هربًا من زمان القُبح،تختبئُ الملائكة في عينيكٍ؛

إنه عابرٌ في هذا المكان، كَما في كُل الأماكِن، فهو يصلُ دوماً لكي يُغادر؛

وكان هو كلَّ ما يلزٍمه؛

مُنتبِهٌ دائٍماً، وَلم تَفُته إلّا نفسَه؛

إنه لا يهدأ لهُ بال ولا تطمئن له نفسٌ طوال حياته؛

أحملكِ فيَّ، مثلما أحمل الله وأمي طيلة حياتي، ولا أحد يعرف كيف لشخص أن يحمل الله وأمه وشخصٌ آخر معهما، ويسير بكل هذه الإستقامةة؛

كان الجمال ينمو من داخلها دون إستئذان؛

لا زلتُ أُُمسِك نفسي متلبسًا بشعور الحزنْ على أشيَاء لم تعُد تهمني بَعد الآن؛

لا يرى الكلامَ يصف إحساسه، ولا حتى البدء بأي تُرهَاتٍ مع من حوله، مُشيحٌ عن الآخرين مُلتفت لنفسه، نظراته محكمه، متواصلة وثابتةة، تثير التأمل والذهول، شاردُ الذهن و عميق التفكير في آنٍ واحد؛ ترى الكلِم واضحًا في عينيه، ولكنه فضّل الصمت مُضمراً لشعوره علىٰ أن يهذي بأي شيء؛

كيفَ تبدُ الحياةةً لشخصٍ فقد القدرةَ على الإستئناسْ، كَيف يُمكن أَن تَمنحَ الأُنسَ حينما لا يكُون بمقدوركَ أن تألف أحَد، أي احد، كل شيء، أي شيء، كل مكان، أيُّ مكان؛؟

كانت المرّةَ الأولىٰ التي شعَرَ بها بالنقص، التي شعرَ بها انهُ ليس كافٍ لشيء، والأخيرةة أيضاً؛

و منذُ ذاكً الصباح و أنا أدورُ حولَ نفسي كنقطةِ ضوءٍ، على جدارٍ شفِيف؛

كان في وسعه أن يكون مرتاحًا لفكرة أن هناك هدفًا لما يفعل؛

لقد فاتهُ أن يفعلها ولو لِمرةةٍ واحده، ويكون أول من يُغادر؛

لا يستمرّ معي أي شيءٍ طويلاً، كنتُ أغادر عن كل شيء. عمّا أُحبّ، عمّا أكره، عمّا أريد وعمّا لا أريد. لقد قضيتُ عمري كلّه وأنا أشعر دائمًا بأن علي أن أُغادِر؛

في فترات الحظ السيىءأفقد نفسي،تسقط الأشياء من جيوبي وذاكرتي،أضيع المفاتيح، الأقلام،النقود،الوجوه،الكلماتِ أيضاً،ولا أعرف إن كانت عيناً من شخص،أوأن الأمر تم بمحض الصدفة،أحيانا لا ينتهي هذا، أضيع ما أعثر عليه،ولا أستطيع العثورعلى ماأجد،وأخاف أن أفقد الحياة من خلال ثقب صغير في جيبي؛

في بعض الأحيان كانت تَستولي عليه رغبةةٌ في أنْ ينصرِف ذاهِبًا إلى أيّ مكان، وأنْ يغيب غيابًا تامًا وأنْ يختفي اِختفاء كاملاً، كان يتمَنّى أنْ يلجأ إلى مَلاذ مُظلِم مُعتم يخلو فيه إلى أفكاره ولا يستطيع أحد أن يهتدي إليه؛

لكنهُ يقلق حيال الذين أحبوه دون درايةةٍ عن تفاقم الخراب في صدره، يجاهد لإضمادهم أولئك الواقعون في غرام ثباته وهو عكس ذالك تماماً؛

يستيقظُ بأصابعَ زرقاء، كأنه كان طيلة الليل يقشّر طلاء السماوات؛

في مرحلةِ نضجٍ عميقةة تمنيّتُ ألا أعي نِصفَ ما أعي؛