إشْعُر بِعَطشِ إمامك وظُلامَته.

بس بمَجلِسك ألقى أماني..

«ولَكِن لا يوم كيومِكَ يا أبَا عَبدِ الله! يزدلف إليكَ ثلاثُون ألف رجل يدَّعون أنَّهم مِن أُمَّة جدّنا مُحمَّد، وينتحلون دين الإسلام، فيجتمعون على قتلِكَ وسفكِ دمك، وانتهاكِ حُرمتك، وسبي ذراريكَ ونسائَكَ». —الإِمامُ الحَسنُ المُجتبى عليهِ وآلهِ السَّلام.

الليلة ليلة جزَع، الليلة مكروه الصَّبر ويُسْتَحَب كَسرِ الصَّدر ويقول الشَّيخ حسَن الدمستاني: «وقليلٌ تتلفُ الأرواح في رُزءِ الحُسَين» مُصِيبَةً ماأعظمهز وأعظمَ رَزِيَّتها في الإسْلامِ..

لِمِثلهِ تُلْطَم الوُجُوهْ وَتُشقُّ الجيوبْ وتُلقى العَمائمَ مِنَ الرُّؤوسْ أَتُراني أُعيرُ وَجهي صونًا وعلى وجْهِهِ تجولُ الخيولْ؟!

أحيانًا الصَّمت أبلغ من الحرفِ، والابتعاد عن الوحلِ نجاةً للكرامة، تتلوّى الحروفُ في صدرِك ولكن لا جدوى من الكتابةِ في مستنقعٍ يتخبطُ فيه القطيع، يتطاير رذاذهم على المعاني، فتتّسخ الحروف دون ذنب. اصْمُت لترتفع وابتعد كي تظلَّ كلماتك نقيةً لا يُدنسها العفن!

نحن بحاجة لِمثل هذه الأصوات في النَّعي وقصائد الرِّثاء على أهل بيت النَّبي صلَّ الله عليه وآله، لأصوات تدفعُنا بكل قوّة للشّعور بعُظمِ مُصيبتهم الجليلة، بحاجة لِمثل هذا الصَّوتُ الشَّجي المُحرِّك للعواطف نحو الثَّورة الحُسينيّة.

مع اقترابنا لذكرى استشهاد الإمام زين العابدين{ع}حريٌّ بنا جميعًا أن نستغلّ هذه الأيَّام جيدًا ونخصصها لذكره، قراءة سيرة الامام من الولادة للاستشهاد، قراءة الصحيفة السِّجادية، قراءة خطبته في مجلس يزيد والتفكّر في معانيها، قراءة الاحاديث الواردة عنه، شخصية عظيمة تستحقِّ البحث عنها.

من الصعب أن تشعر بالانتماء وأنت تتخفّى عن العالم خلف واجهة مثالية منحوتة بعناية، لن تنمو وأنت تتظاهر بأنك مكتمل النمو، من يرفض وجود نقائصه يخالجه أسى النقص كلما اختلى بنفسه، ويخالُ أحيانًا بأنّ الأرض تلفظ فقط حين يتقبل الإنسان طبيعة نفسه يصبحُ قادرًا على رؤيتها وإنصافها وتقويمها.

فكيفَ لي بتحصيلِ الشُّكرِ، وشُكري إيَّاكَ يفتقِرُ إلى شُكر، فكُلَّما قُلتُ: لكَ الحَمدُ، وَجَبَ عليَّ لذلكَ أن أقول: لكَ الحَمد. — مُناجاة الشَّاكرين.

غالبًا..إن أحد مشاكل المرأة مع الرَّجل هي عدم معاملته لها كحالة خاصَّة مُتعلقة بها وحدها، عدم إستيعابها ككيان مُتفرد يُمثل نفسه فقط دون غيره، عدم إتخاذها كشخصية مختلفة في مكنونها ولا تشبه أيّ أحد..إذ علاقته مترتبة معها بأساس ما يعرفه من الوعي الجمعي عن المرأة، والذي قد لا يشملها.

أنا أُؤمن بالمعجزات والرَّحمة الإلهيّة، وبأنَّ الله قادر على أن يسوق لك الخير كلّه « في لحظة إيمانك به ».