،
ولا أجد سوى صدى يردّد:
"الحلمُ هو من صدّقك، لا
أحببتك… كما تحبُ الغيومُ ظِلّها
وكما يحنُّ الرمادُ إلى جمرته القديمة.
لم أدرِ أن الحنينَ قد يشيخُ في صدري،
ولا أن القلبَ يمكن أن يُصابَ بالعمى من فرط التذكّر.
كنتَ تسكنني مثل نبوءةٍ ناقصة،
كقصيدةٍ لم تكتمل بعد،
كصوتِ بحرٍ انكسر في صدفةٍ وحيدة.
الآن،
تسير الأيامُ بي على أطرافها
وأنا…
أمدُّ قلبي قبل ذراعيَّ نحوك،
أخاف أن يعود الجسدُ ولا يعود الأثر،
أن تأتي إليَّ وتبقى الريح بيننا،
أن تلمسني عيناك ولا أراك.
كم حلمتُ أن أضمَّ غيابك،
أن أوقظ من بين أصابعك فجرًا يشبهنا،
لكنني، كلما ناديتك،
انهارَ الضوءُ في صدري
وتكسّرَ صوتي على صخرة الشوق.
..
#سديم
لماذا ؟!!!
هل هانت عليك مشاعري
وألمي ،،
وحرقة قلبي 💔
أما سمعتَ أنين روحي حين نادتك؟
أما رأيتَ كيف انكسرت ابتسامتي على باب غيابك؟
كنتَ دفئي في ليل الوحشة
فكيف صرتَ صقيع أيامي؟
أنا التي وهبتك نبضي
فهل جزاؤها أن تسكن صمتها،
وتتركها تفتش في الرماد
عن ظلٍّ يشبهك؟
..
#سديم_الروح
لماذا تركتَ مواسمي عطشى،
تسقي الغيابَ ولا تلتفتُ إلى دموعي؟
أما كنتَ تسمع صمتَ الندى وهو يختنقُ على شفاهي؟
ها أنا،
أجمع بقايا ضحك منسيٍّ،
وأرتقُ جرحَ المساء بخيطٍ من الانتظار،
أنتظرك…
كما تنتظر الأرضُ مطرًا لا يأتي،
وكما ينتظر البحرُ مركبًا غرقَ في عينيه.
لماذا؟
هل كنتَ ضيفًا
#تركتني_نصف_ميت ـه
تتلعثم أنفاسي بين الحلم والرماد،
وكأن قلبي وطنٌ مهجور
تسكنه خطاك، وتغادره في المساء.
كنتَ نبيَّ الدهشة في روحي،
تسقي عطشي بنورك،
ثم تمضي،
فتنطفئ شموسي على حافة يديك.
هل تدري؟
إن غيابك لا يشبه الغياب،
إنه انكسار الزمن في صدري،
واختناق الأزهار في رئتي.
تركتني
#تركتني_نصف_ميت ــه
على حافة الضوء،
أتأرجح بين بقاياك وبيني،
كأن الليلَ انكسر في صدري،
وكأن الوقتَ تآمرَ مع الغياب.
كنتَ تشبه المطر حين وعد،
وحين جاء…
أغرقَني عطشًا.
ما عدتُ أعرف أين تنتهي يداي،
وأين يبدأ ظلك،
كل الأشياء فقدت ألوانها،
حتى المرآة صارت ترتجف
حين تلمح ملامحك في
بين الأصابع حكايةُ ضوء،
تختبئُ فيها حمامةُ روح،
وفي الريشةِ أنفاسُ حلمٍ
يحاول أن يرسمَ الصمت.
كل انحناءةٍ من اليدِ
تكتبُ وجعًا جميلاً،
كأن القلبَ يلوّن ما لا يُقال،
ويزرعُ بياضه في عيونِ السماء.
هنا،
الكلمةُ تُولد من رفيفِ جناح،
والفنُّ يغسلُ وجههُ بماءِ النقاء...
..
في الصورةِ يدانِ تكتبان ما لا يُقال،
واحدةٌ تُمسكُ الريشة،
والأخرى تُمسكُ قلبَها لئلا يسقط اللون.
حمامةٌ تقيمُ عند الحلم،
تُصغي لأنين الهدوء،
كأنها تعرف أن الفنَّ وحيٌ
يهبطُ على من يتألّمُ بصمت.
ليس هذا رسمًا،
بل محاولةُ نجاة،
حين يلوذُ الإنسانُ بورقةٍ
ويقول للعالم:
ما زلتُ
#تركتني_نصف_ميت ــه
عند تخوم المسافة،
نصف ظلٍّ يبحث عن جسده،
ونصفُ نبضٍ يتلعثمُ باسمك.
كأن الحياةَ أغلقت بابها،
وتركتني في الممرّ الأخير
أحاور وجهي المبللَ بالوقت.
كنتَ تمرّ في دمي
كما يمرّ النورُ في زجاجٍ مكسور،
تتركه يلمع… ثم يجرح.
الآن،
كلّ ما فيَّ يتحرّك ببطء،
كأنني
#ندوب_الشوق
يا أنت... يا مرآةَ صمتي البعيدة،
كم مرةً حاولتُ أن أكتبكَ،
فانسكبت الحروفُ رماداً على أطرافِ قلبي،
كأنها صلاةٌ بلا مَعبد.
كلُّما هممتُ بالنسيان،
تتسلّلُ صورتُكَ من مساماتِ الحنين،
تتكوّرُ بين أضلعي
كجمرٍ يُخبّئ ليلَهُ في عتمةِ القصيدة.
ألم تقل إن الفجرَ لا يأتي إلا
يا حبيبي...
كيف تسأل عن رمادٍ في الريح؟
عن مدينةٍ كنتَ أنتَ شوارعها
وأنا نوافذها المفتوحة على الغياب؟
كنتَ قمري الذي لا ينام
وأصبحتَ ظلاً في ممرّات الذاكرة،
كلّ مساءٍ يمرّ بي
يترك نوره منطفئاً في صدري.
يا من علّمتني كيف أتنفّس بالحلم،
ثمّ سرقتَ الهواء من صدري،
تركتني أبحث عن
يا حبيبي
لا تسل أين الهوى
كان صرحاً في خيالي فهوى...
وانتهى العمر على أطلاله
كأنني كنتُ أحلم بك،
ثم أفقتُ على فراغٍ يشبهك.
كم مرّةٍ ناديتُ اسمك في الريح،
فارتدَّ الصدى حزيناً كقلبٍ يتيم،
وكم حاولتُ أن أرمم من بقاياك وجه الصباح،
فانكسر الضوء في عينيّ قبل أن يولد النهار.
كنتَ لي
يا من إذا مرَّ بي
انحنى الضوءُ خجلاً،
أتذكّرك
فأتهجّى وجعي على مهلٍ،
كطفلةٍ تبحث عن أمّها في الريح.
كنتَ لي المعنى
وحين غبتَ،
أصبح كلّ شيءٍ بلا اسم.
ما عدتُ أقول "كن"،
فالنبضُ عصى،
والقلبُ وطنٌ مهدوم،
ترتعُ فيه الأمنيات... ميتة.
..
#سديم_الحرف
#رؤية_حرف
#الصرح_الأدبي
مفاتيح الريح
في صدري
تُقيمُ أقفالُ العالم،
تتثاءبُ على جرحٍ لم يبرأ،
تقرعُ بصمتٍ أبوابَ حُريّتي،
ولا أحدَ يُجيبُ...
شَعري ريحٌ متمرّدة،
تغادرُ وجهي إلى الجهاتِ الأربع،
كأنّها تبحثُ عن نافذةٍ تهربُ منها
صرخةُ أنثى مسجونةٍ في جدارِ الصدى...
تمدّ إليَّ يدًا
تحملُ مفتاحًا
من
كلُّ هذا الصدأ في صدري
ليس من الأقفال،
بل من الانتظار.
أحملُ أصواتَ الحديدِ كأغنيةٍ منسية،
وأتذكّر أنني كنتُ ذاتَ يوم
خفيفةً كالمطر،
قبل أن يُعلّقوا على صدري
مفاتيحَ الغياب.
الريحُ تُمشّطُ وجهي،
تسحبُ ظلي نحو الجهاتِ التي لا تُسمّى،
وأنا أتفتّتُ على مهلٍ،
كأنني أتعلّمُ معنى
كلما حاولتُ الهربَ من ظلّك،
تمدّ السماءُ أصابعها نحوي،
وتدلّني عليك… كأنك خيالي الأوّل.
#أتجرع_مرارة_النجاة
أنجو منك في الصباح،
ثم أتعثّرُ بكَ في الحلم،
تسكنني مثل سرٍّ أضاعَ معناه،
وأنا أكتبك…
كي لا أُشفى.
..
#سديم_الحرف
#الصرح_الأدبي