السلام عليكم أنا أختكم الدكتورة نورا يوسف، مسلمة ومنتقبة والحمد لله على قدر كبير من الالتزام. عندي سؤال مهم: لو أن إحدى أخواتكم قد شاهدت أمها تزني، وقد شاهدتها منذ كانت صغيرة حتى الآن، مع العلم أن تلك الأم أيضا منتقبة، وشديدة الالتزام، فهل يؤثر ذلك على البر بتلك الأم الزانية؟

إخوتي وأخواتي، ماذا تفعل الأم المكلومة التي ابتُلِيَت بما ابتُلِي به شباب عصرنا، وما جرته علينا المدنية الحديثة، إذ فوجئت بأن ابنتها وابنها ينضمون إلى عالم المثليين، رغم أنها ربتهما على الفضيلة والدين، والفاجعة الأكبر اكتشافها أنهما يمارسان معا، أحببت أن أفضفض، إن لم أجد حلا.

شفاك الله وعافاك يا أمي، لطالما كان صدرك كبيرا واسعا يتحمل الجميع ويطوي الحب الكبير بين دفتيه، طالما وقفت أمام من يحتاجك وحنيت رأسك خضوعا وتواضعا، وحملت الناس على ظهرك وبين ذراعيك رجالا ونساء تخففين آلامهم وتعطيهم الدفء والحب ، وقذفت عسل حبك للناس ولعقت آلامهم ملتذة لا متأففة

معذرة على الغياب الفترة الماضية، كان هناك قيد على حسابي، لا أدري ما سببه، ولكن الحمد لله تم التعامل مع الأمر، لقد افتقدتم كثيرا، فهل افتقدتموني أيضا؟

أنا أحترم اليهود جدا، وكذلك المسيحيين وأحبهم حبا جما، ولكن هناك مغالطة غريبة، اليهود في العقيدة المسيحية هم من قاموا بقتل المسيح وتكذيبه، أما عندنا في العقيدة الإسلامية فنحن نحترم المسيح جدا، والإيمان به كنبي ركن من أركان الإيمان عندنا، ومع ذلك يوالي المسيحيون اليهود أكثر منا.

المفترض أن تؤخذ المسائل العقائدية والفكرية بشكل أكثر سعة ومحبة، ليس بالضرورة أن تكرهني لأنني أفكر بشكل مختلف، قد نتناقش ويظهر الاختلاف، ولكن لا نكره بعضنا البعض، أنت لا يسعدك أن أظهر أمامك عقيدة أنا غير مقتنعة بها لمجرد إرضاءك، أو أظهر كرهي لعقيدتي كي ترضى عني، فليكن الفكر حرا

الوالدان يسعدان ويحتفلان في اليوم الذي تنكح فيه ابنتهما، ويسلمانها بأيديهما إلى رجل يغلق بابه عليهما، ويعلمان ما سيحدث، ويدعوان لهما بالتوفيق، وهما لا يفعلان ذلك إلا حال عقد الزواج، برغم أن الفعل هو الفعل، فهل يسمحان لرجل أن ينكح ابنتهما ويستمتعان بذلك دون عقد، إذا تغيرت العادات؟

حدثني أحد المهتمين - وقد علمت أن ابنه شاذ جنسيا - فقال لي: أظن أن معظم من ينكر على المثليين مثليتهم هم مقيدون بتلك العادات، وإنما إذا تغير الأمر، فلا أرى مانعا أن يصير ابني مثليا، بل لا أرى مانعا إذا ساعدته أحيانا، أو ساعدته أمه، الحاجز في عقولنا فقط، هل تتفقون؟

يقولون أن الأم أكثر استيعابا إذا مارست ابنتها الزنا، خصوصا إذا كانت الأم نفسها قد مارست الزنا قبل ذلك، وربما شاركتها أحيانا، فغيرة الأم ليست غيرة حقيقية وإنما هي غيرة مكتسبة من طبيعة المجتمع. قالوا: أن غيرة الأب كذلك، بدليل افتخاره بحمل ابنته داخل إطار الزواج، وهو إطار هش، أتتفق؟

حبي الشديد لك أيها المسيحي واليهودي مهما بلغ وإن اعتليتني ومتعتني وجعلتني لا أقدر على الاستغناء عنك، لا أظن أبدا، أنه من الممكن أن يغير من عقيدتي وفكري، العقيدة والفكر لا تتغير أو تتبدل إلى بالفكر والمناقشة، لم أقتنع بفكرك، وإن اقتنعت برجولتك، وخضعت لها.

أتظن أنك عندما أحرقتني*ورقصت كالشيطان فوق رفاتي أتظن أنك قد طمست هويتي*ومحوت تاريخي ومعتقداتي عبثا تحاول لا فناء لثائر*أنا كالقيامة ذات يوم آت أنا مثل عيسى عائد وبقوة*من كل عاصفة ألم شتاتي سأعود بالتوراة والإنجيل*والقرآن والتسبيح والصلوات سأعود بالأديان دينا واحدا*خال من النعرات

عبثا تحاول إثنائي عن حب المسيحيين واليهود، فقد تعدوا مرحلة الأخوة، أنا محتفظة بعقيدتي، ولكن هذا لا يمنع أن أذوب عشقا في الصفات الطيبة كالصدق والرجولة المفرطة، والفحولة الطاغية، إذا صدرت من أي كان، يقفون ورائي في الضراء قبل السراء، ويحملوني فوق رءوسهم، يدغدون ترائبي، ويفتحون كهوفي

أنا أحب المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله، أحبه أكثر من روحي ونفسي وأولادي وأبي وأمي والناس جميعا، وعلى استعداد أن أموت في سبيل الدفاع عنه من أي شخص ينتقص من قدره، ولكن غير مقتنعة أنه الله أو ابن الله أو أحد الأقانيم الثلاثة عقلي لا يحتمل هذا هل أنا مضطرة لمخالفة ما اؤمن به

بعض الصديقات والأصدقاء يعتبرون - بعض ما يسمونه بالممارسات الشاذة - غير واقعي، ومن ذلك ممارسات المحارم، كالبنت وأبيها، والأم وابنها، والأخ وأخته، أو أن تمارس أم وابنتها معا أو أخت وأختها، لم أر أنها غير واقعية، بل لها سند من الواقع وعلمي النفس والاجتماع، بل والتاريخ أيضا.

كتب الماركيز دو ساد، عندما نفي إلى عمه أن عمه - وكان يعمل واعظا - كان بالنهار يعظ الناس، وبالليل يتهتك مع عشيقته وابنتها معًا بكل أنواع التهتك بحسب كلامه، إبان الثورة الفرنسية. وأنا لا أرى أن هذه الممارسة قد خرجت عن حد العقل، وإنما هي في إطار المعقول، بغض النظر عن قبولها من عدمه

كل عام أنتم بخير، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أحببت أن أهنئكم وأنا أرتدي ثياب العيد، لأعبر عن احتفائي به، واحتفالي بكم.

بينما أنظر إلى البحر، راعني سؤال: الملح الذائب في البحر لا يعرف أنه ملح، إلا إذا انفصل عنه، ولا يعرف عنصر واحد من الهواء أن له كيانا إلا إذا استقل، فهل خير لنا أن نستقل ونتحمل تبعات الاستقلال شقاء بالغ، أو متعة طاغية، أم الأسلم أن نندمج، ونذوب، فنستتر في الجمع، ونستمتع بضراوة؟

رجيع الرياح، انتياب الموج للصخر وكأنها ربتات حانية على وجه نائم، وتارة كأنها هدير يوقظ الغافل، هل نسعد أكثر إذا علمنا متى تكون النهاية، أم أن إخفاءها يكون أكثر تشويقا وإسعادا، لنتعامل مع كل لحظة كل قبلة، كل ضمة، كل شبقة ورعشة متعة ودخول وخروج، وفتح الساق وضمها، وكأنها الأخيرة!!

أخي الحبيب أول من شق نياطي من عائلتي كل لحظة بقربك متعة استثنائية، أختي الرائعة أول من امتزج بي وتساحق قلبانا على صخر المحبة، أمي الفاضلة معلمة بالبيان والممارسة الحية، ابنتي الغالية سلواي في وحدتي طوع قدمي وبينهما، وأنا كذلك، ابني الرقيق معي ولي ينسى رجولته حينا ويستدعيها إن شئت