يفتقر أغلب الشباب إلى الشعور بمتعة العمل والكفاح والنشاط ، والأخذ بالأسباب والاحتياط ، والبعد عن التهريج والهياط ، وتحمل المسؤوليات والارتباط، لأن كل هذه المعطيات الإيجابية هي التي تصنع الأجيال، وتخرج الرجال والأبطال، وتصقل الشخصيات فلا تهاب ركوب الأهوال، لبلوغ الغايات والآمال !!

يفتقر بعض الشباب إلى تحديد أفضل البدائل والخيارات ، وتقديم الأولويات ، لأنه افتقر منذ صغره إلى التربية عن طريق غرس الثقة بالنفس ، وتحمل المسؤوليات بكل أنس ، والاعتماد على الذات بلا بأس ، فتجذر لديه التردد ، وتأزمت لديه الحيرة في اتخاذ الأمثل بكل عزم وجد ، فأمسى في معاناة بلا حد !

يفتقر أغلب الشباب إلى آداب الحوار البناء وأصوله ، وإلى قواعد احترام الرأي الآخر ومبادئه ، فإذا اختلفت معه في الرأي ضاق بك ذرعا ، ونأى عنك صدا وبعدا ، وقد يتهمك بالباطل تعسفا وطعنا ، فينظر إليك على أنك خصم له ، لأن لديه ضيق أفق ، وسوء خلق ، ومساحة واسعة من الطيش والنزق !!

يفتقر بعض الشباب المسلم في العصر الحديث إلى الاعتزاز بحضارته العربية الإسلامية وأصوله التاريخية ، ولاسيما أنه مستهدف بالدرجة الأولى من قبل الثقافات المادية الغربية التي تعج بالتناقضات والانحطاطات وازدواجية المعايير والانحلالات ، حتى أضحى شبابا مهلهلا، ضعيف التكوين نفسيا وفكريا !

يفتقر أغلب الشباب إلى الوعي الصحي الراقي من خلال التغذية الصحية المتوازنة ، والعادات الصحية الناضجة ، والبعد عن الوجبات السريعة المشبعة بالدهون ، وعدم الوقوف في صفوف طويلة من الانتظار من أجل احتساء قهوة بمبلغ يومي مبالغ فيه لو حسبه الشباب على مدى شهر كامل لأصيب بالدهشة والذهول !!

يفتقر بعض الشباب إلى عمليات إدارة المال ، وكيف يتم التعامل مع المال في عمليات الصرف والادخار ، وعدم إهداره في اشتراء أشياء ثانوية ليست من الأهمية بمكان ، بدلا من التركيز على الأولويات والاحتياجات الضرورية التي لابد منها على كل حال ، حتى أصبح المال في أيدي الشباب يبعثر بطيش !

يفتقر بعض الشباب إلى الاستخدام الأمثل مع شاشات الأجهزة الذكية، ومطالعة المنصات بأساليب منظمة عملية، تستثمر في تلبية احتياجاته وتحقيق طموحاته،بدلا من ضياع أوقاته بلا جدوى،والعيش في عوالم افتراضية تنخر فكره وصحته وقيمه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حتى يؤول إلى كثرة التذمر والشكوى !

يفتقر بعض الشباب إلى استثمار الفرص الذهبية التي تتيح له الانطلاق والتحليق لتحقيق الطموحات والأحلام ، لأن الفرص تقتنص اقتناصا ، وتستثمر استثمارا ، ولابد من اغتنامها في حينها ، وقد لا تتكرر أبدا في الظروف المناسبة ، ولهذا ينبغي للشباب ألا يتنظر الفرص تأتي إليه وهو يقلب كفيه !!

يفتقر بعض الشباب إلى وضوح الرؤية في الأفكار والآراء والمعتقدات والأساليب والأدوات والمنهجيات في عوالم زاخرة بالمتناقضات والتعقيدات والتداخلات ، ولاسيما في ظل الانفتاح على العالم الافتراضي، ومنصات التواصل، والثقافات المتعددة، لذلك لابد من التمسك بالأصول والثوابت ولابد من التدقيق !

يفتقر بعض الشباب إلى التسلح بعمليات اتخاذ القرارات بأسلوب علمي منهجي مبني على تحديد الأهداف ، وجمع المعلومات ، والتأكد من صحتها ، وتنظيمها وتبويبها ، وربطها بالأهداف، ودراسة الجدوى ، وإمكانية التطبيق على أرض الواقع، وعمليات تطوير القرارات المستقبلية، وعدم الرضوخ للرتابة والجمود !

يفتقر بعض الشباب إلى التأني في اتخاذ القرارات، والصبر على انتظار نتائج الخطط والبرامج والطموحات، والعزيمة على مواجهة العقبات والمعضلات، فسرعان ماتراه يتراجع ويتقهقر، ومن إحباطاته لا يتحرر، وبالتالي لا يحقق النتائج التي تنتظر، وكأنه يظن أن النجاحات تتحقق بلا إرادة وتصميم وصبر !!

يفتقر بعض الشباب إلى التعامل الصحيح مع أهدافه الكبرى وطموحاته ، فتراه يندفع بحماسة فيستعجل الخطى ليصل إلى أهدافه الكبرى بلا تدرج وتوازن وثبات ، فلا يحقق مايريد ، وقد يجهل أن الأهداف الكبرى يسبقها أهداف وسطى ، ويسبق الوسطى أهداف صغرى محددة واضحة من خلال برامج عمل وآليات منظمة !!

يفتقر بعض الشباب إلى الخبرات الثرية ، والآراء الثرة ، والمعارف الواسعة في بناء المشروعات ، والبدء بالأولويات، وجمع المعلومات، وتحديد الاحتياجات، ولهذا لابد أن يستشير أهل الخبرات، ويستأنس بأصحاب النجاحات، ويستفيد منهم في تذليل العقبات، ويتسلح بالتأني والتريث والصبر والعمل الجاد !

يفتقر بعض الشباب المسلم إلى فنون الانتقاء ، ومهارات الارتقاء ، عندما يواجه مظاهر الحضارة الغربية المعاصرة ، فلا يأخذها بخيرها وشرها ، بل لابد أن يأخذ منها الإيجابيات ، ويرفض السلبيات ، لأنه صاحب رسالة سماوية ، يتمتع بشخصية استقلالية رائدة قائدة ، لها أصول وثوابت وتاريخ ومبادئ !!

يفتقر بعض الشباب إلى التصورات الاستشرافية الواعدة لحياته ، فتجده يعيش ليومه فقط ، ولا يفكر بمستقبله ، فأمسى في دوامة ، تمر عليه الأيام والشهور والسنوات وهو لم يتغير ولم يتطور ، وكأنه لا يشعر ، وإذا شعر فلا يتحرك ، ويكتفي بالاحتجاج بأن أمامه عقبات وتحديات ، وليس لديه إمكانات !!

يفتقر بعض الشباب إلى التركيز على العناية بالجوهر قبل المظهر، من خلال تزكية النفس، والارتفاء بالحس، والسمو عن الدنس، والبعد عن مواطن الرجس، والنأي عن أماكن الريب والشك واللبس، أما المظهر فهو مجرد طلاء،ولا يجدي نفعا إذا كان المخبر مترعا بالأدواء، والروح منغمسة في الشهوات والأقذاء !

يفتقر بعض الشباب المسلم إلى سياسة التوازن والاعتدال بين التمسك بالأصول والثوابت الدينية، والتعايش والانفتاح على الثقافات الأجنبية،فالبعض يرفض الانفتاح والتعايش بحجة التمسك بأصالته وجذوره،والبعض الآخر ينفتح بلا أصالة،ويتعايش بلا ثوابت،وكلا المنهجين خاطئ،والصواب الجمع بينهما بوعي !

يفتقر بعض الشباب إلى الوعي بدوره في الحياة ، وكيف يبني مستقبله بثقة وعزيمة وثبات ، وكيف ينتشل حياته من الرتابة والكسل والسبات ، ليصبح إنسانا ذا رسالة سامية ، ومهام عالية ، وطموحات راقية ، ويبدأ التغيير والتسامي ، ورسم الأهداف وتجنب التواني، وبناء البرامج العملية بالعمل المتفاني !

أمن الوطن تدور في فلكه كل مجالات الحياة بلا استثناء، ويترتب عليه كل متطلبات الوجود بلا عناء أو شقاء، وهو محور الارتكاز، أو العنصر الفعال، أو حجر الزاوية لكل نشاطات الحياة في رقي وازدهار ورخاء، بل هو حياة شعب وأمة بأكملها، وهو يمثل ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، وهو نبضها وسر وجودها !

أمن الوطن لا يليق أن ينظر إليه المواطن من زاوية ضيقة لا تتسع لذرة على أنه مسؤولية الدولة فقط،بل هو مسؤولية كل إنسان يطأ على ترابه،ويستمتع بخيراته، ويأمن على حياته،وأي خلل يتسلل إليه يترتب عليه مابعده،لأنه يجسد حياة شعب بأكمله، ولهذا لابد من التصور الشمولي الواسع العميق نحو أمنه !